بدء أعمال المنتدى الدولي "الإعلام والحق الفلسطيني"    الاتحاد يُتوّج بكأس وزير الرياضة للجودو    "الرياض للبولو" يتوّج بطلاً لبطولة تشيسترز ان ذا بارك    نائب أمير حائل يشهد الحفل الختامي لبرنامج مسارات 2024 م    زوجة «سفاح التجمع» تظهر من لندن: نجوت من مصير الفتيات !    كيت ميدلتون.. قد لا تعود أبداً إلى ممارسة دورها الملكي    399 مخالفة على منشآت العمالة الموسمية بالمدينة    مانشيني يواجه الإعلام قبل لقاء الأردن    400 مخالفة على الجهات المخالفة للوائح التعليم الإلكتروني    «الداخلية»: انطلاق الجلسات العلمية لمنتدى الخدمات الطبية    «أرامكو»: 0.73 % من أسهم الشركة لمؤسسات دولية    بعد ياسمين عبدالعزيز.. ليلى عبداللطيف: طلاق هنادي قريباً !    شريفة القطامي.. أول كويتية تخرج من بيتها للعمل بشركة النفط    شرائح «إنترنت واتصال» مجانية لضيوف خادم الحرمين    استقبال 460 حاجاً من ضيوف خادم الحرمين من 47 دولة    المجلس الصحي يشدد على مبادرة «الملف الموحد»    تحديث واتساب يكشف حالة نشاط الأصدقاء    الاقتصاد السعودي.. محركات قوية للنمو المستدام    مستثمرو النفط يتطلعون لانتعاش الأسواق بعد خسارة أسبوعية    القيادة تهنئ ملك الأردن    الأمريكي" غورست" يتوج ببطولة العالم للبلياردو    الأهلي يفاوض كيميتش والنصر يتخلى عن لابورت    "هيئة النقل" تدشن سيارة الرصد الآلي كأول تجربة لها في موسم الحج    الداخلية تستعرض خططها لموسم الحج.. مدير الأمن العام: أمن الوطن والحجاج خط أحمر    أمير القصيم يشيد بجهود "طعامي"    محافظ الأحساء يرأس اجتماع لجنة السلامة المرورية    «فتيان الكشافة» يعبرون عن فخرهم واعتزازهم بخدمة ضيوف الرحمن    «بيئة الرياض»: 3918 جولة رقابية على أسواق النفع العام والمسالخ    قيادات تعليمية تشارك القحطاني حفل زواج إبنه    سعود بن نهار يدشّن الصالة الإضافية بمطار الطائف    الحج عبادة وسلوك أخلاقي وحضاري    11 مبادرة تنفيذية لحشد الدعم الإعلامي للاعتراف بدولة فلسطين    شهد مرحلة من التبادل الثقافي والمعرفي.. "درب زبيدة".. تاريخ طويل من العطاء    وزارة الحج تعقد دورات لتطوير مهارات العاملين في خدمة ضيوف الرحمن    إعادة تدوير الفشل    خلود السقوفي تدشن كتابها "بائعة الأحلام "    90 % من أطفال غزة يعانون سوء التغذية    العطلة الصيفية واستغلالها مع العائلة    تدشين خدمة الربوت الذكي بجوار المسجد النبوي.. مشاهد إيمانية تسبق مغادرة الحجيج المدينة المنورة    رسالة جوال ترسم خارطة الحج لشيخ الدين    "السمكة المتوحشة" تغزو مواقع التواصل    استشاري:المصابون بحساسية الأنف مطالبون باستخدام الكمامة    الدكتورة عظمى ضمن أفضل 10 قيادات صحية    أمير الرياض يطلع على عرض لمركز صالح العسكر الحضاري بالخرج    فشل التجربة الهلالية    انطلاق معسكر أخضر ناشئي الطائرة .. استعداداً للعربية والآسيوية    رئيس جمهورية قيرغيزستان يمنح رئيس البنك الإسلامي للتنمية وسام الصداقة المرموق    وفد الشورى يطّلع على برامج وخطط هيئة تطوير المنطقة الشرقية    التخبيب يهدد الأمن المجتمعي    تغييرات الحياة تتطلب قوانين جديدة !    رئيس الأهلي!    الشاعر محمد أبو الوفا ومحمد عبده والأضحية..!    