تذكرته، غيما يمر، ظلالُه ظباءٌ وماءٌ في الحجاز وفي نجدِ وكنتُ إذا شاهدتُه أو لقيته كأني أرى في راحتيه حمائما وفي قلبه صقرٌ من النور والوردِ مضى وكأنَّ العالم العربيَّ قد مضى معه والعالم العربيُّ في مهبِّ الشجا ومهْمَهِ الريح والبردِ تذكرتُه في مجلسِ الأمن جالسا يدوِّي صداه المرّ بين حروفه: (دمٌ واضح يُهْريقه الخوف من غدٍ دمٌ حيثما تمشون يا سادتي دم) يقول لهم إنَّ السلام حقيقة يزيِّفُها مكرُ السياسيِّ عندما يريد، يرى التاريخ من ثقب إبرة ويخفي الذي يخفيه في فضة السردِ على كل معنى للعروبة خالصٍ عباءَته خفَّاقةٌ، وكلامه كنهرٍ صغير في الهوية أزرقٍ، جرى. قمرٌ يعلو بوادي حنيفةٍ وينزل. معنى أو مجاز مقنَّعٌ معلقةٌ همزية جاهلية.. تذكرته، والليل يطوي جناحه على أمسِ فينا، والدروب تكوَّرتْ إلى غدنا. ماذا رأى غير ما نرى: شياطين ينسلُّون من فلقة الدجى يزفُّون للموت المدائنَ والحجى مدى للمدى أو سكةٌ دونما مدى طريقٌ طويل ليس يفْضي إلى هدى مضى والصدى ما زال يصدح وحدهُ ويطرق سنْدان السياسة وحده إذا لم تجيبونا أدرنا ظهورنا لكم، وغدا تدرون من سيفُه يجدي