أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على بدر بن عبدالمحسن    فيصل بن نواف: جهود الجهات الأمنيّة محل تقدير الجميع    صندوق البيئة يطلق برنامج الحوافز والمنح    البنك السعودي الأول يسجل ملياري ريال سعودي صافي دخل للربع الأول    وزير الموارد البشرية يفتتح المؤتمر الدولي للسلامة والصحة المهنية    السعودية وأميركا.. صفحة علاقات مختلفة ولكنها جديدة    فوضى المشهد السياسي العالمي اليوم    الهلال يتطلع للحسم أمام الأهلي    القادسية لحسم الصعود أمام أحد.. الجبلين يواجه العين    هدف لميسي وثلاثية لسواريس مع ميامي    هيئة الشورى تقر إحالة عدد من التقارير والموضوعات    تقويم لائحة الوظائف والنظر في المسارات والفصول الثلاثة.. ماذا تم..؟    ثلاثة آلاف ساعة تطوعية بجمعية الصم بالشرقية    أمير الرياض يحضر افتتاح مؤتمر «المروية العربية»    100 مليون ريال لمشروعات صيانة وتشغيل «1332» مسجداً وجامعاً    فيصل بن مشعل: يشيد بالمنجزات الطبية في القصيم    البحث عن حمار هارب يشغل مواقع التواصل    تأملاّيه سياسية في الحالة العربية    انطلاق تمرين "الموج الأحمر 7" بالأسطول الغربي    محافظ الطائف يناقش إطلاق الملتقى العالمي الأول للورد والنباتات العطرية    حتى لا نفقد درراً !    رؤية المملكة 2030 في عامها الثامن    القيادة تهنئ ملك هولندا    "جاياردو" على رادار 3 أندية أوروبية    القيادة تهنئ ملك هولندا بذكرى يوم التحرير لبلاده    إبعاد "حكام نخبة أوروبا" عن روشن؟.. القاسم يردّ    شاركني مشاكلك وسنبحث معاً عن الحلول    (800) منتج وفرص استثمار.. الرياض تستضيف أكبر معرض لصناعة الدواجن    وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع "كوليبالي"    أمراء ومسؤولون وقيادات عسكرية يعزون آل العنقاوي في الفريق طلال    العوفي يحتفل بزفاف نجله حسن    فلكية جدة : شمس منتصف الليل ظاهرة طبيعية    الصمعاني: مرحلة جديدة من تطوير قضاء التنفيذ    مهرجان الحريد    60 طالباً وطالبة يوثقون موسم «الجاكرندا» في «شارع الفن» بأبها    أبها تستضيف أول ملتقى تدريبي للطلاب المشاركين في برنامج الفورمولا 1 في المدارس    الدور الحضاري    رحيل «البدر» الفاجع.. «ما بقى لي قلب»    المعمر، وحمدان، وأبو السمح، والخياط !    ورحل البدر اللهم وسع مدخله وأكرم نزله    عزل المجلس المؤقت    "سلمان للإغاثة" يُدشِّن البرنامج الطبي التطوعي لجراحة القلب المفتوح والقسطرة بالجمهورية اليمنية    الاحتلال يواصل قصف المدن الفلسطينية    إستشارية: الساعة البيولوجية تتعطَّل بعد الولادة    وصول التوأم السيامي الفلبيني "أكيزا وعائشة" إلى الرياض    طريقة عمل كروكان الفواكه المجففة بالمكسرات وبذور دوار الشمس    على واقع المظاهرات الطلابية.. أمريكا تعلق شحنة أسلحة لإسرائيل    آل معمر يشكرون خادم الحرمين الشريفين وولي العهد    رونالدو يسجل أرقام قياسية بعد الهاتريك    أجواء "غائمة" على أجزاء من 5 مناطق    اللحوم والبقوليات تسبب "النقرس"    السعودية.. دور حيوي وتفكير إستراتيجي    رعى حفل التخرج الجامعي.. أمير الرياض يدشن مشروعات تنموية في شقراء    تحت رعاية ولي العهد.. وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل ويشهد حفل التخرج    النملة والهدهد    لا توجد حسابات لأئمة الحرمين في مواقع التواصل... ولا صحة لما ينشر فيها    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    كيفية «حلب» الحبيب !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشعر والشعراء في بني مالك


" الشعر والشعراء في بني مالك "
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الجيل الحاضر ؛ وبالأخص النشأ الجديد ؛ لا يستغني عن تذكيره بالماضي القريب ، وتعريفه بالأحداث السالفة ، وليس كالتاريخ واعظاً ، ولا كحوادث الماضي مدّرساً ، ففي ذلك العبر والعظة ، ومقارنة ما كان من تلك العهود الفائته ؛ بالحاضر المشرق والواقع الزاهر ، " وبضدها تتبين الأشياء " .