أمير تبوك يواسي عامر الغرير في وفاة زوجته    قطاع صحي ومستشفى تنومة يُنفّذ فعالية "مكافحة التدخين"    فريق طبي "ب"مركزي القطيف" ينقذ حياة مقيم    نصيحة للشعاراتيين: حجوا ولا تتهوروا    نفائس «عروق بني معارض» في لوحات التراث الطبيعي    توفير الأدوية واللقاحات والخدمات الوقائية اللازمة.. منظومة متكاملة لخدمة الحجاج في منفذ الوديعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تخريج جيل كامل يحمل الفكر المغلوط لسماحة الدين الإسلامي .. داعش والحوثيون..شراكة في جرائم تجنيد الأطفال
نشر في البلاد يوم 12 - 07 - 2016

حذرت منظمات حقوقية ودولية من خطورة تجنيد الأطفال وتدريبهم والزج بهم في المعارك خاصة من قبل تنظيم داعش وجماعة الحوثيين في اليمن رغماً عن القانون الدولي الإنساني الذي يقضي بأنه يجب على أطراف النزاع اتخاذ كافة التدابير المستطاعة التي تكفل عدم اشتراك الأطفال في الأعمال العدائية بصورة مباشرة.
ويكون الأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاعات مع أسرهم أو وحدهم مرشحين محتملين للتجنيد فيما تعتبر هذه الظاهرة مخالفة للمواثيق الدولية التي تحرم استخدامهم في القتال، وتحرم حتى استغلالهم في أعمال شريفة، بل وتحثهم على التعلم واكتساب العلوم والمهارات لكي يصبحوا أجيالا تحتذى لبناء أسرهم في المقام الأول ومن ثم قيادة مجتمعاتهم وشعوبهم.
وقد تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً تُظهر تجنيد مليشيات الحوثي للمزيد من الأطفال، في مدينة عمران شمال العاصمة صنعاء، للزّج بهم فيما بعد إلى المعارك القتالية التي تخوضها الجماعة في مختلف المحافظات اليمنية.
وأثار تجنيد الحوثيين للأطفال، استياء وغضب الشارع اليمني، لما له من انتهاك صارخ، وتعدِ واضح على القوانين الدولية التي تدعو إلى حماية الأطفال، خلال الحروب، فضلاُ عن عدم استخدامهم فيها.
واعتاد الحوثيون على الزّج بالأطفال للمشاركة معهم في الحروب، وتزايد ذلك تحديداً، منذ اقتحامهم للعاصمة اليمنية صنعاء، منتصف سبتمبر 2014، وقاموا باستخدام الأطفال ككشافة وحراس وسعاة ومقاتلين.
وفي إحصائية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، نشرتها في أغسطس 2015، أشارت فيها إلى أن ثلث إجمالي عدد المقاتلين في صفوف مليشيات الحوثي هم من الأطفال.
وتعرض العديد من الأطفال الذين يُزج بهم في الحرب من قبل الحوثيين، لأكثر من عام، إلى مقتل الكثيرين منهم، وإصابتهم إصابات بالغة، فضلاً عن تعرضهم للأسر.
وكان تنظيم داعش الإرهابي قد بث فيديو يظهر طفلا يقتل فلسطينيا اتهمه التنظيم بالتعاون مع إسرائيل ، في مشهد جديد من مشاهد العنف والإنسانية التي ينتهجها التنظيم الإرهابي ، وتبدو استراتيجية داعش في تجنيد الأطفال ودفعهم لارتكاب أعمال قتل وعنف وكأنها رسالة للعالم أجمع بأن التنظيم لا يعمل فقط علي نشر الإرهاب والفوضى وتفتيت الدول ، لكنه يعمل أيضا علي تخريج أجيال جديدة من الإرهابيين ، فهولاء الأطفال الذين تروا وسط مشاهد العنف والتفجير والقتل ، بل ومارسوها أيضا سينشأون وهم يعتبرون أن القتل جزء من الحياة اليومية ، وهو ما يبشر بأجيال أشد عنفا وقسوة من الإرهابيين الحاليين .
