جدة – البلاد أكد خبير مالي أن إقبال المستثمرين الأجانب على شراء السندات التي أصدرتها الحكومة السعودية خلال الفترة الأخيرة وازدياد حجم الطلب بشكل كبير على هذه السندات بنحو 4 أمثال قيمة ما طرحته الدولة يجسد ثقة الأسواق العالمية والمستثمرين الأجانب في متانة الاقتصاد السعودي وسمعته العالية على الرغم مما أصاب أسواق البترول العالمية من انخفاض. وأوضح الخبير المالي مدير إدارة الأصول بشركة "الأولى جيوجيت كابيتال"أشرف علي المزعل خلال ورشة عمل نظمتها غرفة الرياض ممثلة في لجنة الاستثمار والأوراق المالية طبقاً ل"الوئام" أن ازدياد حجم الطلب العالمي على السندات السعودية الحكومية التي تم طرحها مؤخراً بالأسواق العالمية والذي بلغ 67 مليار دولار بينما كان المستهدف من قبل المملكة لا يتجاوز 17.5 مليار دولار، يؤكد نظرة الثقة من قبل المستثمرين الخارجيين في الاقتصاد السعودي، وكذلك ثقتهم في قدرة الحكومة السعودية على سداد قيمة السندات، ويجسد مدى جاذبية الاستثمار في السوق السعودية، بالرغم مما اعترى سوق البترول من ضعف وتدني أسعاره العالمية. وأضاف المزعل أن هذا الإقبال العالمي الواسع على السندات الحكومية السعودية أعطى مؤشراً على نجاح السندات الدولية التي تصدرها المملكة، كما أعطى مؤشراً على أن إصدار الشركات السعودية لسندات دولية سيلقى كذلك إقبالاً واسعاً ومشجعاً، مما يعزز نظرة الثقة في الاقتصاد السعودي بشقيه الحكومي والخاص لافتاً إلى أن القطاع الخاص السعودي يتمتع بوضع متميز خصوصاً وأنه يتحمل مسؤولية رئيسية في قيادة التنمية الاقتصادية في مرحلة ما بعد النفط وفق ما طرحته رؤية المملكة المستقبلية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020. وتابع المحاضر أن المملكة حققت من تجربة إصدار هذه السندات وما ترتب عليها من إقبال دولي واسع العديد من المكاسب تمثلت في هبوط تكلفة التأمين على الدين السعودي العام ضد مخاطر التخلف عن السداد إلى أدنى مستوياته، كما أن الطلب الكبير على السندات دفع المضاربين إلى تقليص رهوناتهم على فك ارتباط الريال بالدولار، كما أوجد مصدراً جديداً للتدفقات الدولارية مما سيخفف الضغوط على الريال، كما سيمنح الدولة فرصة لعدة سنوات للحد من الاعتماد على صادرات النفط الخام.