هذا فضلاً عن ما في الأدب الشعبي من أشعار تفصح بالتعابير الفطرية ؛ والمشاعر الدافئة ؛ التي تتضح بالتجارب ، وتتضوع بالمثل العربية ، والرجولة الحقة ، والعادات القبلية ، وتجاربهم وانعكاسات وعيهم ، ومعاناتهم وما عاشوا فيه من محيط ساخن ، وأجواء لاهية ، كما يمدنا بمعلومات وافرة عن الأعراف السائدة ، والتقاليد المتبعة في ذلك الماضي القريب ، في هذا الجزء من وطننا الغالي ، مما هو تقريبا صورة مما عليه الأحوال في أغلب بوادي جزيرتنا الغريبة ، كما يطلعنا على مرعيات الأعراف ، ومألوف التقاليد السائدة في المحيط القبَلي ، كالمحاكمة والأحكام العرفية ، والتعدي والإعتداء ، والحدود بين القبيلة والأخرى ، وعاداتهم في الجار والمجورة والصحبة والرفقة ، وطرائق المحاكمة العرفية وأسلوب التنفيذ والضمناء ، والمحكمين وكيف يقومون بواجباتهم ، ويمارسون صلاحيتهم ، ثم شؤونهم في المرعى وأحوالهم في الرعي من انتجاع وحلَّ وترحال ، وواجبات الرعاة ومهمات رؤسائهم ، وكيف يتناوبون بينهم في الحراسة ، ومراعي الإبل ومواردها وألبانها ووصفاتهم الدوائية وخصائص الألبان في عرفهم .
من هذا المبدأ ، وحرصاً وحفاظاً على موروثنا وعاداتنا ؛ جمعت ما تيسر وأمكن ؛ من أقدم أشعار وقصص منطقة بني مالك التي حوتها الكتب المتخصصة في هذا الفن ، وهي على النحو التالي :
1- الشاعر : محمد بن سلمان السلامي الخالدي المالكي المتوفى سنة 1344 ه :
عندما قام الإدريسي بحركته ضد الاتراك عام 1326 ه خضعت لطاعته منطقة ما يسمى ب ( ساق الغراب ) وهي المنطقة الجبلية الممتدة من بلاد رازح - تقريبا - إلى نهاية بلاد جماعة وسحار ، وبعد استيلائه على بلاد قبائل ( جماعة ) أسند قيادة مجاهدي تلك القبائل - التي وجهها لقتال القبائل التابعة للإمام يحي أسندها - إلى شيخ ( جماعة ) فسارعت القبائل في تلك الجهات للجهاد ، وفي طريقها قال شاعر بني مالك محمد بن سلمان يمدح الإدريسي وذلك في حوالي 1328ه :
سيدي أنت الأبي واحنا عيالك=نحرب العاصي بنيران اللهايب
ما تعارض اقوالك شبان مالك=كل ما قلت لنا حق وصايب
على بلاد الشرق تتلاقى المعارك=والمخالف شلوا احقوقه نصايب
الأوامر صادرة من تحت رايك=والعساكر تجتمع وفق الحرايب
من يعاندنا يوقع في المهالك=يهجمون القوم شبان وشايب
أطلب الله ذا له املاك تدراك=ينصر الإسلام حضار وغايب
