في منطقة جدة التاريخية تتجلى اروع مظاهر الاحتفال بشهر رمضان وعبق التاريخ في هذه الاحتفالات. اشتهرت المنطقة التاريخية في الماضي بطبيعة سكانها وأنشطتها ، وفي القلب منها حارات جدة القديمة ،التي سكنها أكثر من 500 أسرة عريقة بجدة، والمعروفة بحارة الشام وحارة المظلوم وحارة اليمن وحارة البحر، وقُدرت عدد البيوت والمباني في هذه المنطقة التي دخلت منظومة التراث العالمي للمدن العتيقة بنحو 1866 مبنى، وكان عدد سكان جدة في عام 1344ه لم يتجاوزوا حسب أغلب التقديرات 16000 نسمة. وأجمع عدد من ملاك المنطقة، عن سعادتهم بما تحقق من إنجاز عالمي لهذه المنطقة وقيمتها التراثية، مما جعل كل المهتمين والزوار والسياح تتجه أنظارهم إلى "تاريخية جدة". وقالوا إن الحياة المجتمعية التي كانت سائدة في جدة التاريخية تتسم بالكثير من العادات والتقاليد الأصيلة، موضحين أن الأسر الشهيرة التي سكنت المنطقة التاريخية لمدة ما بين 4 إلى 5 أجيال هي الأسر التي تشكل اليوم شريان الاقتصاد في مدينة جدة، وأن أغلب هذه الأسر يعدون اليوم من أرباب الأموال والاقتصاد والحياة المجتمعية، وهو تاريخ طويل شهدت فيه المنطقة التاريخية العديد من التغييرات الاجتماعية والسياسية والفكرية إلى أن جاء العهد السعودي حين نزل بها الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – وذلك عام 1925 والالتقاء بأهلها وأسرها العريقة ، ومن بعده ابناؤه البررة وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه ، والمنطقة التاريخية تحظى باهتمامهم الكبير.