أكد نائب رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري الدكتور راشد الراجح الشريف أن الحوار حول الخدمات الصحية يهدف إلى توسيع دائرة النشاط الحواري في المجتمع السعودي و يأتي هذا الهدف ضمن استراتيجية مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الهادفة إلى نشر الثقافة الحوارية في مختلف مجالات الحياة، ومن ضمنها القطاع الصحي. وقال في تصريح لوكالة الانباء السعودية: أن اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري:" الخدمات الصحية: حوار بين المجتمع والمؤسسات الصحية" هو حوار فكري ضمني وإن كان يتناول ويناقش بعض القضايا الخدمية، لأن الفكر يصب في نهاية الأمر في كونه يحقق الأمور الواقعية التي تهم عموم المواطنين، والفكر إذا لم يكن واعيا بهموم الحياة اليومية وقضاياها، يبقى نخبويا ونظريا، ويحتاج دائما إلى ترجمة تصوراته ومفاهيمه إلى واقع ملموس ينعكس بشكل حقيقي على ما يتأمله المواطنون والمواطنات في كافة مناطق المملكة. واضاف: أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بكافة برامجه ومشروعاته الحوارية المتنوعة يعمل بشكل واثق على توثيق عرى العلاقة بينه وبين شرائح المجتمع السعودي كافة، دون وضع تصورات مسبقة حول منطقة ما أو طائفة ما أو مذهب أو تيار معين، لأن مصلحة الوطن العليا، وتقدم المملكة هو ما يهمنا جميعا، ومن هنا فإن تنوع الحوارات واللقاءات الوطنية يهدف إلى الحفاظ على هذا التنوع المتجانس الذي تشكله ثقافتنا الوطنية، ببعدها العربي الإسلامي، وبعمقها التاريخي، وبموقعها الجغرافي أيضا، وباحتضانها للمقدسات الإسلامية. وعبر الدكتور الراجح عن أمله في أن يحظى الحوار الوطني بدعم دائم من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة والالكترونية، لإيصال هذه الرسالة التنويرية الوطنية إلى مختلف الأجيال، خاصة أجيال الشباب الذين يشكلون مستقبل هذه البلاد، والذين سيحافظون على مكتسباتها ومنجزاتها ويتأملون في تجاربها في التنمية والبناء والتقدم بشكل فعال. ونوه عضو اللجنة الرئاسية بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالله بن صالح العبيد بالقيم التي نشرها المركز خلال حواراته ولقاءاته الوطنية المتعددة التي جابت مختلف مناطق المملكة من أجل ترسيخ ثقافة الحوار بما تتضمنه من اعتدال وتسامح ووسطية، وبما ترمز إليه من إنهاض الوعي الحواري الجمعي تعزيز لقيم احترام الرأي والرأي الآخر، والتعبير الحر المسؤول الذي يستهدف الصالح العام. وأوضح في تصريح لوكالة الانباء السعودية أن اللقاء الوطني الثامن الذي يقيمه المركز في نجران حول الخدمات الصحية يصب في الإطار الفكري الذي يصبو إلى إعمال الفكر في مختلف القضايا الوطنية ووضع حلول وتصورات ملائمة أمام صاحب القرار، ويمثل القطاع الصحي واحدا من القضايا الوطنية الملحة التي يبسط الحوار حولها من أجل تطويرها والاستفادة من تصورات المعنيين بها في حوار مفتوح بين عدد من شرائح المجتمع وبين مسؤولي هذا القطاع المهم في المملكة. وقال :" إن الحوار الوطني يضع مجتمعنا السعودي أمام مسؤوليته في التحلي بقيم الحوار من جهة، والعمل على نشر هذه القيم في مختلف الأوساط من جهة أخرى، فالحوار هو مسؤولية المجتمع السعودي، وقد قدم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني خلال المرحلة الماضية آفاقا واسعة ومتنوعة للحوار سواء على مستوى لقاءاته الوطنية أم على مستوى دوراته التدريبية على مهارات الحوار والاتصال، أم ببرامجه التي تضع الشباب السعودي أمام نظيره من الدول الصديقة والشقيقة في حالة حوارية تسعى للتعرف على مختلف الثقافات والتقريب فيما بينها بوصفها تشكل وسيطا مهما للمعرفة والتفاعل الحضاري". من جانب أخر أوضح نائب رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالله بن عمر نصيف أن تنوع الحوارات واللقاءات الوطنية التي يعقدها المركز من شأنها أن تثري الساحة الفكرية والاجتماعية بالمملكة، خاصة وأن هذه اللقاءات يؤمها عدد كبير من العلماء والأكاديميين والكتاب والإعلاميين والمثقفين والمتخصصين في مجالات العلوم والمعرفة، فضلا عن أن هذه اللقاءات المتنوعة تفتح المجال أمام مختلف الشرائح الاجتماعية بالمملكة، فيما يعمل المركز على التواصل والتفاعل الدائم بمختلف أبناء وبنات المجتمع في مختلف القطاعات التعليمية والصحية والجامعية، كما يتوجه المركز ببعض أنشطته البارزة إلى الشباب والشابات من مختلف المستويات التعليمية.وأكد الدكتور نصيف في تصريح - لواس- أن ثقافة الحوار ليست مقصورة على النخب، ولا على المشتغلين بالمجال الثقافي والفكري، بل هي مفهوم عام، يتحلى بقيمه الإنسانية والاجتماعية التي ترسخ الشعور بالمسؤولية الوطنية، وتؤكد على الوعي بقيم الحوار وآدابه الناتجة عنه كالوسطية والتسامح والاعتدال. ولفت إلى أن قيمة اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري:" الخدمات الصحية: حوار بين المجتمع والمؤسسات الصحية" تنطوي على قدر كبير من الأهمية، فهو يناقش مستويات الأداء الخدمي في هذا القطاع الصحي الواسع المنتشر في مختلف المناطق، كما يناقش هذه القيمة الحيوية لهذا القطاع الذي يتواصل بشكل مباشر مع المواطنين والمواطنات، ولعل ذلك يبرر هذا الفعل الحواري الذي يتيح لمنسوبي هذا القطاع التأقلم على ثقافة الحوار بم ينعكس بشكل إيجابي على التعاملات اليومية في هذا القطاع، كما أن هذا اللقاء يسعى لملامسة القضايا والإشكاليات التي تعترض تطوير الخدمات الصحية، ويعمل المشاركون والمشاركات على وضع حلول وأفكار ملائمة تتناسب ومطالب أبناء الوطن التي يتأملونها من هذا القطاع.