وبلاد الخوف نسلكها مسالك=ونجلي العدو من روس الشعايب
قلّ حيلك يا المخاون والمشارك=به جنود يقهرونه بالغلايب
يا المشارق لزوم تتولى بلادك=حتى توفي بالعهد وكل واجب
سيدي حسب الطلب واحنا يمانك=كل شوكة قبلها شيخٍ ونايب
* وفعلاً تم للإدريسي الإستيلاء على بلاد جماعة ، فأناب على أمارتها شيخ جماعة ، وفي سنة 1338 ه تأزمت الأمور بين الإدريسي وبين عبدالحميد في أمره بجهاد من ورائه ، فانضمت قبائل بني مالك وغيرها تحت قيادته ، وعندما قدموا عليه قبائل بني مالك قال شاعرهم محمد بن سلمان المالكي ( طرح ) :
يا سلام الله على قايد جماعة *** وعلى من ضال آلاف عديدة
طرح من صفي مقدم كل ساعة *** من خلوص قلوبنا ثم العقيدة
سيدي أبشر بنا سمعٍ وطاعة *** قولك المقصود واعمالك مفيدة
حزبنا النبوت يا غالي الصناعة *** مخزنه موجود في صبيا الجديدة
كل نفسٍ عند مولاها وداعة *** والمعارك اشعلت نارٍ وقيدة
يا رجال المالكي يا اهل الشجاعة *** ساعدوا سيدكم عند المكيدة
* وفي سنة 1351 ه وصل إلى جهة بني مالك الشيخ محمد بن دليم مندوبا من جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود ، فخرج إلى لقائه مشائخ بني مالك واستقبلوه في وادي ( الجنية ) وكان من ضمن المستقبلين المشائخ الآتية أسماؤهم :
1- الشيخ : علي فرحان العثواني .
2- الشيخ : جابر بن ناجعة العليلي .
3- الشيخ : يحي بن شريف الخالدي .
4- الشيخ الشاعر : أحمد بن مفرح بن يحي الحرازي الخالدي المالكي .
وأقبلت حشود بني مالك تملأ الفضاء ، وأقاموا ( العرضة ) ترحيب ، نظم نشيدها الشيخ الشاعر : أحمد بن مفرح الحرازي .
- مرحبا واهلين بالضيفان يوم أجن *** بعداد نبت القاع ذا من تركيا لعدن
ساعة وصولها
ترحيبةٍ يقولها الشيخ الحرازي *** وبني مالك مغاوير البراري
ما تغير ذكرها
بالشجاعة والكرم سلفٍ وعادة .
- مرحبا واهلين يا عبدالعزيزي
للعرب مقدامها
يا الملك يا اللي على الأمة عزيزي
شيد بنيانها
عمت الأوطان خيرك والسعادة .
- يا مرحبا بعداد خط الكتب في البياض *** تبقى دوامٍ دون تتغير ولا انتقاض
يشع نورها
راية حكومتنا أجت من شامي الرياض *** وصلت بني مالك وسلمنا بلا اعتراض
من حبنا لها
وتباشرنا شيوخ والرعية *** حيثها تنفي أمور الجاهلية
والحوادث كلها
وتعود بلادنا جنة خضيرة .
2 - قال الشاعر ابن حشر امجابر عام 1352ه .
