أقبلت الأيام ,وأوشكت الساعات , وتوالت الدقائق ,وتلاشت الثواني , وحانت ساعة الصفر,أي ساعة ياترى ؟ إنها ساعات كلها استنفار,وجلها اضطراب , ومعظمها قلق يخيم عليها الخوف والترقب , فنصيب الآباء من ذلك كنصيب الأسد من الفريسة وأي فريسة يا ترى ؟ ناهيكم عن الأبناء والذين ينتظرون الغد الواعد ,والمستقبل المشرق ولكن كيف بهم يحققون ما يتمنون ويحققون ما يزيدهم رفعةً لرفع رؤوس أبائهم , وتوطين أقدامهم المكانة المرموقة المشرفة في مجتمعهم مستقبلاً؟ إنها أيام الاختبارات , وما أدراك ما أيام الاختبارات ؟! أيام أقبلت , ومر بها الكثيرمن أبناء المجتمع , فيا ترى من ارتسمت مرارتها في باطنه العقلي , وتغذت بعلقمها مشاعره وأحاسيسه , واصطدم في مستقبله بأبواب مغلقة ندر فتحها إلا من أسعفه حظ زمانه من شريحة المعلمين فلحق بركب منح الوظائف والمكانة فاستقرحاله ونسى سالف زمانه في مثل هذه الأيام وتناسى أبناءه من الطلاب فكأنه فارس زمانه وأمبراطور عصره , متحججاً بالإخلاص ومراعاة الضمير في وقت هو ليس بحاجة رحمة غيره من بني البشر بينما غيره من الطلاب هم بأمس الحاجة إليه , وذلك في التبسيط والتسهيل ,وإدخال الطمأنينة والسعادة, وتنفيس الهموم على من خيمت على محياهم في هذه الأيام ؛وذلك حتى ينال تنفيس همه يوم القيامة ... ما أجمل بالمعلم أن يدلف من باب أسميته ( باب الرحمة ) , فينال من ربه الأجر والمثوبة , ويكسب من مجتمعه العلو والمكانة , ويكسب من طلابه الاحترام والتقدير ويتخذونه القدوة !! ما أجمل بالمعلم أن يدلف من باب الرحمة فيسهل الصعب ' ويقرب البعيد , ويسعد الجميع , فينال في هذه الأيام صادق الدعاء وأجله من مضطر زادت همومه , وشحب وجهه ، ونحل جسمه , وقل خروجه من منزله فهو أشبه بالسجين من أجل النجاح أو التميزلا لجرمٍ اقترفه أو لذنب ارتكبه !! ما أجمل بالمعلم في هذه الأيام أن يدلف من هذا الباب فيفتح صفحة جديدة عنوانها ( كيف كنت يوم أن كنت طالبا )؟ وأترك له كتابة المضمون تحت هذا العنوان , فسوف يبهر القراء بكتابته وإبداعه ... ما أجمل بي كمعلم أن أنصف الجميع فلدي جوانب من التقصير والزلل تقصير في الحضور والانصراف, وتأخر في الدخول للحصص وسرعة في الخروج ,ولربما قلة في الإعداد والتحضير ... ولكن هناك جوانب للتعويض والترميم هي أن أدلف من جانب الرحمة تجاه طلابي , فكلنا ذاك الرجل المفطور على الخطأ فالكمال للواحد الأحد . ما أجمل تلك الأيام التي كنت أجد فيها من لا أنساه أبدا ما حييت إنه المعلم الرحيم , المعلم المربي الخلوق صاحب المواساة والعطف , الحريص النصوح , الواعظ المشفق , الناصح المخلص , وما أكثرهم في هذه الأيام ولله الحمد والمنة ... ما أجمل أيها الأحبة الزملاء أن ندلف من باب الرحمة سوياً فنحسن الظن , ولبعضنا البعض مذكرين ناصحين فنرتقي كغيرنا ونحن أهل للرقي , ولنكن عوناً لأبنائنا الطلاب كي يصبحوا ممن نرتقي بهم إذا رأيناهم في مجتمعنا لأعلى الرتب مرتقين , ولسلم الهمم واصلين , ولوطنهم مخلصين ولمليكهم محبين ولدينهم بالوسطية متمسكين ... هذا واسأل الله تعالى لأبنائنا وأهليهم ومعلميهم التوفيق والنجاح , والسعادة في الدنيا والآخرة ... محبكم المعلم / محمد سلمان فرحان الخالدي