بالتأكيد لم يكن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، يعلم وهو يكتب إلى أهل الشام بحسب الروايات التاريخية ليقول لهم «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل» أن المحدثين من أبناء الشام، وتحديدا تنظيم داعش، سوف يعلمون أبناءهم الرماية وجز الرقاب وإرهاب الآمنين، والعجيب أن تتم كل هذه الجرائم باسم الدين والجهاد.
انتهاكات داعش لكل القيم الأخلاقية والدينية طالت جميع فئات المجتمع، حتى الأطفال لم يفلتوا منها، بل جعلوا منهم إرهابيين جددا ليكونوا ورثة لأعمال التخريب والقتل والدمار التي بعثوا بها.. قتلوا البراءة داخلهم دون ذنب اقترفته أيديهم إلا التواجد مع أهاليهم تحت سيطرة التنظيم.
وتبدلت حياتهم من البراءة إلى احتراف القتال على يد أشخاص همجيين لا يعرفون للإنسانية قيمة، تحولت أحلام الصغار من اللعب بالدمى إلى اللعب بالرؤوس المقطوعة، ومن حمل الحقائب المدرسية إلى حمل السلاح، فأصبحوا بها تحت سيطرتهم خاضعين لأفكارهم التي يبرأ منها الجميع.
وفي معسكر خاص يقع في مدينة الطبقة (تبعد 55 كم عن مدينة الرقة باتجاه الغرب ويقع فيها مطار الطبقة العسكري)، يتلقى الأحداث دروس العنف، ويجرى ذلك على مرحلتين، الأولى هي إخضاع الطفل الذي يجرى اختياره من بين الأطفال في حلقات حفظ القرآن بالمساجد، حيث غالبية أطفال الرقة بعد إغلاق «داعش» المدارس في المدينة يقصدون المساجد كبديل عن المدارس، ويؤتى به إلى المعسكر ليخضع بداية إلى دورة شرعية مدتها 45 يوما، ومن يُدرس الشريعة غالبيتهم عراقيون أو تونسيون أو سوريون في بعض الأحيان، ومن ثم يخضع بعدها الطفل لدورة عسكرية تستمر أيضا 3 أشهر إلا أنه وبسبب قتال التنظيم في كوباني فإنها تستمر، وحتى يتخرج الطالب عليه قطع رأس أحد الضحايا في الأماكن التي سيطر عليها تنظيم داعش.
ويعتمد داعش سياسة التجويع وإغراء الأهالي بإرسال أطفالهم مقابل المال، أي أن بعض الأطفال لا يذهب بإرادته بل يدفع به من قبل أهله للذهاب نظير مقابل مادي، وهى سياسة تؤدى إلى إنجاح الأمر، حيث إنه شائع بين أهالي الرقة أن من يعمل لدى (داعش) له راتب، ومن لا يعمل لديهم يعيش في فقر مدقع، وأن كل مقاتل لدى (داعش) يتقاضى بين 400- 1000 دولار شهريا.
وجرى مؤخرا تخريج آخر دفعة وهى 110 أطفال غالبيتهم لا تتجاوز أعمارهم 16 عاما، وكان من أشهر العمليات الانتحارية التي نفذت في كوباني واحدة نفذها طفل اسمه «باسل حميرة» من مدينة الرقة لم يبلغ بعد 18 سنة. إضافة إلى الأعمال العسكرية فإن الأطفال توكل إليهم مهام مثل التجسس على أهالي المدينة ونقل الأخبار عنهم، ويتم التغرير بالأطفال من خلال الخيمات الدعوية وتوزيع هدايا عليهم والسماح لهم باستخدام أسلحتهم واللعب بها، وفى حالات أخرى يخطفون من الأهالي ودون علم الأهالي يجرى تجنيدهم.«أشبال العزّ» اللقب الذي أطلقه «داعش» على معسكرات التدريب والقتال الخاصة بالأطفال المجندين، وتتحدث تقارير تابعة لمؤسسات دولية عن انتساب المئات من الأطفال إلى هذا المعسكر الذي يقع في غرب الرقة، وتحديدا في مدينة الطبقة بسوريا التي تقع تحت سيطرة «داعش»، وتتراوح أعمار هؤلاء الأطفال بين ال7 وال14.وبعد أن يتخرج الأطفال في هذه المعسكرات، يتم تشكيلهم عسكريا من جديد لينخرطوا في مجموعات قتالية، وغالبًا ما يتم تجنيدهم كعناصر انتحارية أو جواسيس، بسبب قدرتهم على التنقل والتخفى ومعرفة الطرق على الأرض.