- يا لا بتي نبَّه عليَّ طايف يزول *** قد قمت نصف الليل واسّمّع لما يقول
لا بد من قتله تشيب الراس والعقول
ما القى لها مثل
- براقها يلمع وعاد القنف يزغرا *** ولها معينه قبلت من كل بندرا
ألفين بابور قد بيارقها منشرا
تاجي بها الدول
- فين تغدي الناس من عطنة مقبلة *** يرتاج من وحي المدافع سور الاجبلة
يا الله بساعة خير قبل السوء معجلة
نسلم من الأجل
- تسعين جني نبهوني كنت نايمي *** وعلموني محمل الدولة ومقدمي
أهل بنادق سود وابيض العمايمي
والخيل والقنا
- يا لا بتي نبَّه عليَّ طايف الحدود *** أتى المخبّر ويقول قد قام إبن سعود
الذيب قد حمل عياله برهوا شدود
يشكي من الطوى
- ويبتكي النبوت ينشد يان حازبي *** حتى وطير الوحش تسمع له شواغبي
قالوا قبانوا زادنا في كل محربي
قالوا بلى غدا
- وقال له بن سعود يا ذا الطير الاغبرا *** من خلف ذاك المقتله دوله وعسكرا
لعد تلهمني جوادك قل يعقرا
ويفوتك اللحم
- كم قد تلعبنا وعني جاهل صغير *** سقنا من ارض الدرعية حتى بلاد عسير
وعادتي ناوي بصعدة تسمع الدهير
ذا حل في منى
- وقال لي النبوت لي همة ولي نية *** لصادني القواس لا يدور لجنبية
خمسة معابر في الخزانة مورعين مية
زربة على الحدود
- وقالت الهطفا وانا عني مخيرة *** وصرفتي فنين ذوبٍ والمخزرة
كمها مقاتيل من افعالي مقبرة
- وقبَّل الشميزر وها متكلف يغير *** يفرح بيوم الديوله حيث تسمع الدهير
حيث يدخل المحراب دفع الطير والنفير
وتكسع الجيوش
- وقبل البشلي وها في غارته عسيف *** إذا تنظم تحسبه راعد كصيف
يمسي قتيله ومجاريسه لها نزيف
قتل وصرما
- وشاغل المظلع يقول عقبي على البوش *** بره القواس يضربه من الغبش
ياتي العشا وعاد ناره بارق لعش
من زيد في زيود
- هذا وحكم البندقة عندي لها تمام *** من قول عراف يساوي مبدأ الكلام
ومن يكاذبني مشينا نسأل الإمام
يحكم على الخصيم
- من بعد ما ردوا البنادق قد عتوا العرب *** كل يقول وقد معاه في صاحبه طلب
وقال خصيمه والرجل في هرجته كذب
ما مطلبه نحي
- كل قعد في مطلبه يوطي ويطلعي *** ما عاد عرفو الحق حكام ومدعي
مثل الذي قد هيتوا ماله بلى رعي
روح بلا غنم
* قال الشاعر بن حشر الجباري أثناء طلوعه إلى جبل فيفا عام 1353ه :
- قال ابو يحي ولا يغوى كلامي *** جن تسقيني وعني في منامي
وادخل الشعار في بحر الظلامي *** بحر يقعد بي مسير الفين عامي
والجبال منه تطيح
من عمايٍ في عمى والفكر عايم
- كل شاعر قد تبيني لو بيانو *** بان في رمعي معد يرى فيانو
ضاع فكري حين صمان أذانو *** ما قدر يمشي وقد عمين عيونو
طاح في سبع قيود
معجمي يلقى شظاها
- والله لو ما خفت من ربي عقابو *** فاخر المدة يلقيني عذابو
وأخلي البحر تتصافق جلابو
ونهب جنة ونار
- واقلب القبلة قدى الجاه اليماني *** وسواد الليل ما عد لو بياني
وشروق الشمس نجعلها غيابي
واهب الكنه خريف
- والجبال السود نجعلها جهاوي *** ونخليها تقع مسك وجاوي
والنبي موسى يقول هذي حزاوي
ما الكذب ياجي صحيح
- قلت يا موسى معي وهمي شديد *** سقو من بحر مرسيه بعيد
بارحه قد عد على كم من نشيد
أحلى من سكر نبات
- والنبي موسى يقول ذا الحين هيا *** أيل قولك من كلامه ما تعيا
كون رب العرش يمحي كل سيا
تدخل الجنة شهيد
- والله لو ما خفت من ربي وناروا *** كل شاعر بيد أصبحه فداروا
أهب الكفار من قبلوا واثاروا
يحبسونو بالحديد
- ويلقونو نكير الله ومنكر *** وكبير الجن يبدي لو بعسكر
يدخلونو في البحر معادو يذكر
حتى وعيونو تموج
- بات في رمعي معد يغدي وياتي *** وكبير الجن يفديه رفاتي
ويقول لعد سقى الله ذي الحياتي
دايم انو في العذاب
- من يقابل بن حشر قد ماج نونو *** حين يدعي لمكفر تبدي جنونو
من يقابلني بسوء يعجنونو
حين يمسي في المجان
* مساجلة بين شاعرين .
