تتلوّن رفوف المكتبات ومحلات القرطاسية في سويسرا باسم مألوف في عالم الكتابة، يعتبره هذا البلد فخر صناعته في هذا المجال. «كاران داش» اسم عريق يحتفل بيوبيله المئوي مطلقاً نسخاً محدودة، وبرامج «خضراء» داعمة للبيئة ومشاغل تربوية ومسابقات لمناسبة العام الدراسي الجديد. وتوضح رئيسة الشركة كارول هوبستشر التي تدير هذه المؤسسة العملاقة من جنيف، وهي من الجيل الرابع لعائلة هنري هوبستشر التي ابتاعت الشركة عام 1947، أن مكونات الإنتاج سويسرية خالصة، و «هذا عهد قطعناه على أنفسنا. ونحن نصدّر إلى 90 بلداً مختلف أنواع الأقلام وأكسسوراتها». قبل مئة سنة، دشّن أرنولد شفايتزر صناعة جديدة في بلاده هي عبارة عن أقلام رصاص منوّعة، ونال ترخيصاً بعد 9 سنوات باسم «صناعة سويسرية لأقلام كاران داش»، مستوحياً الكلمة الروسية التي تعني قلم رصاص، والتي أطلقها الرسام الساخر الفرنسي ايمانويل بواريه على ريشته. وتؤكّد هوبستشر أن السويسريين وكثراً في العالم يحتفظون بذكريات سعيدة مع أقلام «كاران داش» التي رافقتهم على مقاعد الدراسة وفي العمل، «فهي عنوان لأشخاص عاديين وفنانين، ولبّت حاجات أجيال في الكتابة والتلوين». وانطلاقاً من معرفة دقيقة بنوعية الرصاص والخشب التي استخدمها المؤسس شفايتزر خلال سنوات إنتاجه الأولى، طوّرت وحدة النوعية في المؤسسة «مفهوماً خاصاً» لأناقة استخدام الأقلام من خلال ابتكارات استثنائية خصوصاً في مجال أقلام التلوين «المغرية» وعلبها العملاقة التي أضحت ماركة مسجلة. وفي هذا الإطار، أولت المؤسسة آراء الزبائن اهتمامها لتواكب الأسواق ومتطلباتها و «تعصرن» أقلام الحبر الفاخرة الموجّهة إلى فئة معينة منهم. وجديدها، تركيبة متقنة لأقلام التلوين والرسم لا تبهت ألوانها إذا تعرّضت طويلاً لأشعة الشمس.