وهناك معسكرات أخرى خاصة تقيمها «داعش» وتصور أنشطتها، يظهر فيها الأطفال الصغار وهم يطلقون النار على أهداف وهم يسيرون تحت راية سوداء، وهى راية تنظيم ما يُسمى «داعش» ويُطلق عليهم «أشبال الزرقاوي»، كما أن الأخبار التي تواترت عن إنشاء لواء باسم «طيور الجنة»، وهو الاسم ذاته لمجموعة إنشادية إسلامية خاصة بالأطفال، في محاولة للمزايدة على شرعنة هذا الاستغلال السيئ للأطفال الأبرياء، ومن أبرز هذه المعسكرات الأخرى «معسكر الزرقاوي، ومعسكر أسامة بن لادن، ومعسكر الشركراك، ومعسكر الطلائع».
المغزى الأول من تجنيد الأطفال الآن هو تحويلهم إلى وقود للعمليات الانتحارية، لأسباب كثيرة تعود إلى سهولة تجنيد الأطفال وتحويلهم إلى كوادر يمكن الوثوق بها، إضافة إلى أن نقص معدلات الاستقطاب منذ بدايات الحرب على الإرهاب أسهم في البحث عن فئات جديدة للاستفادة منها، على رأسها الأطفال والنساء، وحتى المختلون عقليا، كما كان يحدث في تفجيرات السيارات المفخخة في العراق، التي اكتشف لاحقا أن منفذيها أشخاص لا يملكون قرارهم بسبب إصابتهم بالأمراض العقلية.
الجانب الاقتصادى له دور في الاستفادة من فئة الأطفال، فأجر ومصاريف الشباب الصغار أقل بكثير من الأكبر سنا، كما أن انضباطهم وحماستهم يمكن استغلالها في إقناعهم بالعمليات الانتحارية التي عادة ما يجد قادة التنظيم صعوبة في إيجاد أجساد مفخخة تم التأثير على عقولها.ظاهرة تجنيد الأطفال في الصراعات المسلحة قد تحمل مؤامرة وتواطؤا من العائلة التي ينتمى إليها الطفل، وذلك تبعا للأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية، التي تدفع بالعائلات الفقيرة للعمل على ضمان فرص عمل لأطفالهم، حتى ولو كان ذلك في سن مبكرة، أو تطلب أن يحملوا السلاح، هذا فضلا عن انخراط بعضهم ضمن جماعات دينية مسلحة دون علم الأسرة.
وقد قام تنظيم داعش بتغيير مناهج الدراسة وحذف عدد من المواد والتركيز على التعليم الديني، وإنشاء ما يسمى ب«ديوان التعليم» بهدف خلق أجيال جديدة وصاعدة من المتطرفين عن قناعة وفحص، وليس مجرد خوف من سلطة الإرهابيين وسطوتهم، وبعد ساعات الدراسة النظرية في أول النهار، يتم التفرغ للجانب العملى الذي توليه جماعات العنف والإرهاب أولوية كبيرة، حيث تخضع مجموعات كبيرة من الأطفال إلى حصص من التدريب العسكري الشاق، كل بحسب تصنيفه وسنه والهدف من تجنيده، وبالطبع يتم توثيق هذه التدريبات الصباحية، وأخذ الصور مع الأطفال وهم يحملون أسلحة ثقيلة ترهق أكتافهم التي أرهقها العنف والخراب.
