يلقي باراك أوباما اليوم (الثلثاء) كلمة هي الأولى لرئيس أميركي من على منبر الاتحاد الأفريقي، في ما يشكل المحطة الأبرز من جولة قصيرة في أفريقيا ركز خلالها أوباما على الأمن وحقوق الإنسان. ويواصل أوباما زيارته إلى أديس أبابا بعد أن توقف في كينيامسقط رأس والده، حيث أشاد بدور البلاد كشريك أساس في مكافحة «حركة الشباب» الإسلامية في الصومال. وقال أوباما في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسيلين أمس، ان «جزءاً من أسباب التراجع الذي نشهده لحركة الشباب في شرق أفريقيا هو أننا نشرنا فرقنا الإقليمية (...) مع قوات محلية». وأضاف: «لسنا في حاجة لإرسال مشاة بحريتنا (المارينز) لخوض القتال، فالإثيوبيون مقاتلون أشداء والكينيون والأوغنديون كانوا جديين في ما يفعلون». لكنه أكد أنه «ما زال هناك مزيد من العمل الذي يجب القيام به وعلينا الآن أن نواصل الضغط». و دعا أوباما إثيوبيا التي تشهد نمواً اقتصادياً قوياً إلى تحسين أدائها في مجال حقوق الإنسان، وذلك بعد محادثات مع ديسيلين الذي فاز حزبه الحاكم في الانتخابات قبل شهرين بنسبة مئة في المئة. وكان ناشطون في الدفاع عن حقوق الإنسان أعربوا عن قلقهم من أن تعطي زيارة أوباما مصداقية للحكومة في أديس أبابا التي يتهمونها باستغلال قوانين مكافحة الإرهاب لقمع الحريات وزج الصحافيين والمعارضين في السجون. وقال أوباما حول الموضوع: «أعتقد أنه ما زال هناك عمل يجب القيام به. هناك بعض المبادئ التي يجب التزامها. لا أحد يشكك في التزامنا إلى جانب دول كبيرة قد نكون على خلاف معها حول هذه المسائل. لكن هذه المسائل لن يتم تحسينها أو تحقيق تقدم بشأنها إذا بقينا بعيدين». وفي كينيا، وجه أوباما رسالة مشابهة إذ أشاد بالإمكانات الإقتصادية للبلاد وتعهد بتقديم دعم ثابت لنيروبي من أجل مكافحة «حركة الشباب»، إلا أنه طالبها بوضع حد للفساد والقبلية والتمييز الجنسي. وسيلقي أوباما كلمته أمام الاتحاد الأفريقي الذي يضم 54 دولة في مقر الاتحاد الذي شيدته الصين، وهو يشكل رمزاً للتواجد الصيني المتزايد في القارة. ومن المتوقع أن يسعى أوباما إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية لواشنطن مع المنطقة، وأن يتطرق أيضاً إلى المخاوف الاستراتيجية التي تثيرها حركتا «الشباب» و«بوكو حرام»، بالإضافة إلى تراجع الديموقراطية في عدد من الدول الأفريقية. وسبق لأوباما أن أجرى محادثات مع قادة إقليميين حول الحرب الأهلية المستمرة منذ 19 شهراً في جنوب السودان، وحاول أن يحشد تأييداً على مستوى القارة لاتخاذ عمل حاسم ضد طرفي النزاع في حال لم تفضي المهلة المحددة ب 17 آب (أغسطس) المقبل إلى نتيجة. وقال مسؤول أميركي: «كان هناك اجماع حول ما يتعلق بجنوب السودان وخطورة وإلحاح الوضع هناك». وكثف أوباما ضغوطه لفرض عقوبات أشد وحتى حظر على الأسلحة في مسعى للتأكيد على التزام أكبر من قبل واشنطن من أجل وضع حد لأعمال العنف التي راح ضحيتها عشرات آلاف الأشخاص وأدت إلى نزوح أكثر من مليوني شخص. وأعلن أوباما أمام صحافيين أن الوقت حان لتحقيق «اختراق» في جهود السلام. وقال مسؤول في الإدارة الأميركية أن لدى طرفي النزاع في جنوب السودان الرئيس سالفا كير والمتمردون بقيادة نائبه السابق رياك مشار فرصة أخيرة، لأن «أطراف النزاع أظهرت عدم مبالاتها ببلادها وشعبها، وهذا أمر من الصعب إصلاحه».