على بعد أمتار قليلة من مبنى بلدية الجنوب الفرعية في جدة، تنشط صهاريج الصرف الصحي في تفريغ حمولتها في مجرى السيل المحاذي لفلل سكنية في مشروع الأمير فواز، في خطوة أسهمت في انتشار المستنقعات الراكدة في الموقع، تحولت بمرور الأيام إلى بؤر للأوبئة والحشرات، قضّت مضاجع الأهالي الذين طالبوا من الجهات المختصة وضع حد لتسابق «الوايتات» على تلويث مخططهم، وتدمير الإصحاح البيئي حولهم. وقال المواطن فهد طاشكندي ل «الحياة»: «إن أهالي الحي طالبوا بلدية الجنوب بالتدخل، ومنع الصهاريج من تفريغ حمولتها في مجرى السيل الموازي للمنطقة السكنية، إلا أن مطالباتهم لم تلق أي تجاوب»، مؤكداً أن تلك الصهاريج تفرغ حمولتها من مياه الصرف أمام أعين المسؤولين في البلدية «ما يعني موافقتها على تلك المخالفات». واستغرب طاشكندي ما سماه ب «تجاهل الأمانة تلك التجاوزات»، مشدداً على أهمية تدخل أمين محافظة جدة للقضاء عليها، بتطبيق العقوبات في حق سائقي تلك الصهاريج. وطالب بمساءلة المسؤولين في بلدية الجنوب الفرعية، معتبراً أن الأخيرة منحت الضوء الأخضر للوايتات لتفريغ حمولاتها الملوثة بشكل يومي. بدوره، ناشد المواطن علي الغامدي المسؤولين بوضع حد لتلك التجاوزات، والتحرك السريع لحماية تلك الأحياء، موضحاً أن منطقتهم لا تزال تعاني من البحيرات التي خلفتها الأمطار الأخيرة على محافظة جدة، «ليأتي التخلص من مياه الصرف في حيهم ليضاعف الكارثة، وينذر بالكثير من الأمراض، فضلاً عن الروائح الكريهة التي تسللت إلى منازلهم». وشكا الغامدي من قصور في أعمال الرش وتكاثر الحشرات، مشيراً إلى أن مجرى السيل المحاذي لهم تحول إلى أرض خصبة للبعوض الذي يهددهم بالعديد من الأمراض في مقدمها حمى الضنك. « الحياة» كررت اتصالاتها بأمانة جدة لنقل شكوى الأهالي، ولكنها لم تجد أي تجاوب.
