لازالت (البلاد) تبحر في أسباب ومسببات خروج منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم من بطولة كأس أمم آسيا ال(15) 2011م والمقامة فعالياتها حالياً في دوحة قطر.. وأيضا النتائج المحزنة التي قدمها الأخضر في هذه البطولة التي كان مرشحاً قوياً للحصول على كأسها.. فكان الخروج المبكر لمنتخبنا الوطني من البطولة الآسيوية هو الحدث الأهم الذي تناقله المتابعون للبطولة من وسائل إعلام ونقاد ومحللين وجماهير على اختلاف ميلوهم.. فخروج الأخضر من البطولة الآسيوية التي اعتاد أن يكون أحد أقوى وأبرز المنافسين فيها على اللقب كان بمثابة الصدمة للشارع السعودي وغيره من المتابعين. وكان السؤال العريض على طاولة المتحاورين والمناقشين سواء سعوديين أو غيرهم.. (ما هي الأسباب الرئيسة التي ساهمت في هذا الخروج المبكر لمنتخب السعودي)؟.. حيث أبدى كل وجهة نظره ولكن كان الأهم والأبرز هو تفاعل الرياضيين ورؤساء الأندية مع القرار السامي بتعيين الأمير نواف بن فيصل رئيساً عاماً لرعاية الشباب والرياضة.. حيث أكدوا بأن الفترة المقبلة تتطلب تتضافر كل الجهود والاستفادة من الأساس المتين الذي أرساه المسؤولون عن الرياضة السعودية حتى وصلت إلى القمة في مختلف الألعاب سواء الفروسية وألعاب القوى وكرة القدم التي تأهلت للمونديال أربع مرات متتالية. وطالب الرياضيون بخطط طموحة وفق أفكار جديدة تحقق آمال وتطلعات الرياضة السعودية . فيصل بن تركي : نحتاج للقرارات الجريئة في البداية قدم الأمير فيصل بن تركي بن ناصر رئيس نادي النصر خالص التهاني والتبريكات للأمير نواف بن فيصل بمناسبة تعيينه رئيساً عاماً لرعاية الشباب وقال: إن هذه الثقة الملكية هو أهل لها فأنا أبارك لأخي الغالي الأمير نواف ومتأكد من أنه سيكون خير خلف لخير سلف لما يملكه من إمكانيات كبيرة وفكر نير سيخدم به الرياضة ويحلق بالرياضة السعودية عالياً. وأضاف قائلاً شهادتي في الأمير نواف مجروحة لأنني أعرفه منذ الصغر فهو شخص قيادي من صغره ولديه الجراءة في اتخاذ القرار ويملك حنكة وحكمة وخبرة وإن شاء الله تستفيد منه الرياضة متمنياً التوفيق والسداد لسموه. و أكد الأمير فيصل على أن الرياضة السعودية والوسط الرياضي سيفقدان شخصية متميزة بحجم الأمير سلطان بن فهد وقال: لقد تعلمنا منه الكثير ولا نملك سوى أن نقدم له الشكر والتقدير على كل ما قدمه للرياضة.. مشيراً إلى أننا نحتاج لقرارات جريئة وهو ما يميز الأمير نواف. عبدالرحمن بن مساعد : نحن بحاجة لأفكار جديدة أما الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال فقال إن اختيار الأمير نواف بن فيصل رئيساً عاماً لرعاية الشباب يفتح آفاقاً جديدة للرياضة السعودية مؤكداً أن نادي الهلال سيتعاون مع سموه في كل ما من شأنه رفع الرياضة السعودية وتميزها ولاشك بأن الأمير نواف شخص مؤهل ومهيأ لتقديم إنجازات كبيرة للكرة السعودية ومهيأ أيضاً لأن يعيد الهيبة للكرة السعودية كما كانت وهو ذاك الشبل من ذاك الأسد وهو قادر على إكمال العمل المميز الذي بدأه والده الأمير فيصل بن فهد وكذلك الأمير سلطان بن فهد وكلنا ثقة في ذلك فهو شاب ذكي وطموح وقادر على إحداث المزيد بأفكار ورؤى جديدة مستمدة من الأساس المتين الذي أرساه المسؤولون السابقون. ووصف الرئيس الهلالي ابتعاد الأمير سلطان بن فهد بالخسارة