يبدو أن جدة أصبحت علاقتها وطيدة وحميمية بالأحداث فما أن استقر الحال بها وهدأ الوضع من جراء معاناة أهلها من السيول الجارفة التي اجتاحت أحياءها في يوم الأربعاء والأربعاء الذي قبل سنتين ها هو الوضع يعود من ولكن من نافذة المباراة التي جمعت الفريقين الجماهيريين (الاتحاد والهلال) في ليلة الأحد الماضي ومن بوابات ملعب إستاد الأمير عبدالله بجدة.. هذا الملعب الذي احتضن اللقاء وهو يئن مما يعاني في كل مباراة ديربي أو كلاسيكو فليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الأمور ولن تكون الأخيرة لماذا؟ لانه وبكل بساطة لم تعد سعة الملعب تحتمل الكثافة الجماهيرية بل ولم يعد هذا الملعب المسكين قادرا على استيعاب نصف ذلك العدد.. فالجماهير تتزايد عاما بعد عام وهذا طبيعي جدا لأن عدد سكان هذا الوطن الكبير يزداد وبالتالي يزداد العدد السكاني في كل مدينة وهذه الزيادة فيها الكثير والكثير من الشباب المحبين والعاشقين للرياضة بشكل عام ولكرة القدم بشكل خاص وبالأخص تشهد المباريات الكبيرة سواء رسمية أو اعتزالية للنجوم مع فرق عالمية كثافة عديدة غير عادية. الملعب في سطور شيد في عام 1970م وكان يسمى بملعب رعاية الشباب بجدة قبل أن يتم تغييره في عام 2001م إلى استاد الأمير عبد الله الفيصل تكريما له على مساهماته الجليلة في خدمة الرياضة في الدولة.. ويقع الملعب في جنوب شرق مدينة جدة ويتسع ل25000 مشجع تقريبا ويقال بأنه أقل من ذلك ولكن بعد تركيب الكراسي أصبت سعته (23000) فقط.. ويتميز الملعب بحماسيته وروعته حين التقاء قطبي هذه المدينة الإتحاد والأهلي حيث يمتلئ بالجماهير ويصعب إيجاد موطئ قدم حين يلتقي الفريقان مع بعضهما وأيضا عندما يلعب الفريقان مع كل من (النصر والهلال والشباب) على المستوى المحلي ويعتبر أكثر الملاعب في السعودية حماسا عند بدء المباراة.. ولكن مؤخرا بات مثل الكابوس بالنسبة لجماهير جدة بشكل عام وللجماهير من مناطق المملكة بشكل خاص.. فلم يعد هذا الملعب يليق بجدة كمدينة غير على غرار شعارها (جدة... غير). ماذا حدث في مباراة الكلاسيكو الاتحادي الهلالي؟ عمت الفوضى إلى درجة الشغب والاشتباكات خارج الملعب سوار ملعب الأمير عبدالله الفيصل وأمام البوابات وداخله الملعب.. وذلك في يوم الأحد الماضي حيث لقاء العملاقين الاتحاد والهلال التي أقيمت على ملعب إستاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة حضورا جماهيريا كبيرا جدا فاق كل التوقعات واحتشدت جماهير الفريقين منذ وقت مبكر وقبل المباراة بست ساعات، حيث بدأت الجماهير بالحضور منذ الساعة الثانية ظهرا وتناولت بعض الجماهير وجبة الغداء بجانب أسوار الملعب وقد امتلأت المدرجات الأولى والثانية قبل بداية المباراة بثلاث ساعات تقريبا، وشهدت المدرجات ممتلئة عند الساعة الخامسة عصرا وبعدها بساعة ازدحمت البوابات بشكل كبير جدا وتأزم الموقف ووجد الجميع من شرفيين وإعلاميين وجماهير صعوبة كبيرة في الدخول للملعب.. وكانت المدرجات قد فاضت بالجماهير قبل المباراة بأكثر من أربع ساعات بعد بيع التذاكر كاملة منذ وقت مبكر. قفز الجماهير لأسوار الملعب ظاهرة سلبية ربما ما تقوم به بعض