محمد سراج اسماعيل بوقس صديقي مستغرب جداً من ابنه الصغير الذي يبحث عن التراب في اركان الغرفة ثم يأكله وكذلك يأكل الصابون عندما يراه واي ورقة يجدها على الارض يأكلها، وقال لقد اصبحت اخفي الصابون واخفي الورق واحيانا اجده يدخل اصبعه في ركن الغرفة ويبحث عن الغبار والتراب كي يضعه في فمه كما انه اذا وجد النقود الورقية يمضغها ويأكلها قلت له لا تتعجب فهذه ظاهرة مرضية معينة كثير من الناس يصابون بها وهو مرض اسمه مرض (بيكا) وهو اضطراب صحي يتمثل في ان المريض يشتهي الاشياء غير الصحية او غير الغذائية ويأكلها وهذه الحالة خطيرة على الاطفال لانه يمكن ان تسبب لهم التسمم من بعض المواد التي يأكلونها وتحتوي على البكتريا او الطفيليات المرضية او الديدان او المواد الكيماوية. والاسباب عديدة لهذه الظاهرة المرضية اما سبب معنوي او بسبب سوء التغذية او نقص في عنصر الحديد او الزنك او المعادن الاخرى او بسبب نفسي او اجتماعي مثل الحرمان العاطفي من الوالدين قد يسبب هذه الاضطرابات او بسبب التخلف العقلي او من بعض الثقافات التي تشجع على بعض هذه السلوكيات حيث يمكن تقليد الاطفال الكبار في مثل هذه الاشياء، وتكون الاضرار حسب ما يأكله الانسان من هذه المواد والتسمم هو اهم تلك الامور خاصة اذا تناول الطفل رقائق الحائط التي تحتوي على الطلاء التي تحتوي على مادة الرصاص او الاصابة بالالتهابات نتيجة اكل التراب والطين وقد تحدث امور اخرى هي الجروح في الجهاز الهضمي مثل القروح في المعدة والمرئ او الانسداد المعوي ويكون العلاج صعبا في هذه الحالة لانه يتوقف على ما اكله الطفل من تراب او قشر الجدران او الطباشير او الورق او الخشب او الفحم او الطين الملوث او اي مادة اخرى ويكون العلاج اما علاج نفسي لدى الطبيب النفسي او علاج دوتئي لدى الطبيب الباطني المختص او علاج جراحي لدى الطبيب الجراح في حالة الانسداد المعوي في اي جزء من اجزاء من الجهاز الهضمي ونسأل الله العلي القدير العطف والسلامة واخيرا نتدبر قول الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (الذي خلقني فهو يهديني، والذي هو يطعمني ويسقيني واذا مرضت فهو يشفيني، والذي يميتني ويحييني) الشعراء 79 – 81 وقال سيد البشر والخلق اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الله انزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تتداووا بحرام) وقال المثل: درهم وقاية خير من قنطار علاج.. اللهم انا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والفوز بالجنة والنجاة من النار وصلى الله على نبينا وقدوتنا منحمد وعلى آله وصحبه اجمعين.