تعتبر البطالة من أكبر المشكلات الأساسية التي تعاني منها دول العالم العربي باختلاف مستويات تقدمها وأنظمتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ويشكل تحدي البطالة عقبه كبيرة أمام الاقتصاد العربي كون أن تلك الظاهرة في تفاقم متزايد بسبب عدم قدرة اعداد كبيرة من المؤهلين الباحثين عن العمل ولكن دون جدوى تمكنهم من الحصول على الوظائف ، وبحسب الإحصائيات خلال العامين السابقين فان عدد العاطلين عن العمل في العالم العربي وصل الى حوالي 22 مليون عاطل من إجمالي قوى عاملة يبلغ نحو 120 مليون عامل، يضاف إليهم ما لا يقل عن 3 ملايين عامل سنوياً. وحوالي 60% من مواطني البلاد العربية هم دون سن ال 25 سنة، وهو ما قد يؤدي إلى أن يصل عدد العاطلين عن العمل في الدول العربية عام 2025 إلى حوالي 80 مليون بحسب الدراسات التي تشدد على ضرورة ضخ استثمارات ضخمة لرفع معدلات النمو الاقتصادي لخلق ما لا يقل عن 5 ملايين فرصة عمل سنوياً. ( بيانات جديدة ) صدمت البيانات الإحصائية العديد من المراقبين لمشكلة البطالة في العالم العربي حين أعلنت منظمة العمل الدولية في جنيف بالاربعاء عن بيانتها حيث جاءت البلدان العربية ضمن عشر مناطق جغرافية في العالم سجلت فيها أعلى معدلات البطالة بين الشباب للعام 2016، وكانت الوحيدة التي بلغ فيها معدل بطالة الشباب 30% في العام الجاري، أو ما يعادل ثلاثة أضعاف متوسط المعدل العام لبطالة الشباب في العالم تقريبا ( المحافظة على المركز ) يكمن مبعث القلق في بيانات منظمة العمل الدولية في أن البلدان العربية ستحافظ على مركزها كأعلى موطن لبطالة الشباب في العالم، رغم أن هناك توقعات بأن تنخفض النسبة بمقدار أقل من نقطة مئوية (0.9%") في عام 2017 لتصل إلى 29.7% ، وهذا ما يجعل التوترات الجيوسياسية في المنطقة تواصل إلقاء ثقلها على آمال زيادة فرص العمل للشباب في كثير من بلدان المنطقة، الا أن المنظمة قالت إن تحسنا طفيفا ظهر في أرقام مصر وتونس خلال العام 2016، إذ شهد البلدان انخفاضات، لكن معدلات بطالة الشباب فيهما لا تزال مرتفعة ، بينما توقعت المنظمة أن يرتفع معدل البطالة في البلدان الناشئة من 13.3% عام 2015 إلى 13.7% في 2017، وهو رقم يتوافق مع 53.5 مليون من العاطلين عن العمل في 2017 مقابل 52.9 مليون في 2015 ، كما تقول المنظمة إن قرابة أربعة من كل عشرة (39 في المائة) من الشباب العامل في البلدان العربية يعيشون على أقل من 3.10 دولار يوميا. (ارتفاع مستمر) تقديرات منظمة العمل الدولية تتوقع أن يبلغ معدل بطالة الشباب العالمي 13.1% في 2016، وسيظل على هذا المستوى حتى عام 2017 (صعودا من 12.9% في 2015)، ونتيجة لذلك، فإن عدد الشباب العاطلين عن العمل على الصعيد العالمي سيرتفع بمقدار نصف مليون عاطل هذا العام ليصل إلى 71 مليونا، وهي أول زيادة من هذا القبيل في ثلاث سنوات إذ كان عدد العاطلين عن العمل في حدود 70.5 مليون في 2015.