علمت «الحياة» أن اعضاء مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة سيعقدون اجتماعاً استثنائياً خلال الأيام المقبلة، بهدف مناقشة عدد من المواضيع التي تتعلق بسياسة رئيس مجلس إدارتها الحالي.وبحسب مصادر مطلعة فإن هذا التحرك يأتي على خلفية اعتراض عشرة من اعضاء المجلس الحاليين على طريقة إدارة رئيس مجلس الإدارة خصوصاً في ما يتعلق بموضوع تعيين الامين العام وإعادة هيكلة الغرفة ما دفعهم لكتابة خطاب جماعي لرئيسها صالح كامل ارسل عبر البريد الالكتروني في أواخر شهر شباط (فبراير) الماضي اثناء وجوده في احد المستشفيات في خارج السعودية للعلاج. ويتضمن الخطاب مطالبتهم بمنحهم صلاحيات في ادارة الغرفة، ما اثار حفيظة صالح كامل الذي رد بخطاب مماثل طالباً منهم عقد اجتماع استثنائي برئاسة نائبة مازن بترجي بهدف الوصول لحل لتلك الخلافات ومناقشة مطالبهم ومعرفة تطالعاتهم وخططهم التي يطالبون بها. وجاء في نص خطاب رئيس الغرفة التجارية صالح كامل الذي «حصلت الحياة على نسخة منه»: «الأخوة والأخوات الأعضاء في مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة الموقعون والمرسلون خطاب (التعليم والتوجيه) المبعوث لي بصفتي رئيس مجلس الإدارة ... الرقم / بدون والمؤرخ في 14-3-1431ه المصادف 28-2-2010وسلام على من قال: وعاشر بمعروف وأصلح من اعتدى ودافع ولكن بالتي هي أحسن وبالتي هي أحسن ... وامتثالاً لأمر الله ... جل في علاه...أكتب اليكم وبنفس التقدير والاعتزاز الذي بدأتم به رسالتكم الي والتي تسلمتها قبل دخولي المستشفى بساعات قلائل... في الوقت التى كنت اظنها رسالة اطمئنان بعثتم بها.وبدلاً من أن أقرأ بين سطورها ما توقعت من دعوات وأمنيات وجدتها تركيبة من جمل وسطور تعلمني فى مضمونها مسؤولياتي كرئيس لمجلس ادارتكم ... وكأني بت لا أعرفها ... وكأنما غرقت في ثنايا رسالتكم التوجيهية خبرتي التي اكتسبتها وأكسبتها الكثيرين على مدار نصف قرن من الزمان ولم أكن لأتطلع خلال كل هذه السنين ... الى رئاسة او عضوية أي غرفة أو مجلس ... والدليل على ذلك حصول ولدي عبدالله ومحيي الدين على عضوية غرفة جدةقبلي وقبل الكثير من أعضائها الحاليين... وأنتم تعرفون أكثر مني ...أن غرفتكم لا تضيف لمنازلي التي أنزلني الله شيئاً... ولولا أنني تشرفت بتلقي توجيه بالقبول من مقام سام كريم... معتبراً أن في القبول والامتثال خدمة ومحبة اهديها لمدينة أسكنها وأعيش فيها. ولقد عزز عندي هذا الشعور الإجماع الذي تم به انتخابي رئيساً للغرفة. وأعتقد يا كل الموقعين ويا حضرات المرسلين أنكم تتذكرون جيداً كلامي لكم جميعاً في أول اجتماع لي بكم ...انني لا أريد الانفراد بالقرارات ... بل ان من طبيعتي انني لا أجيد اتخاذها بمطلق الصلاحيات ...لأنني أومن بنشر الخبرة ... وزيادة القدرة ورفع قيمة الكفاءات. ولو كانت لي رغبة في الانفراد بالسلطات ... لأبقيت لنفسي ذات الصلاحيات التي كان يتمتع من سبقني من رؤساء الغرفة. وإذا كان خطاب الأخ الدكتور ... الالكتروني المرسل لي بتاريخ 13-3-1431ه والذي أشرتم في خطابكم أنه يحوي ملاحظات قيمة بخصوص النواحي الاجرائية في تعيين الأمين العام وموضوع إعادة هيكلة الغرفة... أود تذكيركم يا كل الموقعين أيها السيدات... والسادة المرسلين...إنكم وافقتم على لجنة الهدف الثاني الخاصة بتطوير الموظفين والمتشكلة من الأخت ... والأخ .... والأخ .... الأمر الذي يؤكد أن اختياري لهذه اللجنة لم يكن اختياراً شخصياً وإنما كان قراركم انتم مجتمعين... ولقد أضفت لها إلى جانب الأعضاء في مجلس الإدارة مستشارين داخلين وخارجين وبعض من رأيته ملائماً من الغرفة...إذ أنا لم أنفرد ولم أخذ سلطات المجلس لهذه اللجنة. أما بخصوص الأمين العام ... فهل عرض عليكم شيء فى هذا الأمر حتى الآن لنتحدث عنه أو نتناقش بخصوصه. الأمر الذي يدفعني من دون رغبة في الاعتقاد بأن هناك تحركات ومداولات تجري من دون علمي .. وهو ما يؤكده أسلوب الخطابات الجماعية...