أعلنت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» أن شبكة المياه في سورية التي لحقت بها أضرار بالغة نتيجة التفجيرات والقصف، معرضة لخطر الانهيار مع استمرار الحرب الأهلية، ما يزيد من خطر انتشار التيفود أو الكوليرا، في وقت أفيد بوجود 2.4 مليون طفل خارج المدارس. وأضافت اللجنة أن إمدادات المياه تنقطع لأيام في المرة الواحدة عن الملايين في حلب ودمشق، وهو أسلوب يستخدمه كل الأطراف المتحاربة لممارسة السيطرة في المدن المقسمة. وساعد عمال الإغاثة بالصليب الأحمر المهندسين على إصلاح وصيانة محطات الضخ المتهالكة في أجزاء مختلفة من سورية. وقال باتريك هاملتون منسق عمليات «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» للشرق الأدنى والشرق الأوسط ل «رويترز» في مقر اللجنة: «الآن في ظل مشاكل الكهرباء والأضرار التي لحقت بها نتيجة للصراع هناك خطر أن تبدأ تلك الشبكات الكبيرة في الانهيار بشكل دائم أو لا يمكن إصلاحه». وأضاف: «خلال العامين القادمين يحتمل أن نرى في مدن مثل حلب زيادة تلك الأوبئة الصحية الكبيرة التي لم نشهدها في هذا السياق حتى الآن، مثل التيفود والكوليرا وهكذا». وعلى الرغم من تراجع نظام الرعاية الصحية، فإن الشعب السوري لا يزال «صحيحاً نسبياً» بسبب إمكان الحصول على مياه نظيفة، لكن انهيار شبكات المياه سيؤدي الى كارثة. وقال هاملتون: «سينتهي الأمر الى وجود أوبئة ضخمة تؤدي في نهاية المطاف إلى القضاء على قطاعات كبيرة من الشعب». وكثف متشددو «داعش» الذين يوجد معقلهم في مدينة الرقة في شرق سورية هجماتهم على القوات الحكومية وجماعات المعارضة الأخرى في شمال سورية. وقال هاملتون: «تمكنا من إرسال بعض المواد لدعم المياه في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، كمية محدودة». وقالت اللجنة الدولية في بيان إن كثيرين من سكان حلب الذين يبلغ عددهم مليوني نسمة وهي مدينة شمالية كبيرة يواجهون «صعوبة شديدة» في الحصول على المياه لأن محطات الضخ والكهرباء تحت سيطرة أطراف مختلفة في الصراع. وأوضح هاملتون إن «اللجنة الدولية» والمهندسين نجحوا في إصلاح 56 بئراً في أجزاء مختلفة من حلب. وأضاف: «نحاول تنبيه السكان من خلال وسائل التواصل الاجتماعي إلى وجود هذه الآبار. نشرنا خريطة على «فايسبوك» و «تويتر» لنخبر الناس في هذه المنطقة أن بوسعهم الحصول على مياه نظيفة». وعبَرت ماريان جاسر رئيسة بعثة «اللجنة الدولية» في سورية السبت، من غرب حلب الخاضع لسيطرة الحكومة الى المناطق الشرقية التي يسيطر عليها «الجيش السوري الحر» وجماعتا «أحرار الشام» و «جبهة النصرة»، لبحث الوضع. وقال هاملتون: «تعهد جميع الأطراف بالالتزام بمحاولة ضمان حصول المدنيين على مياه نظيفة». في عمان، حذرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) في تقرير صدر الخميس من أن أكثر من 13 مليون طفل في الشرق الأوسط، أي حوالى 40 في المئة من أطفال المنطقة، لا يرتادون المدارس بسبب الصراعات المتأججة في أوطانهم. وقالت المنظمة في تقريرها إن «أكثر من 13 مليون طفل لا يرتادون المدارس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نتيجة الصراعات في المنطقة». وأوضحت أن «عدد الأطفال في سن الدراسة يبلغ 34 مليوناً، منهم 13,4 مليونا لا يرتادون المدرسة، ما يمثل نسبة 40 بالمائة». ووفق التقرير، فإن 2,4 مليون طفل في سورية و3 ملايين طفل في العراق ومليوني طفل في ليبيا و3,1 مليون طفل في السودان، إضافة الى 2,9 مليون طفل في اليمن لا يرتادون المدارس. ووفق التقرير، فإن نحو 700 ألف طفل سوري لاجئ لا يمكنهم ارتياد المدرسة في دول الجوار بسبب البنية التحتية التعليمية المنهكة وعدم القدرة على تحمل عبء طلاب إضافيين. وتخطى عدد اللاجئين السوريين أربعة ملايين لاجئ يقيم القسم الأكبر منهم في تركيا ولبنان والأردن، يضاف إليهم حوالى 7,6 ملايين نازح داخل سورية. وقتل ما يزيد عن 240 ألف شخص في النزاع في سورية الذي بدأ بتظاهرات احتجاجية سلمية.