دعت زعيمة المعارضة في ميانمار أونغ سان سو تشي رئيس البلاد وقائد الجيش إلى «حوار مصالحة»، إذ يوشك حزبها على تحقيق فوز تاريخي سيتيح له غالبية مطلقة في البرلمان. وأظهرت نتائج جزئية للانتخابات التي نُظمت الأحد الماضي أن حزب «الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية» الذي تتزعمه سو تشي فاز بأكثر من 90 في المئة من مقاعد مجلس النواب، كما يتقدّم في المجلس الأعلى للبرلمان والمجالس الإقليمية. وأفادت النتائج التي شملت 232 مقعداً، بأن الحزب حصل على 211 منها في مجلس النواب، علماً انه يحتاج إلى 120 مقعداً آخر في مجلسَي البرلمان، لينال غالبية مطلقة. وفيما تتصاعد شكوك حول بطء قد يكون متعمداً للجنة الانتخابية، تعهدت الحكومة شبه المدنية في ميانمار «الخضوع لخيار الناخبين ونقل الحكم سلمياً»، إذا تأكد فوز المعارضة. ويبدو أن «الرابطة» تنتهج سياسة منح الحكومة وقتاً كافياً لاستيعاب الهزيمة، بحيث لا تفقد «ماء وجهها». لذلك آثرت سو تشي تفادي الظهور العام، وأمرت بتفكيك شاشة عملاقة ومكبرات صوت أمام مقرّ حزبها في يانغون. وبعدما نزل أنصار زعيمة المعارضة إلى الشارع بأعداد ضخمة، الأحد والاثنين، محتفلين بالفوز، باتوا يلتزمون تعليماتها بالبقاء في منازلهم، فيما عادت الحياة إلى وضعها الطبيعي في يانغون، في انتظار النتائج. ووجّهت سو تشي رسالة إلكترونية إلى الرئيس ثين سين ورئيس مجلس النواب شوي مان وقائد الجيش الجنرال مين أونغ هلينغ، ورد فيها: «المواطنون عبّروا عن إرادتهم أثناء الانتخابات. أود دعوتكم إلى حوار مصالحة الأسبوع المقبل، في الوقت الذي يناسبكم. إعادة السكينة إلى نفوس الناس، مهمة من أجل كرامة البلاد». وذكر مسؤول في الرئاسة أن ثين سين، وهو جنرال سابق في المجلس العسكري، سيلتقي سو تشي. لكن علاقة الأخيرة مع هلينغ متوترة، خصوصاً أن المجلس العسكري السابق وضع في الدستور الذي صاغه قبل أن يحلّ نفسه عام 2011، منهياً حكماً ديكتاتورياً بدأ العام 1962، مادة تحظّر على سو تشي الترشح للرئاسة، لأنها متزوجة من بريطاني وأولادها يحملون جنسيته. ورد الرئيس ثين سين على رسالة زعيمة المعارضة، وعرض «لقاءً ثنائياً عند انتهاء العملية الانتخابية». وسيجتمع المجلس النيابي المنتهية ولايته الاثنين المقبل، حيث لدى «الرابطة» 40 نائباً، في مقابل 331 من «حزب الاتحاد والتضامن والتنمية» الحاكم. ولن يتسلّم البرلمان الجديد مهماته قبل مطلع 2016، حين ستطلق سو تشي برنامج إصلاحات، علماً أنها كانت تعهدت أن تعدّل في الوقت المناسب، مسألة منح الجيش ربع المقاعد في البرلمان، من دون انتخابات. وهنّأ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سو تشي ب «دورها الحاسم في تقدّم الديموقراطية» في ميانمار، مشدداً خلال اتصال هاتفي على «احترام رغبة الشعب البورمي وتهدئة التوترات السياسية والدينية ومواصلة المصالحة الوطنية التي أرادتها» زعيمة المعارضة.