ابتعدت في العنوان عن استعمال كلمة أورام ليفية ، لان كلمة ورم تنذر العقول باننا نتحدث عن شيئ خبيث. ، كلمة ورم في الأصل تعنى انتفاخ، و لأن بعض السرطانات تاتى على شكل انتفاخ ،أطلق عليها اسم أورام ، و لكن الكثير من أنواع السرطان لا تأتي على شكل انتفاخ ، و لهذا فإن كلمة ورم ليفي فى الرحم تعني بنسبة أكثر من 99 % ورماً حميداً . الأورام الليفية موجودة عند ما بين عشرين الى خمسين في المائة من النساء، و تكثر في بعض الأجناس مثل الزنوج الأمريكان، و أغلبها يتم اكتشافها بالصدفة، لأنها لا تؤدى الى أي مشكلة. في اللغة العربية كان يُسمى" الورم العضلي الأملس الرحمي"، وهذا مسمى بالغ الدلالة لأنه كلمة الأملس تعني أن سطحه الخارجي لا ينغرس كالجذور فيما حوله من أنسجة الرحم، ويمكن فصله عما حوله بسهولة، و هذا دليل مطمئن على انه حميد. نسبة من الأورام الليفية تكتشف، عندما تشتكي المرأة من غزارة في دم الحيض أو زيادة في عدد أيامه، و في أحيان أخرى يكون حجم الورم كبيراً، بحيث يمكن أن يضغط على المثانة البولية فيسبب زيادة في مرات التبول، أو نقصا في كمية البول التي يمكن إخراجها في المرة الواحدة ، و قد يؤدي الى الامساك إذا ضغط على قناة المستقيم ، و قد يؤدي في أحيان نادرة إلى ألم في العلاقة الجنسية، و في أحيان أكثر نُدرة ،قد يكون حجم الورم الليفي كبيراً بحيث يظهر ككتلة محسوسة أسفل البطن. وفي حالة ما إذا كان الورم الليفي لا يعطي أية أعراض، فلا نحتاج الى عمل شيء ، وإن كان من المستحسن متابعته، و المقصود بالمتابعة مراجعة المرأة بشأن ظهور أعراض ، و أحياناً عمل أشعة صوتية على فترات متباعدة لمرات عدة .فإذا كان الحجم لا يزداد ، فلا حاجة لتكثيف المتابعة. أما في حالة زيادة الفاقد من الدم خلال الدورة، فيبدأ علاج المسألة بالوسائل المعتادة لتقليل كمية الدم ، وإن لم تنجح ، أو كان حجم الورم الليفي كبيرا ضاغطا على الأعضاء المجاورة ، فإننا نحتاج إلى التخلص من الورم الليفي. هل يسبّب الورم الليفي إعاقة للحمل ؟ تعتمد الإجابة على مكان الورم الليفي، فإذا كان موجوداً داخل تجويف الرحم، فإن استئصاله يحسّن فرص الحمل، أما إن كان في الطبقة الخارجية للرحم بحيث يكون اتجاه النمو إلى خارج جسم الرحم، فلا يمكن أن يكون سبباً لتأخر الحمل، أما إن كان في طبقة الرحم العضلية الوسيطة دونما امتداد للتجويف فإن الأمر يحتمل وجهتيْ نظر. (يتبع..)