الجماهير يعتبر ظاهرة سلبية وغير محبذة وتصرفات غير لائقة وذلك لقفزهم أسوار الملعب بهدف الصعود للمدرجات لمشاهد المباراة وأيضا تعدى ذلك إلى تحطيم إحدى البوابات قبل انطلاقة المباراة.. ولكن لا بد أيضا وأن نكون منصفين وواقعيين حيث أن بعضهم يشتري تذكرته وبصورة نظامية جدا ولكنه لا يستطيع الدخول حيث يواجه العديد من الصعوبات بسبب عدم وجود مقاعد أو كما واصلت بعض الجماهير التصرفات السلبية بالقفز على الأسوار للدخول للملعب ومشاهدة المباراة. فرصة السوق السوداء مصائب قوم عند قوم فوائدا فنفاد التذاكر كان بمثابة الفرصة التي لا تعوض لأصحاب النفوس الضعيفة في السوق السوداء للعمل بضراوة في الظلام مثل الخفافيش خصوصا أن بعض الجماهير ينقصها الوعي حيث اضطرت لشراء التذاكر بمبالغ كبيرة من السوق السوداء لتتمكن من الدخول وتضاعفت قيمة التذاكر بمراحل وفشلت جماهير كبيرة من الدخول برغم أحقيتها وبعضهم اضطروا العودة إلى منازلهم أو التوجه إلى المقاهي القريبة برغم أن لديهم تذاكر من الملعب لمتابعة المباراة من خلال الشاشة الفضية. آراء المسئولين عن أحداث ملعب جدة تشير المعلومات المؤكدة والموثقة بأن مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بجدة أحمد روزي رفع تقريرا للرئيس العام لرعاية الشباب صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد وضح من خلاله الأحداث التي وقعت في مباراة مساء الأحد الماضي التي جمعت الاتحاد والهلال والتي حدث من خلالها شغب جماهيري وأيضا كيفية التنظيم ودخول الجماهير.. ويعود السبب الرئيسي والجوهري لسعة الملعب حيث سبق وأن رفعت إدارة الملعب توصياتها حول ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة أهمها زيادة القدرة الاستيعابية وبالإمكان توسعة الدرجة الثانية بزيادة دور كما حدث في ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض لربما خفت المشاكل نسبية ليصبح الوضع أكثر هدوءا مما يحدث الآن.وتشير المعلومات أيضا بأنه سموه الكريم وجه بعقد اجتماع عاجل وطارئ يضم عددا من الجهات المعنية وفي مقدمتها مدير مكتب رعاية الشباب بجد أحمد روزي وعدد من أعضاء هيئة الاحتراف وشركة صلة. وفي تعليق رسمي أكد محمد النويصر مدير هيئة دوري المحترفين أن ملعب الأمير عبدالله الفيصل الوحيد الآن الذي يدخل الجمهور من البوابات الإلكترونية وبالأرقام، وهذا مطبق في جميع المباريات.وأكد المدير التنفيذي بشركة صلة أحمد محتسب أنهم يبيعون التذاكر حسب الأنظمة، والسوق السوداء موجودة حتى في مباريات كأس العالم.. محملا الجماهير نسبة كبيرة من الخطأ مشيرا بأنه تم الإعلان مسبقا بأن التذاكر نفدت ويجب على الجميع مشاهدة المباراة من منازلهم إلا أن الجماهير وبكل أسف لم تصدق ولم تستجب وبالتالي حضروا للملعب الأمر الذي نتج عنه كل تلك الأحداث الدرامية التي لم نكن نتمنى أن تحدث. علوان ممنوع من الدخول لم يكن الأمر يقتصر فقط على الجماهير بل تجاوز ذلك فرئيس نادي الاتحاد المهندس إبراهيم علوان نابه من الحب جانب أقصد من (اللطعة) لطعة فظل واقفا على مدخل البوابة لوقت طويل إلى ما قبل المباراة بربع ساعة وهو خارج الملعب وبعد ذلك اضطر