يترقب السعوديون وصول التأثيرات غير المباشرة لثاني إعصار يتكون في المحيط الهندي، والذي أطلق عليه مسمى «ميغ»، بعد أيام من رحيل إعصار «تشابالا»، والذي أسهم في هطول أمطار غزيرة على جنوب السعودية خلال الأيام الماضية. فيما يتوقع أن يتسبب الإعصار الجديد في زيادة كميات الرطوبة على الأجزاء الجنوبية من السعودية، والجنوبية الغربية، ما يسهم في زيادة معدلات الأمطار على تلك المناطق. وإعصار «ميغ»، الذي تكون في المحيط الهندي ومن المتوقع وصوله إلى شواطئ جزيرة سقطرى اليمنية خلال ال24 ساعة المقبلة، يُعد من الحالات النادرة الحدوث، بل هي الأولى من نوعها التي تتعرض لها اليمن لإعصارين بشكل متكرر، وخلال مدة لا تتجاوز الأسبوع. وقال رئيس قسم الأرصاد مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور منصور المزروعي ل«الحياة»: «إن الإعصار الجديد (ميغ) تشكل على هيئة عاصفة، نتيجة منخفض جوي عميق جاء من المحيط الهندي، ويتوقع أن تزداد قوته خلال ال24 ساعة المقبلة»، مؤكداً في الوقت ذاته أنها المرة الأولى التي يرصد فيها مركز الرصد المناخي التابع لجامعة الملك عبدالعزيز في جدة تكوّن إعصارين متتاليين في المحيط الهندي منذ إنشائه عام 1979. وزاد المزروعي: «إن التوقعات من خلال خرائط الرصد الجوي تشير إلى تكون إعصار جديد من الدرجة الأولى يتجه إلى غرب بحر العرب، وستتأثر به جزيرة سقطرى، التي ستكون أول محطة يصل لها هذا الإعصار، ومن ثم سيتوجه غرباً ليصل إلى شواطئ اليمن المكلا وعدن»، مشيراً إلى أن إعصار «ميغ» سيصل إلى سواحل الصومال، «ولكن سيكون أثره ضعيفاً على سواحلها. في حين يستبعد أن تتأثر سواحل سلطنة عُمان بهذا الإعصار». وأكد الأكاديمي السعودي أن الإعصار الجديد «ميغ» سيأخذ مسار إعصار «تشابالا» نفسه، والذي مازال يؤثر في المناطق اليمنية وجنوب السعودية، إذ ستشهد تلك المناطق هطول أمطار غزيرة لم تشهدها من قبل. وأرجع تكوّن هذه الحالات النادرة من أعاصير المحيط الهندي، التي تضرب اليمن للمرة الأولى في تاريخها، وتؤثر في جنوب السعودية بشكل غير مباشر إلى ارتفاع درجات الحرارة في المحيط الهندي، والذي تزامن مع ارتفاع حرارة الغلاف الجوي، إذ وصلت معدلات التسخين درجات حرارة تزيد على المتوسط، ما أسهم في تكون تلك الأعاصير. وفي الوقت الذي تؤثر فيه ارتفاع درجات حرارة المحيط الهندي والغلاف الجوي على الأجزاء الجنوبية من الجزيرة العربية، وتحديداً اليمن وجنوب السعودية، تؤثر ظاهرة «النينو» بشكل مباشر في أجواء المملكة الشمالية والوسطى والشرقية. وأوضح المزرووعي أن تأثير «النينو» أسهم في بدء الموسم المطري للسعودية في وقت باكر هذا العام، متوقعاً أن يستمر إلى نهاية الموسم في أيار (مايو) المقبل. وأضاف: «إن الدراسات التي قام بها مركز الأبحاث المناخية التابع لجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، أكد أن تكوّن ظاهرة «النينو» بشكل قوي، كما حدث هذا العام، يزيد من معدلات الأمطار التي تسقط على المناطق السعودية». واستدرك بالقول: «على رغم صعوبة التوقع بكميات الأمطار التي تهطل ومواعيدها، إلا أنه يمكن القول إنها أعلى من المعدلات الطبيعة». واستطرد بالقول: «إن الإعصار الجديد والذي يتوقع أن يصل السواحل اليمنية غداً (اليوم الأحد) سيسهم في تدفق معدلات من الرطوبة على الأجواء السعودية. كما توقع أن تهيئ لهطول أمطار تراوح بين المتوسطة والغزيرة على المناطق الجنونية، كما حدث مع إعصار تشابالا، إضافة إلى اصطدام معدلات الرطوبة العالية في الجبال بالمناطق الجنوبية من السعودية، ما سيساعد في هطول أمطار غزيرة على مرتفعات تلك الجبال. «جدة» خارج نطاق «النينو» هذا العام استبعد رئيس قسم الأرصاد مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور منصور المزروعي أن يكون لظاهرة «النينو» المتكونة هذا العام 2015، تأثير مباشر في الأجزاء الغربية من السعودية، وتحديداً مدينة جدة في منطقة مكةالمكرمة. وقال ل«الحياة»: «إن الموسم المطري في الجزء الغربي من السعودية، وتحديداً جدة، لم يبدأ بعد. إذ يبدأ الموسم منتصف شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري»، متوقعاً سقوط أمطار على هذا الجزء من السعودية. واستدرك المزروعي بالقول: «بحسب الدراسات والخرائط المناخية، فإن معدل الأمطار على جدة تحديداً سيكون أقل من المعدل الطبيعي هذا العام»، مستبعداً أن يتسبب هطول الأمطار عليها في حدوث سيول كما حدث عامي 2009 و2011. وأضاف: «لا يمكن التنبوء بما سيحدث في المستقبل في ما يخص الأمطار تحديداً، لاسيما أن توقعات الأمطار لا تحدث إلا قبل حدوثها بمدة تراوح بين 48 و24 ساعة، وقبل هذه المدة من الصعب توقع هطول الأمطار أو كمياتها».