وهناك أكثر من 12 ألف مدرسة تابعة لتنظيمات القاعدة و«داعش» بمختلف فروعها في سوريا، وهو ما يعنى أن الأجيال الجديدة من الأطفال السوريين يعيشون حالة مسخ للهويّة وغسل للدماغ بأفكار عنفية ستجعلنا أمام المئات والآلاف من أنصار التكفير والتفجير.
وألغى تنظيم داعش المناهج الدراسية والمواد التالية بشكل نهائى (التربية الفنية الموسيقية، التربية الوطنية، دراسات اجتماعية، التاريخ، التربية الفنية التشكيلية، الرياضة، قضايا فلسفية واجتماعية ونفسية، التربية الدينية الإسلامية، التربية الدينية المسيحية»، على أن تضاف مواد تعويضية لها، واهتم التنظيم بما وصفه ب«المناهج الشرعية».قرار آخر أصدره التنظيم جاء في أحد بنوده: تشطب جملة «الجمهورية» أينما وجدت وتستبدل ب«الدولة الإسلامية»، تشطب تسمية «وزارة التربية» متبعة من قبل «الدولة» وتستبدل ب«وزارة التربية والتعليم»، تطمس جميع الصور التي لا تتوافق مع «الشريعة الإسلامية» ويحذف النشيد الوطنى للدولة أينما وجد.
وأصدر ديوان التعليم في داعش إعلانًا عن دورة شرعية «إلزامية» مدتها أسبوع لكافة مديري ومعلمى المدارس ذكورًا وإناثًا، في مكانين منفصلين لكل فئة، حددهما الإعلان، وركز تنظيم داعش على فرض سياسته على التعليم.
وأعلن تخصيص 12 مدرسة للذكور و12 أخرى للإناث، مع تغيير أسماء جميع المدارس وتحويلها إلى أسماء «تاريخية إسلامية»، ويتزامن مع دورات مكثفة نظمها عناصر من داعش أو من يسميهم التنظيم «شرعيي المدرسين». ويحاول التنظيم من خلال تلك الدورات تطبيق سياساته المتطرفة في مجال التعليم، ويعدّ التنظيم مناهج جديدة تتوافق مع رؤيته وعقيدته.
ويقسم التنظيم الأطفال إلى 3 فئات، الأولى تبدأ من عمر 8 سنوات إلى 12 سنة، والثانية تبدأ من 13 سنة إلى 14 سنة، أما الثالثة فتبدأ من عمر 15 إلى 16 سنة، ويتم إعداد الأطفال فيها ليكونوا من كوادر التنظيم، ويستعملهم في الحراسة والدوريات وحتى العمليات العسكرية والانتحارية، وكان أحد منفذى عملية انتحارية بمنطقة عين عيسى طفل لا يتجاوز ثلاثة عشر عامًا، وآخر نفذ عملية انتحارية بمطار الطبقة العسكري عمره قرابة اثنى عشر عامًا.واصل تنظيم «داعش» سعيه إلى تدمير المجتمعات حيث ينشر فكره المتطرف، حيث نشر ناشطون تابعون للتنظيم على شبكات الإنترنت «كتيبا إرشاديا» يشرح للأمهات كيفية تنشئة أطفالهن على الفكر الداعشي، وجاء في الكتيب الداعشى تحت عنوان «دور الأخت في الجهاد».. «دعوة للأمهات لعرض المواقع الجهادية على الأطفال وقراءة قصص عن الجهاد عندما يخلدون للنوم، وتشجيعهم على ممارسة ألعاب رياضية، مثل الرماية، من أجل تحسين قدرتهم على التصويب».
وفى ذات السياق اشتملت النصائح «الداعشية» الأخرى التي تضمنها الكتيب على «تشجيع الأطفال على اللعب بالمسدسات اللعبة، وتحويل التدريب إلى متعة ومرح للصغار»، مشددةً على أن «المتعة لا تعنى ممارسة الرقص والموسيقى، مثلما تصورها برامج الأطفال»، ومنع الكتيب الأطفال الصغار «من مشاهدة التلفاز وبرامج الكرتون بشكل كامل» لأنه، بحسب قوله «يعلّم في أغلب الوقت المجون والفوضى وممارسة العنف العشوائى».