جمع حفل ختان بين الشاعرين أحمد بن مفرح بن يحي الحرازي المالكي وشريف بن يحي ، فوقعت بينهما المساجلة الآتية :
أحمد بن مفرح :
إني طلبت الله عالي المنظرة *** يكتب لي الجنة مقر المغفرة
يا جي وقسمي في الدراج العالية
شريف بن يحي :
يوم القيامة له وفود مكاثرة *** من كل أمة ونسبها يذكره
وتصبح الدنيا بعدهم خالية
أحمد بن مفرح :
يا سعد من قصده يزور أم القرى *** ثم يصلي في ثياب طاهرة
ويترك الشيطان طرقة غاوية
شريف بن يحي :
أهل الحلم لاجل الطمع متشاجرة *** واهل القناعة لحالهم متفكرة
تقول هذي الدنيا ما له باقية
أحمد بن مفرح :
بنيت قصري فوق شوف المنظرة *** أعجل من البراق حيث يزغره
غمر الذخائر على سفاته كاسية
شريف بن يحي :
بنيت قصري وعياني مناظرة *** متمكن وكل طاقة مقدرة
وابني عليه جدار يجمع الافنية
أحمد بن مفرح :
قصورنا أمكانها متجاورة *** بين الغرايس ومياه وافره
ولها ينابيع من عيون صافية
شريف بن يحي :
أشكر رفيقي له قوافي ميسرة *** اللي ابتدى نظم حرفه مقدرة
على الظواهر ما في قلبه غابية
أحمد بن مفرح :
مني إلى رفيقي تحية معطرة *** من بعد وقت قد اجتمعنا محاوره
ثم افترقنا والقلوب متراضيه
* وقال الشاعر شريف بن يحي الأحمدي الخالدي من وادي الجنية ؛ عندما وصلت الأخبار بتقدم جيش الإمام يحي لاحتلال بلاد بني مالك وذلك في سنة 1351ه بقيادة السيف أحمد بن يحي :
يا من سبوري ياصل ابن سعود بالسلام=ويخبره إنا على عهده وطاعته
ولا يحير في طريقه يحترك همام=حشد الامام لازوم تروينا معينته
بلادنا متواصلة بدولة الإمام=أحمد حميد الدين وصلتنا حكومته
نطلب ابن سعود بالقوات والنظام=احنا بني مالك رعية من رعيته
نبهت وانا حاير في حيرة المنام=واشوف نور من على جيزان لمعته
فقلت هذا قائد بالجيش والخيام=مقدامهم فيصل وعصبة من قرابته
حكومة ابن سعود تنفي الظلم والظلام=ويهرب العدوان خوفٍ من شجاعته
ويا قصور الدرعية بنيانها حكام=وباقي الأوطان تشملها رعايته
احنا نعاضد ملكنا ونساعده دوام=باموالنا والنفس رهن لاشارته
* وبينما المفاوضات والمكاتبات والبرقيات تتبادل بين الملك والإمام تقدمت قوات الإمام واحتلت بلاد بني مالك ، وأرغمت المشائخ على تقديم رهائن حين استراب الإمام من موقفهم من الإحتلال فقال الشاعر :
يا سلام الله في بدع الجواب *** على محمد ناظرة ساق الغراب
جاء بجيش بعد جيش
وجيوش كثرها مثل التراب *** لانت ميد الحق يظهر لك صواب
رز بيرقهم ببيش
وتلاقى القوم في خبت السلامة
يا بني مالك شيب والشباب *** هيا ننظر ذا الخطاب
ايش جاب الأمر ايش
نحمي البلدة شراق والغراب *** من دخيل أو عميل أو غصيب
لو يظل كل ريش
والمعارك مثل هولات القيامة .