للدخول مشياً على قدميه تاركا سيارته في الخارج.. وهناك مسئولون من الناديين أيضا واجهوا صعوبة في الدخول حتى أن بعض منسوبي نادي الاتحاد اضطروا لإيقاف سياراتهم خارج الملعب استقلوا سيارات الأجرة (الليموزين). السلمي والمحللون والإعلاميون والصحافيون لم يسلموا مذيع الأستديو التحليلي في القناة الرياضية رجاء الله السلمي هو الآخر لم يسلم من المعاناة فحضر للاستديوا متأخرا.. وكذلك الأمر بالنسبة لبعض المحللين في القنوات الفضائية الأخرى مثل اللاين سبورت والجزيرة وغيرهم.. حيث واجه الجميع صعوبات كبيرة في الوصول لمواقعهم للقيام بأدوارهم الإعلامية وحضور بعضهم قبل المباراة بثلاث أو أربع ساعات وأيضا بعض الإعلاميين من صحافيين ومراسلي قنوات ومعلقين ومحللين ومصورين عانوا كثيرا عند بوابة الدخول وبعضهم انتظر ساعات فدخلوا الملعب قبل 15 دقيقة من بداية المباراة.. وبعضهم استقل سيارات الأجرة (الليموزين). اقتحام وخروج عن المألوف اقتحم أحد المشجعين والذي كان يرتدى شعار نادي الاتحاد حيث نزل إلى أرض ملعب الأمير عبدالله الفيصل قبل انطلاق الكلاسيكو وشبر الملعب طولا وعرضا في غفلة رجال الأمن في منظر غريب وعجيب ولكن بعد أن تمتع وأمتع الحضور الجماهيري وصعد لمدرج الدرجة الثانية تم القبض عليه من قبل رجال الأمن ومن ثم تم اصطحابه إلى الشرطة. وأكد شهود عيان أن هناك جرحى من جراء هذه الفوضى، وحدثت اشتباكات بين الجماهير وبعض رجال الأمن. بعض القنوات ترصد الأحداث بالصوت والصورة بعض القنوات الفضائية رصد بالصوت والصورة تلك الأحداث المؤسفة التي وقعت في ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة (قبل المباراة) من بينها قفز الجماهير الأسوار ودخول جماهير إلى أرض الملعب واللعب على العشب. من 20 إلى 200 و 300 و400 يا بلاش بلغت قيمة التذاكر في السوق السوداء من 20 ريالا إلى 100 بالنسبة للدرجتين الأولى والثانية أما الدرجة الممتازة والمنصة من 100 ريال إلى 200 و 300 و 400 يا بلاش.. وأن أحد الباعة في السوّق السوداء باع ألف تذكرة اشتراها بقيمة 20 ريالا للتذكرة ثم باع الواحدة بمائة ريال.. ومثل هذه السلبيات تتكرر كثيرا في ملعب جدة ومن خلال المباريات الجماهيرية. الجماهير بكافة ميولها وأشكالها وألوانها اتحادية وهلالية وغيرها من الجماهير الأخرى التي حضرت سواء تلك التي تمكنت من الدخول ومشاهدة المباراة أو تلك التي لم تتمكن من الدخول اتفقوا وأكدوا بأن ما يحدث في ملعب جدة يشوه الصورة الجمالية للرياضة السعودية ولكنهم صرخوا مستنجدين بالرئيس العام لرعاية الشباب صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل مؤكدين بأن سموه لن يرضى إطلاقا بما يعانونه وانه حتما سيجد حلا في القريب العاجل.. فبعض من حصلوا على التذاكر منذ وقت مبكر وجدوا صعوبة كبيرة في الدخول ووصفوا الوضع بالفوضوي وأنهم مستاءون لما حدث ويحدث في كل المباريات الكبيرة والمهمة عند البوابات.. بينما أوضح مشجعون آخرون ممن دخلوا من بوابات الملعب ولم يتمكنوا من الدخول للمدرجات على الرغم وأنهم يمتلكون تذاكر وحضروا للملعب قبل موعد المباراة بساعتين إلا أنهم وجدوا معاناة كبيرة للدخول.