لا يمكن أن يمر الفوز الكبير الذي حققه ملف الرياض لتنظيم إكسبو 2030 (Expo 2030) دون أن نتوقف عند النسبة الساحقة التي صوتت للملف. ولا ينبغي فصل ما تحقق عن مستهدفات وبرامج رؤية 2030 التي بلغ بعضها مستوى التحقق الكامل قبل مدته، فيما سيصل الوطن بأكمله إلى غاية المستهدفات مع اقتراب الموعد. إن ما يتحقق كل يوم لهذا الوطن ، يوجب علينا أن نفكر جيّداً في كيفية المحافظة على ما تحقَّق والبناء عليه والوقوف ضدّ كل ما يمكن أن يعكِّر الصفو أو يثير بلبلة ضدّ منجزات الوطن وقرارات القيادة. وعلينا أن نعي أن أعداء الوطن يتحيّنون الفرص للذّم والقدح في كل منجز يحققه وطننا، وكل تحرك تتحركه قيادتنا. أعداء هذا البلد القريب منهم قبل البعيد ، يزدادون غيظاً ويموتون حسداً كل يوم، يظهر ذلك في ما يبثونه من سموم عبر وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي في محاولات بائسة يائسة للنيل من وطن الشمس والنور وطن الإنجاز والعطاء وطن الأمن والأمان وطن الوئام والالتئام بين القيادة والشعب. معرض Expo إكسبو يعدّ أقدم وأعرق وأكبر المعارض العالمية ويقام كل خمسة أعوام مستمراً متواصلاً لستة أشهر كاملة. ومنذ نسخته الأولى قبل أكثر من 170 عاماً ، تزداد أهمية Expo إكسبو بوصفه منصّة عالمية لعرض آخر الإبتكارات وأحدث المنتجات، وتتسابق دول العالم للمشاركة فيه بهدف تقديم نفسها للعالم وعرض منتجاتها وصناعاتها وتراثها وثقافتها. ومن أول أكتوبر 2030 حتى نهاية مارس 2031 ، سيكون العالم على موعد مع نسخة يتوقع أن تكون مبهرة لمعرض Expo إكسبوحيث نسخة الرياض، هذه المدينة التي مازالت تبهر زائرها بالجديد كل يوم. وما يزيد إبهارإكسبو الرياض أنه سيتزامن مع إعلان تحقيق مستهدفات أحدث رؤية عرفتها المنطقة وهي رؤية المملكة 2030، وقد يتزامن ذلك أيضاً مع إطلاق رؤية أخرى أكثر طموحاً وصولاً إلى 2040 وما بعده. إن مقولة ولي العهد عن طموح أبناء الوطن ، باتت حقيقة تتحقق كل يوم على أرض الواقع. فعندما قال سموه إن هِمّة السعوديين مثل شُموخ جبل طويق. يضعون هدفاً ويسعون إلى تحقيقه. وهاهم فعلاً يضعون الهدف تلو الآخر ويسعون إلى تحقيقه بكل همّة وطموح. إن الحقيقة الثابتة أن العالم لن يجاملك في قراراته، ولن ينحاز إليك لو لم يكن مقتنعاً تمام الاقتناع بجدِّيتك في الإنجاز ورغبتك في التحقيق، وهذا ما نراه يتحقق بفضل الله كل يوم. علينا ألا نتوقف أو نركن أو يصيبنا غرور ممّا تحقق، فما ينتظر أكثر بكثير ممّا تحقّق وعلينا أن نكون مستعدين وأن تكون الخطط قابلة لكل الإحتمالات.