*وبانتهاء الإختلاف بيننا وبين اليمن الشقيقة وانسحاب الجيش اليمني من بلاد بني مالك وأطلق اليمن رهائنهم ؛ نزلت مشائخ بني مالك للسلام على القائد السعودي (( النشمي )) لتشكر في شخصه الحكومة على ما أبدته نحوهم ولتجدد الولاء والطاعة وبوصولهم إلى موضع يسمى (( الحمة )) قابلهم النشمي فأقبلوا عليه في ( عرضة ) يرددون قول الشاعر أحمد بن مفرح الحرازي الذي قاله لتلك المناسبة :
- واطرح سلام الله من لسن مقدمه *** على جلالة الملك ومركز الحمة
وله نقاي ظاهر في البر والبحور
- فك رهاينا وقد كانت مرسمه *** وحيث بلادي بعد ما يبست من الظما
واحنا عياله ننتظر للعهد ما نبور
* ثم غدوا إلى النشمي بعرضة ثانية والشاعر ينشد ، والقوم يرددون :
- يا سلام الله على النشمي يعود *** وشباب الملك فيصل وسعود
وعلى عبدالعزيز
خرج المظلوم من قيد الرسامة
- قد أتيناكم لتجديد العهود *** من بني مالك من اطراف الحدود
وبقي الوطن عزيز
كلما تلقون حب وكرامة
* وفي أثناء عودتهم مروا بموضع يسمى ( القائمة ) فقال الشاعر مفتخراً :
- قد مررنا القائمة تسعين فارق *** أهل نبوتٍ وهطفٍ ما تفارق
وبتوت واجده
ونثرنا في مقاصبنا الشدادي *** وحميناها سواحل والبوادي
وكسبنا فايده
وطريق الخوف نوقدها بناره
- أنت يا ابن سعود تنوي بالمشارق *** مهلكٍ من كان قتالٍ وسارق
مثل ذيب لا عدا
يا مزيل الشرك واعمال الفسادي *** أصبح عدلك شاملٍ كل البلادي
وبنى له قاعده
وجيوشه جات غاره بعد غاره
* وبانسحاب الجيش المتوكلي عادت بلاد بني مالك لحكومتها السعودية فقال الشاعر معبراً عن مشاعره وسروره :
يا مرحبا بعداد خط الكتب باعداد=وعداد ما ينتج بلاد المزارعين
ويا حكومتنا لك نصرة ولك إيادي=ولك من الله حامية ضد المعاندين
الحمد لله يوم عودت للبلاد=وعادت الأفراح على جميع المواطنين
عبدالعزيز ملك الجزيرة حامي البلاد=واحنا امتثلنا كلنا للحق راغبين
أهل السعادة والسخا والعدل والرشاد=نور ينير وتبشرة للموحدين
ينفي الجهل والظلم والطغيان والفساد=وترتدع كل الأعادي والمخربين
* وقال في سنة 1354ه :
- أطلبك يا الله خالق الإنسان من تراب *** باني السما والأرض وانشا عطنة السحاب
تجود بالمطر
- أمن بلايدنا من الطغيان العذاب *** وانصر إمام الحق تابع منهج الكتاب
بالحظ والنصر
- أرض الجزيرة كلها بنيانها قطاب *** وتحارب العدوان فايتها مع القراب
من أمة البشر
- من أسرة عظيمة كلهم طياب *** أهل الشجاعة والكرم والحلم والدياب
من سابق الدهر
- كم هي مساجد قد بنوها ما لها حساب *** وترشد الأمة لطرق الخير والصواب
وتطلب الأجر
- شعبكم تحت الطلب شيبان والشباب *** ننفذ أوامر ملكها بالعزم ما تهاب
ما واحد غدر
- اللي يعاند ملكنا وينوي الخراب *** يلقى جزايه ثم يلقى السوء والحساب
ما يبقى له أثر
- يصبح طريد في الأرض بالذل والارتياب *** وعاد جهنم من ورايه تلهب التهاب
وتعمي البصر