للوسط الرياضي.. مشيراً إلى أن سموه كثيراً ما أسعد الكثير بالإنجازات الرياضية التي حققها منذ عمله في المجال الرياضي ولا يمكن أن ينكر عمله إلا جاحد ولا يمكن أن ننسى ما قدمه لوطنه من إنجازات ودائماً ما يكون هنالك إنجازات وإخفاقات في أي مجال، لذلك لا يمكن أن نجعل بعض التراجع الذي حصل ينسينا ما قدمه أخي الأكبر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان فمواقفه الكثيرة لا تنسى لنا من خلال دعمه لأندية الوطن جميعها حيث كان يتيمز بطيبة القلب والنوايا الطيبة وهو يتصف بصفات خيرة كثيرة ولا يمكننا أن نغفل أنه ترك أثرًا مميزًا في الرياضية السعودية ومن الصعب تجاهل إنجازاته أو نسيانها. واختتم الأمير عبدالرحمن بأن الرياضة السعودية تحتاج أفكارًا جديدة تعتمد على ما أسسه الأولون. عبدالعزيز الدوسري : حان الأوان لوضع خطط طموحة لنهضة جديدة من جانبه فقد أبدى رئيس نادي الاتفاق عبد العزيز الدوسري ترحيبه وسعادته بالقرار الملكي بتنصيب الأمير نواف بن فيصل كرئيس للرئاسة العامة لرعاية الشباب ورئيس للاتحاد السعودي لكرة القدم، مشدداً على أن الاختيار قد صادف أهله عطفاً على الخلفية الكبيرة وسعة الأفق ورجاحة الفكر التي يتمتع بها الأمير نواف بن فيصل. وأوضح الدوسري بأن معايشة الأمير نواف لعهدين زاهرين من عهود الرياضة السعودية في كنف والده الراحل الأمير فيصل بن فهد باني النهضة الرياضية السعودية وواضع لبناتها الأولى بجانب تزامنه مع الفترة الذهبية للأمير سلطان بن فهد تجعله مؤهلاً بدرجة كبيرة لقيادة المسيرة الرياضية إلى نهضة جديدة لأنه قد بات خبيراً في شؤون الكرة السعودية والاستفادة من الأفكار الجديدة لضخ خطط طموحة، ونحن نتوقع أن يشهد عهد الأمير نواف بن فيصل المزيد من الانجازات الخارجية في المحافل الدولية لتضاف إلى سجل الانجازات التي تحققت من قبل وجعلت من اسم المملكة علامة مضيئة في الساحات الدولية.. مشدداً عى أنه حان الأوان لوضع خطط طموحة لنهضة جديدة. عبدالله القريني : نواف سيضع أجندة خاصة لمواكبة التطور وقال الدكتور عبدالله القريني نائب رئيس مجلس إدارة نادي الشباب السابق وعضو الإدارة الحالي أنهم في إدارة نادي الشباب يتمنون التوفيق للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، وكلنا يقين أن سموه سيكون على قدر الثقة التي منحت له بحكم خبرته وحنكته هو قادر على مواصلة التطوير في الكرة السعودية والرقي بها عالياً. وعن الرؤية المستقبلية التي يتمنونها في نادي الشباب بعد تعيين الأمير نواف في هذا المنصب قال القريني : من المبكر الحديث عن ذلك ولكن بالتأكيد بأن سموه سيضع أجندة خاصة بحكم خبرته السابقة وطموحاته الشابة لمواكبة التطور وسيكون هنالك خطوات للتطوير سنسير عليها خطوة بخطوة فبالتأكيد سيكون هنالك دراسات جديدة وتشكيلات جديدة نتمنى لها التوفيق لأننا كرياضيين يقودنا سموه بعد وضع الثقة فيه وهو أهل لها نمثل وطننا الغالي الذي قدم لنا الكثير ويستحق منا أن نرد له ولو جزءاً بسيطاً من أفضاله الكثيرة علينا، وبالتأكيد أننا نتقدم بكل الشكر للأمير سلطان بن فهد على ما قدمه خلال الفترة الماضية، فقد قدم سموه الكثير والكثير حتى وإن خانه الحظ في بعض المواقف إلا أنه صاحب أيادٍ بيضاء على الكرة السعودية وصاحب انجازات لا يمكن إنكارها فنتمنى له التوفيق