لا يقتصر ما يتداوله الطلبة هذه الأيام، عبر شبكة الإنترنت، على طرق الغش، إذ ظهرت خدمة إلكترونية جديدة، توفر للطلاب مُلخصات جاهزة لجميع المواد، ونماذج كثيرة لأسئلة اختبارات السنوات الماضية، إلى جانب شروحات جاهزة، ما يعده كثيرون «فرصة سهلة للاستعداد للاختبارات»، حتى باتت الكتب الدراسية تحصيل حاصل عند الكثير من الطلاب. وبينما ينتظر الطالب جلال السميع، مطولاً أمام القرطاسية، ليستطع الحصول على ملخصات مناهج الصف الثاني الثانوي، التي تحوي نماذج لأسئلة سابقة وأوراق الإجابة عن جميع أسئلة المناهج، في صورة تتكرر في كل عام مع بداية الأسبوع الأخير قبل الاختبارات، يجلس زميله عبد الرحمن منير، خلف شاشة الحاسب الآلي ليخزن تلك الملخصات إلكترونياً. ولم تغر الإجراءات الجديدة لمكتبات وقرطاسيات، الطلبة بعد تحول نشاطها من نسخ الأوراق إلى تصميم قرص مدمج، يحوي جميع هذه الملخصات من دون عناء طبعها، إذ إن الأمر بحسب الطالب هشام العمر، «لا يهم، لكون مواقع ورسائل إلكترونية تتكفل بهذا العناء مجاناً»، مشيراً إلى أن هذا الأمر «خفف من ضغط الأيام الأولى للاختبارات التي تصيب جميع الطلاب بالتوتر والتشتيت». ويقول عبد الرحمن: «لم تنحصر الطرق الجديدة على الرسائل من طريق البريد الإلكتروني، بل تعداه إلى تطوع معلمين مميزين، لعقد دروس خصوصية في غرف المحادثة الصوتية والمرئية المباشرة في «البالتوك»، وبزيارة واحدة لتلك الغرف، ستجد أن الحضور يفوق المتوقع، ما يظهر أهمية هذا التحول الجديد». ويرى عبد الرحمن الذي يدرس في الصف الثالث الثانوي، أنه «محظوظ» بخلاف طلاب الأجيال السابقة، حيث «كان الطلاب محصورين بين الكتاب وتلميحات المعلمين، ومحاولة البحث عن نماذج ورقية لاختبارات السنوات الماضية. وكان الأمر غاية في الصعوبة، إذ إنه كان في معظم الأحيان غير مجد، لكنها حجة لتهدئة الأجواء. أما نحن فنعيش طفرة تقنية في هذا المجال، والمعلومات أصبحت في متناول اليد».