علمت «الحياة» أن شركة شيفرون السعودية في الكويت، طلبت من موظفيها الحصول على إجازاتهم السنوية قبل أيلول (سبتمبر) المقبل، في خطوة تمهيدية تنبئ بعدم التوصل إلى حل مع الجانب الكويتي في شأن الخلاف النفطي القائم، الذي أدى لإغلاق حقلي «الخفجي والوفرة» في المنطقة المقسومة بين البلدين، في وقت أعلن فيه أمس، وزير الدولة الكويتي لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله الصباح أن السعودية «ستبقى العمق الاستراتيجي والتاريخي للكويت، وأن الخلاف نفطي وستتم معالجته». ونقلت وكالة الأنباء الكويتية أمس تصريحاً للعبدالله أكد فيه أن «ما يجمع الكويت بالسعودية أكبر من أي قضايا ومواضيع خلافية»، مؤكداً أن «الاختلاف القائم حيال إنتاج النفط من منطقتي عمليات الخفجي والوفرة المشتركتين لا يعدو كونه «فنياً» وستتم معالجته». واعتبر العبدالله أن «السعودية هي العمق التاريخي والاستراتيجي للكويت»، مستبعداً «وجود أي قضايا أو مواضيع من شأنها تعكير صفو العلاقات بين البلدين». وأوضح أن الاختلاف مع «السعودية حول إنتاج النفط من المنطقة المقسومة هو اختلاف «فني» بيد أن هذا الاختلاف الفني ستتم معالجته وفق الأطر المحددة لذلك، وبما يتناسب مع المصالح العليا للبلدين». وأضاف أن الكويت «حريصة كل الحرص على تجاوز أي خلافات أو اختلافات مع أية دولة شقيقة أو صديقة، لا سيما الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، إيماناً منها بالمصير والتاريخ المشتركين، فضلاً عن العلاقات القائمة على ثوابت ورواسخ اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية». وكانت «الكويت ممثلة بالشركة الكويتية لنفط الخليج، أعلنت أخيراً عن تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على أسباب تسريب مراسلات متبادلة بين وزير النفط الكويتي علي العمير مع نظيره السعودي علي النعيمي حيال إنتاج النفط من منطقتي عمليات الخفجي والوفرة المشتركتين. كما عبرت عن استيائها مما تم تداوله أخيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعدد من الصحف المحلية من مراسلات تمت بين وزيري النفط الكويتي والسعودي، التي تحاط بسرية تامة من الأطراف المعنية كافة ذات العلاقة». إلى ذلك، قال مصدر مسؤول في شركة شيفرون السعودية ل«الحياة» أمس، إن قرار منح العاملين إجازاتهم السنوية» تم تعميمه على الموظفين، راجين أن يكون هناك حل». وسبق للشركة السعودية أن أبدت تذمرها في الأشهر الماضية من عرقلة الكويت منح التأشيرات لكوادرها الأجانب، وتعطيل العمل بهوياتهم المدنية، وتضييق الخناق على تنقلات آليات «شيفرون» من العمل في مناطق الحقول، واضطرت الشركة إلى مخاطبة إدارات حكومية عدة العام الماضي، تطالبها بالتدخل لإزالة المضايقات التي تتعرض لها. ويعمل في الشركة نحو 900 موظف سعودي، وتسعى «شيفرون» إلى وضع خطة لتأمين مستقبل موظفيها سُيكشف عنها، إذ تم الإعلان رسمياً إذا لم يتوصل الجانبان إلى حل، للحقل النفطي الذي يضخ نحو 22 ألف برميل يومياً توزع مناصفة بين السعودية والكويت. وكانت الشركة السعودية أعلنت في أيار (مايو) الماضي، إغلاق حقل الوفرة، بعد عدم وجود رد من الجانب الكويتي في شأن الخطوات التي اتخذها، وأدت إلى صعوبات تعرضت لها الشركة في الحصول على تراخيص العمل، والمواد التي تؤثر في قدرة الشركة على مواصلة الإنتاج في شكل آمن بالحقل المشترك.