تصدّرت الأزمة السورية قائمة الأولويات السياسية في نيويورك تمهيداً لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق الشهر الجاري فيما تسعى دول غربية إلى تكريس مبدأ الفصل بين الرئيس بشار الأسد والنظام في سورية، مشددة على ضرورة «رفض التعامل مع الأسد وبقاء هيكل الدولة» تجنباً لتكرار السيناريو العراقي، في إشارة إلى حل الجيش والمؤسسات الحكومية في العراق بعد الاجتياح الأميركي. وقال ديبلوماسي أوروبي في مجلس الأمن أن ثمة ضرورة لتأكيد أهمية «انخراط روسيا» في جهود الحل السياسي، معتبراً أن تدخلها المباشر الحالي (عسكرياً) في سورية هو «لأسباب تتعلق بمصالحها الاستراتيجية في هذا الجزء من البلاد (الساحل) ولكن أيضاً لكي تكون لها الكلمة الفصل في إطار الحل السياسي». وأشار إلى أن التدخل الروسي المباشر في سورية «قد يعني أيضاً أنهم (الروس) جديون في التزام الحل السياسي، والتورط المباشر لا يعني أن الحل السياسي مات». وأكد الديبلوماسي الأوروبي أن موقف بلاده لا يزال متمسكاً برفض التعاون مع الأسد ورفض المبادرة الروسية الداعية إلى اعتباره شريكاً في محاربة الإرهاب. وقال أن «الأسد وتنظيم داعش وجهان لعملة واحدة، لا بل إن داعش هو نتاج مباشر لإجرام بشار الأسد ونظامه». واعتبر أن التعاون مع الأسد «إضافة إلى كونه خطأ أخلاقياً، هو خطأ سياسي كبير لأنه سيدفع كل من قاتل الأسد خلال الأعوام الأخيرة إلى الانحياز إما إلى الأسد أو إلى داعش، وهذا ما يهدد بأن يختار السنّة تنظيم داعش في سورية وهذا سيكون خطأ جسيماً». وأشار في هذا الإطار إلى «خطورة تكرار السيناريو العراقي في سورية» بالنسبة إلى انهيار الجيش العراقي والمؤسسات الحكومية. وقال أن ذلك سيؤدي إلى «فتح الباب واسعاً أمام التطرف الذي يؤدي إلى تعزيز تنظيم داعش وأمثاله، وهو ما يؤكد الحاجة إلى أطراف من داخل النظام» في الحل السياسي. ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اجتماعاً مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا أثناء الجمعية العامة. وقال مصدر ديبلوماسي أن دي ميستورا سيطلع المجتمعين على حصيلة مشاوراته الأخيرة وبينها زيارته سورية، وتصوره لكيفية وموعد إطلاق عمل لجان العمل المشتركة التي اقترحها. وفي شأن متصل، تعمل فرنسا على تسويق مشروع قرار في مجلس الأمن يحظر استخدام البراميل المتفجرة في سورية، لكن جهدها لا يزال يصطدم برفض روسي. ووصف ديبلوماسي أوروبي البراميل بأنها «أكثر الأسلحة فتكاً في أكثر النزاعات دموية في القرن الحادي والعشرين، ويجب حظرها». وتوقع أن يطرح مشروع القرار بعد انتهاء الشهر الجاري الذي تتولى خلاله روسيا رئاسة مجلس الأمن، مشيراً إلى تأييد الولاياتالمتحدة مشروع القرار. وقال أن العمل جار في شكل حثيث لمحاولة التوصل إلى موقف متوافق عليه مع روسيا في شأن مشروع القرار.