طفل سورى خدعه (داعش) وقام بتجنيده لصالحه فرد لهم الصفعة، حين مضى أسيد برهو مع مجنديه في رحلة استغرقت أسابيع، من بلدته منبج شمال حلب إلى الموصل وصولًا إلى بغداد، مرتديًا حزامًا ناسفًا بإرادته ليتم وضعه أمام مسجد غير أنه اتجه فور نزوله من السيارة إلى رجال الأمن وسلم نفسه، فقد تم تجنيده على يد داعش ليقوم بأعمال قتالية، دون علم أهله وموافقتهم، وسرد أسيد في لقاءات تليفزيونية أنه لم يكن ينوى في أي لحظة من اللحظات تنفيذ أوامر مجنديه حتى لو تسبب ذلك بمقتله.
ورغم أن جميع التحليلات العسكرية والسياسية تشير إلى أن إنهاء احتلال داعش لمدن عراقية سيحدث في زمن قريب، إلا أن الأثر الذي سيتركه هذا التنظيم في المنطقة والعالم سيستمر فترة طويلة من خلال «أطفال داعش».
يقول أحد قياديى داعش في مدينة الرقة في سوريا والمكنى باسم «أبوموسى»، من خلال فيديو له، وهو المسؤول عن الإشراف على الأطفال: «بالنسبة إلينا نؤمن أن هذا الجيل من الأطفال هو جيل الخلافة.. وهو الذي سيحارب المرتدين والكفار، وهؤلاء الأطفال كلهم زرعت فيهم العقيدة الصحيحة، وكلهم يحبون أن يقاتلوا في سبيل بناء دولة الإسلام»، ويصف أبوموسى،عملية تجنيد الأطفال بالقول «تحت 15 سنة يخضع لمعسكر شرعي يتعلم فيه العقيدة وأمور الدين.. ثم ينضم إلى معسكر عسكري بعد ال15».
ويحرص أعضاء التنظيم في الفترة الأخيرة على اصطحاب أطفالهم لمشاهدة عمليات قطع الرؤوس وحثهم على حمل الرؤوس والتقاط صور معها.
وانتفضت منظمات وهيئات الأطفال لرفض ما يقوم به تنظيم «داعش»، فأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونسيف»، رفضها التام لأعمال التنظيم الإرهابى وحذرت من استغلاله للأطفال، ودعا الممثل الخاص للمنظمة للعمل بشكل طارئ للقضاء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال، بما فيها تجنيدهم واستخدامهم في النزاعات المسلحة، وضمان التزام أطراف النزاع ببنود القانون الدولى.
وأدانت تجنيد داعش وإخضاع أطفال بسن 12 سنة للتدريب العسكري، واستخدامهم كمخبرين، وحراس لنقاط التفتيش والمواقع الإستراتيجية. كما يتم استخدامهم أحيانا كانتحاريين ومنفذين لعمليات الإعدام.
وأكدت اليونيسف أنها تعمل مع شركائها على دعم الأطفال بمجرد تسريحهم من المجموعات المسلحة، وتتضمن نشاطات الدعم التي تقدمها المنظمة لم شمل الأسر، وتوفير الرعاية الصحية، وتوفير الضروريات، والدعم النفسي، إضافة إلى إتاحة الوصول للتعليم وبرامج التدريب.
في سياق متصل، قال المرصد العربى للتطرف والإرهاب إن العصابات الإرهابية لم تتوانى عن استغلال الأطفال والنساء بل وارتداء النقاب النسائي للتنكر والهروب حينًا أو لتمرير الأسلحة والمتفجرات حينًا آخر، وأنهم يقومون بتجنيد أطفال بعمر 8 إلى 12 سنة وإقامة معسكرات تدريب لهم، وهذا أمر جديد على الشرق الأوسط.
وحذرت اللجنة السورية لحقوق الإنسان من خطورة ممارسات التنظيم على جيل كامل من الأطفال في سوريا، مؤكدةً أن الانتهاكات تتراوح بين إخضاع الأطفال لبرامج تعليمية خاصة لغرس فكر التنظيم في عقول الأطفال، وتجنيدهم للقتال، إضافة إلى حالات الإعدام والصلب بحق عدد من الأطفال والقصّر بتهم مختلفة.
