العقد الذي يربط المدرب الهولندي فرانك ريكارد بالاتحاد السعودي لكرة القدم يمتد لثلاثة مواسم وهي فترة كافية لينقل هذا المدرب العالمي خبراته التدريبية العالية للكرة السعودية وعندما نتحدث عن فرانك ريكارد فإننا نتحدث عن لاعب دولي سابق كان ثالث ثلاثة في منتخب الطواحين الذين سطع نجمهم في البطولات العالمية على مستوى كأس أمم أوروبا وبطولات كأس العالم والثلاثة الذي أعنيهم هم رود خولييت وفان باستن ومدرب منتخبنا الحالي فرانك ريكادر. إن هذا الثلاثي هو من توّج المنتخب الهولندي ببطولة كأس أمم أوروبا عام 1988م وهو من وضع فريق أيه سي ميلان الإيطالي الشهير فوق القمم في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات سواء على مستوى كرة الإيطالية أو على الصعيد الأوروبي. إذاً فرانك ريكارد يمتلك خبرات عالية في مجال كرة القدم لاعباً ومدرباً خاصة أنه أشرف على تدريب المنتخب الهولندي وأشرف على تدريب أعظم فريق أوروبي في التاريخ المعاصر برشلونة الأسباني بخلاف تدريبه فرقاً أوروبية كبيرة في داخل وخارج هولندا. إن السيرة الذاتية للهولندي ريكارد تؤكد أنه مدرب بمواصفات عالمية وهذا ما كان يبحث عنه صناع القرار للكرة السعودية ولكن تبقى مسألة نجاحه مرتبطة بعدة عوامل أهمها وأبرزها وجود الأدوات المناسبة ليشق طريق النجاح في أول تجربة تدريبية له خارج القارة العجوز والأدوات التي يبحث عنها ريكارد هي العناصر الفاعلة، وهي موجودة حتماً في الأندية السعودية وما حدث للأخضر السعودي في كأس الأمم الآسيوية الأخيرة في الدوحة ليس مقياساً حقيقياً أو دليلاً قاطعاً لنضوب المواهب في الكرة السعودية. إن من عوامل نجاح ريكارد مع المنتخب السعودي منحه كافة الصلاحيات وخاصة الفنية وأن يكون طرفاً في وضع السياسة العليا للمسابقات الداخلية وعندما أقول طرفاً، فأنا أعني أن يكون مشاركاً في وضع الخطوط العريضة لخطة برنامج المسابقات المحلية وليس واضعاً لها بشكل فردي. ومن عوامل نجاح ريكارد مع المنتخب السعودي وقوف الإعلام الرياضي إلى جانبه وهذا يحتّم علينا ضرورة تحوّل إعلامنا الرياضي من إعلام متعدد الألوان إلى إعلام ذي لون واحد يبحث عن المصلحة العامة لفريق الوطن ولكي نصل لهذا المنحنى لا بد أن تكون المحاسبة بعد نهاية الفترة المحددة وليس بعد أول أو ثاني إخفاق ويترك المجال مفتوحاً أمامه للعمل في جول صحي جيد، بحيث تكون الأندية رافداً للمنتخب وليس العكس وهذا لن يتحقق ما لم يخلُ الإعلام الرياضي من بعض السقطات الماضية التي دفع الأخضر ثمنها غالياً وللأسف لم نستفد من دروس الماضي. ومن عوامل نجاح ريكارد أيضا البداية الموفّقة له في التصفيات المونديالية في مراحلها التمهيدية وهذا النجاح مرتبط بالقدر أولاً ثم بعطاء اللاعبين وروحهم المعنوية وحماسهم وحيويتهم وتفاعلهم مع خطط اللعب الفنية والبحث عن الفوز مهما كانت الظروف وهذا ما كان يميّز منتخبنا الوطني خلال عصور الذهب التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود وتحديداً من 1984م - 2006م. قبل الوداع ربما تكون الاختيارات الأخيرة للاعبي المنتخب مؤقتة لكونها تمت وفق رؤية إدارية أكثر من أن تكون رؤية فنية لذلك من المؤكد أن المراحل القادمة لمسيرة الأخضر سوف تشهد الكثير من التغييرات على صعيد العناصر خاصة عندما يكون المدرب الهولندي فرانك ريكارد فكرة موسّعة عن الدوري السعودي. والمرحلة القادمة مرحلة سهلة نسبياً ويمكن تجاوزها بسهولة لكن المراحل الأكثر صعوبة قادمة وسيكون لها اختيارات فنية خاصة من جانب ريكارد فلا يتغلغل اليأس في نفوس كل من لم يتم اختياره وهو يرى في نفسه أنه أهل لخدمة الأخضر. خاطرة الوداع عبد الرحمن الشعيبي واحد من أبرز الهدافين التاريخيين لفريق هجر كنت أتمنى أن تكون بدايته الكروية هذا الموسم.