وضع السعودي علي يوسف اسمه بين قائمة أشهر طهاة العالم، محولاً حلمه الذي طالما راوده، إلى حقيقة صاحبتها عزيمة وإصرار، تقلد إثرها إدارة مطعم شهير في كبرى فنادق العاصمة الرياض. بدأ يوسف (41 عاماً) تجربته من منزله وسط القصيم، وظهرت إبداعاته في الرحلات البرية والتنزهات مع أفراد عائلته، حتى وصل إلى العمل في أحد القطاعات الحكومية في قسم الصيانة، إذ كان خلال ذلك يقدم ملاحظاته ورؤيته لأحد «الطباخين»، لتكون من هنا بدايته في هذا العمل، بعد أن دخل في تحدٍ مع «الطاهي» الآخر. لم يكن أمام علي في هذه اللحظات، إلا أن يقبل التحدي، ويطلق لطموحاته وآماله العنان محلقاً، إذ همّ بتجهيز وجبة الغداء لزملائه، وفور الانتهاء من إعدادها وتقديمها للحضور، انهالت عليه عبارات الثناء، كان حينها الإعجاب بما قدّم هو سيد الموقف، ليكتب بذلك فصلاً جديداً من فصول حياته العملية في هذا العمل. نقلت مرحلة التحدي يوسف من العمل في قطاع الصيانة إلى العمل طاهٍ في مطاعم عدة، شارك خلالها في تقديم الأكلات الشعبية والعالمية لكبار ضيوف وزوار المملكة، نال إثرها جوائز محلية ودولية. وبعد خوضه الكثير من التجارب الناجحة، توجت لحظات إبداعه، جالبة له عروضاً من مطاعم شهيرة داخل المملكة وخارجها، لتستقر به الحال في إدارة مطعم شهير في كبرى فنادق العاصمة الرياض الشهيرة، بعد أن درس جدوى العروض وعوائدها عليه وعلى من يعول. وأثناء مأدبة غذاء، بعد توقيع اتفاق إطلاق برنامج «من الرعوية إلى التنموية» الذي وقعه وزير العمل الدكتور مفرج الحقباني ووزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد القصبي الأربعاء الماضي، التقى الشيف علي بالوزيرين، إذ كان من بين من أعد طعام الغداء، إلى جانب سيدات سعوديات من الأسر المنتجة، فنال ما يستحق من ثناء وتشجيع، مبديان دعمهما لعلي وللشبان والفتيات أمثاله، ممن تغلبوا على التحديات بالإصرار والعزيمة، وتبوءوا مكانة عملية بين أقرانهم، فحققوا بعضاً من طموحاتهم وآمالهم العريضة.