على رغم قصر إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، التي لم تتجاوز تسعة أيام، إلا أن مسؤولات في أندية رياضية نسائية خاصة، كشفن عن إقبال «كبير»، من جانب المتدربات، وبخاصة من الراغبات في تعلم السباحة والكاراتيه. وتراوحت أعمار المشتركات في تلك الأندية بين ال12 وال50 عاماً. وتقدر هدى الصايغ، التي تدير مركزاً رياضياً ترفيهياً نسائياً في مدينة الخبر، نسبة الزيادة في عدد الملتحقات في المركز خلال هذه الإجازة، بنحو 25 في المئة، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي. وتعتبر إقبال النساء هذا العام «أمراً غير عادي، فالفارق يبدو واضحاً، ولاسيما أن الأعوام السابقة كان الإقبال يتركز على التسجيل في دورات وبرامج السمنة وتخفيف الوزن، وممارسة الأنشطة الرياضية العادية»، مُستدركة أن في هذا العام «لاحظنا أن الإقبال كان على مجالي السباحة والكاراتيه، فلقد كانا محط اهتمام النساء، ما حدا ببعض إدارات الأندية والمراكز النسائية، إلى التنسيق مع المنتجعات بشكل مضاعف، لتنفيذ دورات السباحة». وتشير الصايغ، إلى عدد من الأسباب، التي دفعت النساء إلى الالتحاق في تلك الدورات، أبرزها «السماح لنا بمزاولة تلك الأنشطة، فلم نواجه مشكلات مع الهيئة، أو الشرطة، أو البلدية، كما كان يحدث في السنوات السابقة». وتتوقع أن تكون إجازة الصيف المقبلة، «موسماً سياحياً مزدهراً، وبخاصة ان المراكز تعتزم تنفيذ دورات ترفيهية أخرى، لم تُنفذ من قبل». وتعتبر المتدربة نورة علي، التي أوشكت من إنهاء فترة التدريب على السباحة، أن التجربة «جديدة ومثيرة، ولم نشعر حيالها بالحرج، كما كان الحال في السابق، فالمرأة أصبحت تتحرك بحريتها، وترفه عن نفسها كما تشاء، وفق ضوابط هي من تحددها، وتراعي فيها الصحيح من عاداتها وتقاليدها». وقبل خمسة أعوام، ذهبت نورة إلى البحرين، للتسجيل في دورة سباحة هناك. وتقول: «كنت أتوجه نهاية كل أسبوع إلى المركز، وأمكث فيه يوماً كاملاً، أتدرب خلاله على مهارات فن السباحة، فالمدة المطلوبة للحصول على شهادة الدورة شهر كامل، فكنت دائمة التنقل والترحال بين الخبر والمنامة، إلى أن أمضيت ال30 يوماً، بصعوبة بالغة». وعلى رغم ذلك، لا تنسى نورة «متعة التجربة وصعوبتها في آن واحد». وتضيف «عندما بدأت المراكز والأندية النسائية في المنطقة الشرقية، تعلن عن دورات السباحة، كنت اعتقد أنها مزحة أو شائعات، ولكن عندما تيقنت أصبحت استغل كل إجازة للالتحاق في هذه الدورات، وما يدهشني اكتظاظ النساء في المراكز، ورغبتهن في تعلم فن السباحة». ولم يقتصر الإقبال على السباحة، فدورات الكاراتيه استحوذت على نسبة عالية من المتدربات أيضاً، خلال إجازة الربيع. وتوضح منيرة الموسى، التي تدير نادياً نسائياً، التغيرات التي طرأت على رغبات النساء في الالتحاق في الدورات، وتصفه بأنه «تغير نوعي، ويستدعي التوقف عنده لرصد ما يستهوي هذه الشريحة، في التنفيس عن الذات، والتخلص من التفكير الدائم والهموم». وتقول منيرة: «استقطبت دورات الكاراتيه جمهوراً واسعاً خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي». وتتوقع «استمرار الإقبال خلال فترة الصيف، والإجازات القصيرة، والأسبوعية»، مشيرة إلى ان هذا الإقبال «يثير الدهشة، ويتطلب مراعاة للمهمات التي تقوم بها المرأة، لإدراج كل ما هو حديث في مجالات الترفيه». وعند بوابة نادي منيرة، تنهمك النساء في الاستعداد لتمارين الكاراتيه، ويبدو الحماس على أشده في الغرفة المجاورة، الخاصة في تغيير الملابس، ويرتدي الجميع البذلة المخصصة، ويشعر بعضهم بالحرج، فيما تندمج مجموعة أخرى في الحديث، عن «جرأة التجربة»، إلا أن الهدف هو «تغيير الروتين، والخروج من دائرة الضيق إلى دائرة أوسع»، بحسب الملتحقة في دورة الكاراتيه أم نوف، التي تقول: «لم تكن الأنشطة النسائية الترفيهية، محط اهتمام شرائح واسعة من النساء، ولم تكن تلقى رواجاً، لكنها أصبحت اليوم، جزءاً لا يتجزأ من برنامج المرأة اليومي».