يطلق مهرجان القطيف "واحتنا فرحانة" سنوياً مئات القوارب الصغيرة في مياه الخليج العربي، بمشاركة الأطفال من زوار المهرجان، ضمن فعالياته التراثية المتعددة. وتعد «لنجة الكرب» إحدى أبرز الأنشطة، وهي تندرج ضمن تاريخ وعادات البيئة المحلية لألعاب الأطفال في القطيف بشكل خاص، والخليج العربي عموماً. وتتكون «اللنجة» من نهاية جذع نخلة، تشذب أطرافه حتى تكون سهلة الإمساك من الأطفال، ثم يثبت على ظهره عمود خشبي صغير، يحمل قطعة قماش صغيرة على شكل "شراع" يحمل شعار المهرجان. وتحدد بعض ليالي المهرجان من أجل إطلاق القوارب الصغيرة "اللنجات" في مياه الخليج العربي، وسط منافسة جادة من المتسابقين الصغار حول من يطفو قاربه ولا يغرق. وقال مشرف الفعالية حسن المرهون: «إن هذه اللعبة كانت شائعة في القرى المطلة على الشواطئ دون سواها»، لافتاً إلى أنها استغلال طبيعي للمواد المحلية المتوافرة للجميع قديماً». وأوضح المرهون أن «الكرب»، وهي المادة الأساسية في «اللنجة»، كانت تستغل في عدد من الاستخدامات. إذ كانت أداة لربط حواف الشباك بها قبل رميها في البحر، إذ يطفو الجذع، فيرفع معه الطرف العلوي من الشبكة، ليشكل حاجزاً تعلق به الأسماك.