والسداد وسيبقى سموه اسماً غالياً في قلوبنا. عادل البطي : يجب تحديد الجرح وإخراج الدم الفاسد وطالب المحلل الفني في القناة الرياضية السعودية عادل البطي أن يتم فتح ملف تساؤلات توجه للاعبي المنتخب بعد خروجهم من الأدوار التمهيدية لنهائيات كأس آسيا والعمل على تحديد الجرح وإخراج الدم الفاسد والتعاقد مع مدرب طموح يرغب في إبراز اسمه في عالم التدريب بدلاً من التعاقد مع مدرب عالمي حتى يمكن أن يكون الأخضر أكثر جاهزية لنهائيات كأس العالم في البرازيل عام2014م. وأضاف البطي قائلاً الأداء الذي قدمه المنتخب السعودي في البطولة الآسيوية من خلال لقاءاته الثلاثة التي لعبها أمام سوريا والأردن واليابان غير مرضٍ لعدم تقديم اللاعبين المستوى الذي يشفع لهم ليس فقط في الفوز في أية مباراة بل في تقديم المنتخب للعروض القوية والمعروفة عنه في البطولة بوجه عام وفي البطولات السابقة بشكل خاص. واستطرد البطي قائلاً المهم كل شيء انتهى ولا ينفع البكاء على اللبن المسكوب ولكن يجب أن نفكر في الغد في مستقبل الرياضة بشكل عام والكرة بشكل خاص وكلنا أمل وتفاؤل كبير في الأمير نواف بن فيصل والذي سيكون الحمل والعبء عليه كبيراً وثقيلاً جداً، ولكن الأمير نواف اكتسب الكثير من الخبرة والدراية فهو تتلمذ على يد والده الأمير فيصل يرحمه الله وأيضا على يد عمه الأمير سلطان إضافة للجولات المكوكية التي قامة بها لعدد من الدول، فكل هذه العوامل ستجعله يسيرها لمصلحة رياضة الوطن الغالي فكان الله في عونه وكلنا سنقف بجانبه ونعينه ونعاونه إن شاء الله تعالى. عبدالرحمن الرومي : الخروج مرير أما اللاعب الدولي السابق عبدالرحمن الرومي والمحلل الفني في القناة الرياضية السعودية فقال لقد كان خروجنا من النهائيات الآسيوية خروجاً غير مقبول ومريراً جداً وللأسف الشديد فقدنا كل شيء، فالهيبة غير موجودة سواء داخل الملعب أو خارجه والظهور بالشكل المقبول كذلك غير موجود كما أن الاعتراف بأننا لم نقدم المهر للبطولة الآسيوية هو التأكد على أننا سنضع حداً لحالة فقدان الذات في هذه البطولة التي خسرنا من خلالها المستوى من والنتيجة. وشدد الرومي أن الاتحاد السعودي واللاعبين وإدارة المنتخب تتحمل المسؤولية كاملة إذ إن الاتحاد تأخر كثيراً في إقالة المدرب البرتغالي بيسيرو واللاعبون لم يقدموا الشيء الذي يشفع لهم بتحقيق حتى التعادل في أية مباراة.. ومضى قائلاً إن مشاركتنا في النهائيات الآسيوية الحالية هي أسوأ مشاركة سعودية على امتداد مشاركاتنا وهذا حدث بسبب الانعكاسات التي تحصل في الدوري أو من الاتحاد أو من اللاعبين أنفسهم إذ فقدنا في النهائيات الآسيوية هوية المنتخب البطل. فؤاد أنور : مشكلتنا في المدربين المغمورين حمل لاعب منتخبنا السابق فؤاد أنور خروج الأخضر من الدور الأول في نهائيات أمم آسيا 2011م بقطر أولاً للإعداد السيئ للمنتخب من قبل المدرب بيسيرو الذي له العديد من الأخطاء فمثلاً الاستغناء عن الثنائي إبراهيم غالب وأحمد عباس بحجة عدم جاهزيتهما وبعد ثلاثة أيام من استبعادهما شاركا في تدريبات ناديهم.. وهذا يدل على التخبط والعشوائية.. وهذه من الأمور التي جعلت المنتخب يخسر كل شيء في البطولة.. وقال الكابتن فؤاد لم نكن نحبذ الحديث عن المدرب في الفترة السابقة حرصاً على مصلحة المنتخب واللاعبين بعد عدم التأثير