شكّك النظام السوري أمس في النوايا التركية في التصدي لتنظيم «داعش» وذلك في أول رد فعل سوري رسمي على الغارات التي نفذتها تركيا في نهاية الاسبوع الماضي على مواقع للتنظيم داخل الاراضي السورية، في وقت اعترضت القاهرة ضمناً على هذه الغارات. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن الخارجية السورية قولها في رسالتين متطابقتين الى رئيس مجلس الامن الدولي والامين العام للأمم المتحدة: «اذا كانت تركيا قد شعرت الآن بعد أربع سنوات ونيف مرت على الازمة فى سورية بأن من واجبها التصدي للإرهاب، فإن ما ينطبق عليها هو المثل القائل: أن تأتي متاخراً خير من ألا تأتي أبداً»، متسائلة: «لكن هل النوايا التركية صادقة في مكافحة ارهاب «داعش» وجبهة النصرة والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة؟». وأظهرت القاهرة اعتراضاً ضمنياً على الضربات العسكرية التركية ضد مواقع في سورية، إذ قال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان إن «مصر تتابع باهتمام وقلق شديدين تطورات الأوضاع المأسوية في سورية واستمرار أعمال القتل والتدمير في مختلف المناطق، داخل سورية واستشراء التنظيمات الإرهابية فيها»، مؤكداً «دعم مصر لمحاربة التنظيمات الإرهابية في داخل سورية مع ضرورة أن يتم ذلك في إطار المحافظة على وحدة أراضي الدولة السورية وسلامتها الإقليمية، وبما يتوافق مع أسس وقرارات الشرعية الدولية في هذا الشأن». ورغم أن البيان المصري لم يذكر تركيا بالاسم، لكن مسؤولاً مصرياً قال ل «الحياة» إن بيان وزارة الخارجية يلخص الموقف المصري إزاء الأوضاع في سورية، وهو موقف ينصرف على أي تدخلات في سورية، إذ يجب أن يتم في إطار «أسس وقرارات الشرعية الدولية، بعيداً من التدخلات المنفردة».