- تكتب الفلسطينية بشرى أبو شرار عن الزمن الضائع، عن الحنين إلى ما لن تدركه بطلة روايتها الجديدة «العربة الرمادية» الصادرة في سلسلة «روايات الهلال» القاهرية. تبدأ الرواية في السيارة الرمادية التي تجوب بها البطلة شوارع الإسكندرية، ولا ترى فيها مجرد جماد يتحرك، فلها معها ذكريات كثيرة عبر جغرافيا تمتد من بلاد الشمال. وتمثل هذه السيارة جانباً مهماً من ذاكرة البطلة، وحين تستبدل بها سيارة أخرى تفقد كثيراً من إحساسها بالعالم من حولها، حيث يتقوض هذا العالم وعلاقاته الإنسانية شيئاً فشيئاً، تماماً مثل وطن البطلة المستحيل الذي لا تستطيع العودة إليه. «العربة الرمادية» تجسيد لعذابات امرأة مهزومة، هي قوية وتعتز بنفسها وقدراتها، ولكن العالم أقوى منها، نظراً إلى أنها تُحمِّل نفسها هموم من حولها، حتى لو ابتعدوا عنها، أو قلَّ شعورهم بها، فهي لا تكفّ عن ترميم ذكرياتها، واستدعاء ما يمنحها القوة بدلاً من الهزائم المتوالية.