- ساق الغراب جواب مليكه ساعة الطلاب *** وتلتقي شجعانها بالصوت والحراب
والأصل له ذكر
- ونختم القافي برب العرش والشهاب *** فوق الدنية معتل ما صار له ذهاب
في الحشر والنشر
- ثم الصلاة على محمد سيد العرب *** ذي بلغ الأمة وعادى الكفر والتبب
والشرك يحتقر
* وقال في حفل ختان من نوع المسمى تكثيرة في جبل آل قطيل ، بعد المصالحة بين الحكومة واليمن الشقيق ، وذلك في سنة 1353ه ، يتمنى لو تتكون لجنتان وتخيم كل لجنة على العدوة التي تليها من وادي جورا ، وتكون الإجتماعات في حيد ( المزقلة ) لتوسطه بين المكانين حتى يتم التفاوض على تحديد حدود بين الحكومتين الشقيقتين :
- متكثر بالخير تكثيرة مجللة *** تكثيرة تنقل جبل صنعا في فحجلة
وتجمع الشعبين على الود والسلام
- والدرعية تنقل ريع بجال صولة *** ويبتنون الواسطة حيد المزافلة
وتجري الاصلاح بين الملك والإمام
* وقال تكثيرة في مناسبة ختان وعيد الفطر وقد أقبلوا بعرضة من نوع الطرح على أهل الختان :
- واطرح سلام الله له تقدير بالصفوف *** تم الفرح لا تنقدوا خيماس بالكفوف
أما الخبر منكم وفينا ذا يجاوبه
- يقول ابو هادي كلامه ما على الشفوف *** صدق صريح عارف ما يغوي الحروف
يحفظ لسانه وله عقل يؤدبه
* قال الشاعر علي أحمد مفرح الحرازي المالكي بمناسبة ارتقاء جلالة الملك فيصل عرش المملكة عام 84 :
- سلام نهديه سلام الله وجود *** للملك فيصل ألف مليون يعود
من نصرته حاز الولاية كلها
- حامي حمى الحرمين وجميع الحدود *** من الفساد والشرك واعمال تكود
المملكة في العز يعلو مكانها
- راعي الشجاعة من ذوابة السعود *** أحيا الساجد والمعاهد والسدود
كم شركات قد سرح عمالها
- الله يديمه ذخر للإسلام وجود *** أمَّن بلايدنا وهي نار وقود
واليوم إخوانٍ جميع بلادها
- بريادة الرحمن تتلاقى الوفود *** من الحَبَش والصين لبلاد الهنود
وكل مسلم ما خشي عدوانها
- وفي المعارك قادم قبل الجنود *** بين المدافع والقنابل والأسود
نيار تشعل وخمد دخانها
- ويسجن الخائن ويلقى في القيود *** من بعد توضيح الدلائل والشهود
حسب الكتاب والسنن واحكامها
- واختم قافي بيا منشي الرعود *** ثم صل على محمد شفيعنا يوم الورود
لقد الامم يدعونها بامامها
* كان هذا جزء بسيط ويسير من أشعار قبائل بني مالك ، وهذا من أقدم ما ورد في هذا المجال لأن أهل الجبال أقل تدوينا من غيرهم ، وإلا فهم من أشد القبائل تعلقاً به وطرباً له ، وقد وجدتُ خلال هذا البحث بعض الألفاظ والأسماء الغريبة وكثيرٌ من الأشعار التي قد دخلها تصحيف ولبس ؛ فأوردتها كما جاءت ودوِّنت في المراجع التي استندت عليها ، أسأل الله - عز وجل - أن يكتب ما فيه الخير لي ولجميع المسلمين ، والله تعالى أعلى وأعلم ، وأعز وأحكم ، وبالله التوفيق .
كتبه / جمال بن موسى علي السعيدي المالكي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.