التي عادة ما تستخدم في التكتلات والأحزاب... والغرفة برمتها ليست مكاناً لتكتل أو تحزب... لكن الأمر الطبيعي أن كل من لديه ملاحظة عليه أن يبلغني بها شفهياً او كتابياً إما في ما بيني وبينه، أو يدلي بها جهاراً في اجتماع مجلس الإدارة... وهذه مسؤولية كل منكم التي يجب أن يعرفها، أما أنا فأعرف كما تعرفون المسؤوليات وتسلسلها ولا أتصرف على الإطلاق بدوافع شخصية أو نوازع حب الظهور ولا أعمل لمصلحة فئة من دون أخرى أو لمصلحة جماعة بعينها... إنني أتصرف وأعمل وسأتصرف وسأعمل بعون الله لتحقيق مصلحة الغرفة بكامل أجهزتها وجميع موظفيها وكل منسوبيها. وللعلم أخبركم... ولربما بعضكم يعلم... أنني لا أملك الوقت ولم أعد امتلك من الصحة ما أضيعه على احتجاجات غير مبررة... أو ملاحظات كأنها فرّت من قسورة.. لا طائل من الاستماع إليها أو قراءتها سوى إهدار الوقت وتشتيت الاهتمام عمّا هو أولى وأهم. وأما تعلمون أيها الموقعون العشرة أنكم أكثر من نصف المجلس + واحد... وإذا بالفعل ضقتم بي وأسلوب إدارتي ومنهج رئاستي ذرعاً... فلتحزموا أمركم ولتتخذوا قراركم بإقالتي من الغرفة... لأنه ليس لدي الاستعداد للدخول في مهاترات ومناورات، وأنا في هذه السن، وفي هذه المكانة. ولست من طلاب الوجاهة... أقولها بكل صراحة وأمانة. أما في ما يتعلق بطلبكم عقد جلسة استثنائية فأبشركم أنني اكتب خطابي هذا إليكم من المستشفى مثلما تلقيت خطابكم ذلك وأنا في المستشفى... ولا استبعد أن تسألوا الله لي مع سؤالي له أن يسبل علي نعمة التعافي وأن يمن علي وعليكم بالصحة الدائمة. وبهذه المناسبة صار بوسعكم عقد هذه الجلسة الاستثنائية في ظل عدم حضوري... وبوجود الأخ مازن بترجي نائب الرئيس... وقد تكون مناسبة تسقط عنكم الحرج في مواجهتي المباشرة... بخاصة بعدما تكشف لي أن هناك مجموعة من الأعضاء الموقعين والمرسلين لخطابهم إلي يرغب كل منهم أن يكون رئيساً للغرفة... وليس هذا على الله بعزيز فالأيام مقبلة والمجال مفتوح لكل متعجل أو مستعجل. الإخوة. من المرسلين والمرسلات... أود إحاطتكم بأنه إن كان لي من عتب عليكم فإن عتبي على اثنين... وذلك باعتبارهما الأكبر سناً فيكم، والأكثر خبرة منكم والأقدم معرفة بي... وحجم عتبي عليهما بحجم ما لرأيهما عندي من وزن. وما كنت أظن أن يتم استدراجهما للتوقيع على مثل هذا الخطاب الذي بعثتم... والذي لا أجد له تصنيفاً سوى أنه خطاب تعليمي ولا أجد له تعريفاً غير ذلك. أما بقية الموقعين ومع احترامي لهم أجمعين. فأنا آخذ بعين الاعتبار أنهم حديثو عهد بالعمل في الغرفة ولا شك أن الأيام قد تمنحهم الخبرة اللازمة... وربما تمنعهم من التوقيع على خطابات مماثلة... والدليل على ما أقول أسوقه لهم مما ذكره الأخ ... في خطابه الأول عن عدم وضع أعضاء مجلس الإدارة الذين لهم خبرة في الهيكلة... ولو أمعنوا فيها النظر وأسعفتهم خبرتهم للاحظوا... أن الدكتور ... والدكتور ... لم يتقدم أحدهما أو كلاهما للدخول في عضوية لجنة التطوير... بينما كانت معروضة أمامهما. والحقيقة أني لا أجهل ولا أنكر خبراتهما... ولكنهما هما من ضنا بخبراتهما للغرفة ومن فيها بما فيها انتم أيها الموقعون والمرسلون... ولم يترشحا للجنة الهدف المنشود... التي كان يستطيعان من خلالها خدمة الغرفة. وختاماً اسمحوا لي أن أقول لكم: يا بناتي وأبنائي باستثناء البالغين منكم سن إخوتي إذا كان خطابكم هذا من باب النصيحة فإن النصيحة إذا جاءت على شكل خطابات معممة يطلع فيها الناصح فحوى نصيحته لغير المنصوح... فهي نصيحة غير جائزة شرعاً. وإذا كان من دون ذلك مرتبة وورد على شكل احتجاج فهذا أيضاً غير جائز عندي قانوناً... وأنا الذي كنت أظن فيكم جميعاً غير هذا... ولكني ومع هذا أشكركم لأنكم جعلتموني أترحم في الختام على قائل بيتين من الشعر لم ألجأ إليهما إلا اليوم... لأني ما كنت أظن بصحتهما قبل اليوم... وأرجو أن لا يستمر ظني بهما بعد اليوم».