سلبياً ولكن الآن بعد الخروج المبكر نستطيع أن نتكلم بصراحة وواقعية. ومضى أنور قائلاً: سأتكلم بوضوح من أجل الكرة السعودية وأقول إن المنتخبات الآسيوية تطورت باستثناء المنتخب السعودي الذي توقف عند حده وعند مستواه، وأتمنى من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل أن يتعاقد في المستقبل القريب مع مدرب يكون على مستوى عال وله اسمه وخبرته الكبيرة في تكوين وإعداد منتخب المستقبل حتى يقارع منتخبنا السعودي الكبار، خصوصاً أن لدينا استحقاقات مقبلة أهمها تصفيات كأس العالم 2014م، فالمشكلة الكبرى التي يعاني منها منتخبنا هو التعاقد مع مدربين مغمورين يبحثون عن الشهرة على حساب الكرة السعودية، ففي الخمس السنوات الماضية لم نتعاقد مع أي مدرب له اسم وتاريخ يشفع له بقيادة منتخب كبير مثل منتخبنا السعودي وبالتالي كانت النتائج سلبية على مدى السنوات الماضية، والمثير للاستغراب أن هنالك أندية تتعاقد مع مدربين كبار لهم اسمهم وتاريخهم بعكس منتخبنا. وأضاف أنور قائلاً: لا أنسى تحميل تراجع مستوى الدوري السعودي المسؤولية، فالمنتخب القوي هو ناتج عن مخرجات دوري محلي قوي..ولكن في الوقت الراهن كرة القدم لا تعتمد على الأسماء بل على العطاء الذي يقدمه الفريق داخل الملعب، وبالتالي إذا لم تقدم مستوى داخل الملعب فستجد نفسك خارج البطولة إذا لم يكن لديك لاعبون قادرون على تقديم المستويات المأمولة. واختتم قائلاً لذا فالمنتخب السعودي وبكل أسف لم يتعامل جيداً مع المباريات التي لعبها وبالتالي لم يكن بذلك الاستعداد للبطولة، والعلة كانت مشتركة بين الجهاز الفني والإداري واللاعبين الذين لم يقدموا مستوياتهم المعهودة على الرغم من خبرة العديد منهم. خالد الشنيف : رب ضارة نافعة فيما كان للمحلل الفني خالد الشيف رأي آخر حيث قال إن الأسباب الحقيقية في خروج منتخبنا من البطولة الآسيوية هي مجموعة مشاكل كثيرة عانى منها المنتخب في هذه البطولة ومن أبرزها فترة الإعداد ونوعية المباريات الودية وعدم الاستقرار على تشكيلة واحدة من قبل المدرب بيسيرو طوال الفترة التي قضاها مع المنتخب، والانخفاض العام والحاد في مفاتيح اللعب بالمنتخب السعودي خلال المباراتين السابقتين للمنتخب في البطولة دون أن نحدد الأسماء.. ولكن وبشكل عام كان هناك أسماء في وسط الملعب وفي الهجوم كانت غائبة عن أجواء البطولة. وأشار الشنيف إلى أنه كان قد لمح وصرح بمثل هذه الأمور قبل أن تنطلق البطولة ومن خلال متابعته لفرق شرق القارة وقال لقد قلت بأن وصول منتخبنا إلى نصف النهائي بهذه المجموعة وبهذا الأداء الذي كان يقدمه لو حدث فإنه سيكون بمثابة الإنجاز الحقيقي للكرة السعودية. واستطرد قائلاً ما فات مات وما قد مضى مضى ولن يعود ولن يجب أن تكون نظرتنا مستقبلية وبعيدة كل البعد عن العاطفة، رب ضارة نافعة للكرة السعودية ويجب أن تكون أفعالنا أكثر من أقوالنا، فمثلاً يجب جلب جهاز فني عالٍ وعلى قدر كبير من الإمكانات بحيث تكون لفترة زمنية طويلة بعيدة عن المعمول به الآن كل سنة بمدرب، فقد مللنا من حكاية كل سنة أو كل ستة أشهر هناك مدرب جديد قادم للكرة السعودية، فالواجب التعاقد مع مدرب متمكن ومنحه الصلاحية الكاملة وعلى أقل تقدير لخمس سنوات مقبلة.. فهذه هي البداية الحقيقية لاستعادة هيبة الكرة السعودية ولكي نعود للمنافسة من جديد.
