خطف الموت أمنية والد المعتقل السعودي في الولاياتالمتحدة الأميركية خالد الدوسري، التي أعلنها قبل وفاته بأن يلتقي ابنه الذي ينتظر تحديد مصيره حول اتهامات عدة وجهت له من السلطات الأميركية، من بينها تهمة الشروع في محاولة صناعة مواد كيماوية متفجرة، واعتقل على إثرها منذ 28 شباط (فبراير) 2011. وجاءت الوفاة بعد إصابة علي بن محمد الدوسري بعدد من الأمراض، لا سيما بعد القبض على ابنه في أميركا، إذ تضاعف مرضه، وأكد مراراً ثقته في براءة ابنه من التهم المنسوبة إليه، كما تمنى أن يلتقي ابنه قبل وفاته. وتوفي والد المعتقل السعودي في أميركا خالد الدوسري، أول أمس الجمعة، وتم تشييع جثمانه أمس السبت، بعد الصلاة عليه بجامع البواردي بحي العزيزية في مدينة الرياض. وكان المعتقل السعودي خالد الدوسري تخرج من المرحلة الثانوية العامة بتقدير ممتاز ونسبة 99.32 في المئة مما ساعده بالالتحاق ببعثة شركة سابك، وتم ابتعاثه من طريق الشركة العملاقة في عام 2008 إلى الولاياتالمتحدة الأميركية لمواصلة دراسة مرحلة البكالوريوس في تخصص الهندسة الكيماوية. واعتقل الدوسري يوم 28 فبراير عام 2011، بتهمة صناعة مواد كيماوية متفجرة، ومحاولة استخدام أحد أسلحة الدمار الشامل واحتمال استهداف الرئيس الأميركي السابق جورج بوش كما اتهم بمحاولة تفجير محطات للطاقة النووية وسدود كهرومائية، ثم قلصت التهم إلى تهمة واحدة، وهي حيازة أسلحة دمار شامل، وصدر في حقه حكم بالسجن المؤبد. وبعد اعتقاله جرى اتصال بينه وبين والده، وطلب منه الوقوف مع قضيته إعلامياً، مؤكداً براءته من التهم التي وجهت له وأبلغ والده بتوجيه شكره الجزيل لكل من وقف ودافع عنه. وطالب والد خالد أن تتعامل السلطات الأميركية مع القضية بكل نزاهة وعدم إلصاق التهم جزافاً ووصف لائحة الاتهام بأنها تعكس الصورة الباهتة والعدالة الأميركية الغائبة. وحصل محامي الدفاع على أوراق ثبوتية جديدة تبرئ الدوسري من التهم الموجهة إليه، واتهم الإعلام الأميركي بالتحامل على الدوسري، إذ كانت التغطية أحادية ومتحاملة، وقالت والدة خالد: «ابني إنسان طبيعي، ومتواضع، يحب صلة الرحم، ولم يقاطع أحداً حتى وهو خلف القضبان، وفي كربته سأل عن أقاربه جميعاً، وأجرى اتصالاً بنا، وأضافت أنه لم يذهب لأميركا إلا لهدف واحد، هو تحقيق حلمه بالدراسة هناك، وعودته للديار بشهادته التي كان يحلم بها»، وقال محمد شقيق خالد: «إنه اشترى المواد بترخيص وبهويته الشخصية، وبطريقة نظامية، ولو كان يريد أن يعمل عملاً إرهابياً كما يزعمون لاشتراها بطرق ملتوية». وكان محامي السعودي المعتقل رود هوبسون سخر من السلطات في بلاده، معلقاً على إجراءات التحقيق في القضية: «لسنا في بلاد العجائب، إذ تقول الملكة: العقاب أولاً ثم المحاكمة»، وأكد أن التهم الحقيقية مبنية على دليل قاطع وقضية خالد تعاني غموضاً وتعتيماً، ما جعل فيها مجالاً للقيل والقال وذكْر أدلة لا صحة لها، إضافة إلى أن القضية تعاني اعتماد وسائل الإعلام المحلية السعودية على نقل الأخبار من وسائل الإعلام الأميركية، والتي تعمدت إثارة الموضوع ونقله بصورة مغايرة للواقع، وتم منع خالد الدوسري من التحدث لوسائل الإعلام، كي لا يقوم بالدفاع عن نفسه أمام المجتمع الأميركي، وكذلك تم منع المحامي الأميركي الذي يتولى الدفاع عن خالد بالتحدث لوسائل الإعلام الأميركية، والسبب في ذلك أن السلطات الأميركية تشعر بالورطة الكبيرة، إذ لم يثبت على خالد أي شيء من التهم.