كما أكد تقرير اللجنة السورية لحقوق الإنسان عدد الأطفال والفتيان دون الثامنة عشرة في صفوف مقاتلى داعش بنحو 800، «يقومون في معظمهم بأعمال غير قتالية، حيث يشارك هؤلاء في خدمات الدعم اللوجستى لمقاتلى داعش، مثل نقل الذخيرة، وإعداد الطعام، وإصلاح وتنظيف العتاد والآليات، فيما يشارك آخرون في أعمال الحراسة والدوريات والحواجز».
وتجنيد واستخدام الأطفال دون 15 سنة للعمل بوصفهم جنودا أمر محظور بموجب القانون الدولى الإنسانى وطبقًا للمعاهدات والأعراف، كما يجرى تعريفه بوصفه جريمة حرب من جانب المحكمة الجنائية الدولية.
وفضلا عن ذلك يُعلِن قانون حقوق الإنسان سن 18 سنة بوصفها الحد القانونى الأدنى للعمر بالنسبة للتجنيد ولاستخدام الأطفال في الأعمال الحربية، وتضاف أطراف النزاع التي تجنِّد وتستخدِم الأطفال بواسطة الأمين العام في «قائمة العار» التي يصدرها سنويا، وتقول المحكمة الجنائية الدولية إن تجنيد أطفال دون 15 سنة أو استخدامهم للمشاركة في عمليات قتالية يعد جريمة حرب.
وحذر تقرير جديد لمرصد التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية من خطورة تجنيد الأطفال من قبل الجماعات الإرهابية وخاصة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وتنظيم القاعدة، مما يهدد بوجود جيل كامل يحمل الفكر المغلوط لسماحة الدين الإسلامي، ويُخرج قتلة وإرهابيين، معزيا ذلك إلى أن هذه الجماعات تبحث عن الاستمرارية لعقود طويلة.
وأوضح التقرير أن هذه التنظيمات قد حولت قضية تجنيد الأطفال إلى قضية إستراتيجية لترويض جيل قادم يحمل أيديولوجيته المتطرفة والإرهابية لضمان ديمومتها لسنوات وربما لعقود قادمة، حيث تبذل التنظيمات الجهود المضنية في سبيل ذلك.
وأشار التقرير إلى أن بعض التنظيمات الإرهابية تستخدم الأطفال المعاقين ذهنيًا كانتحاريين وكدروع بشرية، كما أكد تقرير للأمم المتحدة صدر مؤخرًا أن بعض متشددى التنظيمات التكفيرية يقومون ببيع الأطفال المختطفين، خاصة المنتمين للأقليات، كما يستخدمونهم في الاستعباد الجنسى ويقتلون آخرين، إما عن طريق الصلب أو الدفن على قيد الحياة.وذكر أن الإسلام اهتم بالطفل اهتمامًا كبيرًا، فقد أقرت الشريعة الإسلامية جملة من المبادئ والأحكام تكفل بها صون الأطفال وحمايتهم أثناء الحروب والنزاعات المسلحة.
وذكر التقرير مجموعة من هذه المبادئ والقيم، أهمها أن الإسلام نهى عن قتل الأطفال في الحروب، حيث أجمع الفقهاء على تحريم قتل الأطفال أثناء النزاعات المسلحة وعدم التعرض لهم، وقد نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – نهيًا صريحًا عن قتل النساء والصبيان في الحروب، حيث قال النبى، صلى الله عليه وسلم: «ما بال أقوام بلغ بهم القتل إلى أن قتلوا الذرية؟ ألا لا تقتلوا ذرية، ألا لا تقتلوا ذرية»، قيل: يا رسول الله، أو ليس هم أولاد المشركين؟ قال: أوليس خياركم أولاد المشركين».
ومن أهم هذه المبادئ التي أقرها الإسلام حماية للأطفال أثناء الحروب والنزاعات المسلحة منع الأطفال من الالتحاق بالجيش وخوض غمار الحروب، لأن الطفل ضعيف البنية لا يقدر على تحمل ويلات الحروب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.