رؤية-ماجد الغامدي شعر-عبدالله سعيد يطلُ الأملُ من نافذةُ الروحِ لِتُزهرَ بيداءُ الوجدان و تُنبتُ أنضرَ الرياض وأجمل الأزاهير،فيتشبث به العاشق وتشرقُ شمسُ أمانيه من جديد،ويتناسى معها ظلام الوحدة وعتمة اليأس وغياهب الهجر. لذلك قد يكون الأمل انطلاقة (غير مؤقتة الحين) تدفعُ الروحَ فجأةً دون تخطيط وتُنبِضُ أوتار التفاؤل دون برمجة مسبقة. بالأمل وقّفي بيني وبين الكلام! وكم يحمل ذلك من الإيحاء وتأويل الرغبة إلى التمسك بالأمل (قبل التوقف)،فالدعوة ليست للتوقف مع أن المعنى ربما لا يتغيّر لو قال: وقّفي بالأمل بيني وبين الكلام ولكن الشاعر يبدأ بأولوياته فرغم جراح العشق ودم الحنين المسفوح إلا أنه فضّلَ أن يمنحَ جرعةَ الأمل ليكون التوقف نقطةَ انطلاقٍ جديدة لمستقبلٍ حالم. وقد وضع الشاعر بكلمة الأمل (انطلاقة) آخر السطر يطوي بها صفحةَ العَتَب ويواري بها جراحَ الماضي ويسحق بها سُجف الندم، ويمنح لحبيبته حريّة البوحِ الصامت لِتكتب من محبرةِ قلبِه وترسم أحلامها و تسطّر آمالها. لذلك فهو يقول: اكتبي..بين حرفك والجروح انسجام في دعوةٍ للتسامي عن عذابات الماضي والتماهي مع جراحات الهوى وحرقة الصبابة وضرام الجوانح وآلام الهجر. ما ورا الضيق راحة والجفا وش يبي!؟ فهو يؤكد(هنا وفي البيت الذي يليه)انحيازَهُ للأمل قبل التوقف عند جراحٍ غابرة: وانضحي للخزامى والنفل والثمام قبل ما تمحل الضحكة بوجه الصبي في توظيف جميل لكلمة الصبي بما يحمل من عفوية وتلقائية وما يناسبه من فضاءِ أمل وما يقابله من استهواء يشير إلى نُضرة صباها ولكنهُ رغم توثّبه للأمل إلا أنه لا يتناسى ما قد يبقى في قلبِ محبوبتِه من نُثارِ حزن،فيُشعِرُها بكاملِ انسجامه معها: كان للحزن قيمة في قلوب الانام شفت حزنك غناي وفضتي واذهبي فهو يألمُ لألمِها ويحزنُ لِحزنها رغم رغبته في أن يكون مستقبل التفاؤل هي سماءُ الأمل،لذلك يضيفُ للبيتِ التالي(واو الاستئناف) لِيغريها بخِياره الأشهى إلى نفسِه: وكان صرتي على الرمضا حمامة سلام طرطشي بركة الخافق وله..واشربي و هنا لفتة رائعة في أن جعل جواب الشرط في البيت السابق متعلق به هو:(كان للحزن قيمة..شفت حزنك غناي) بينما في البيت التالي جعل جواب الشرط متعلق بمحبوبته:(وكان صرتي ..طرطشي بركة الخافق) ويختتم رسالتَهُ الحالمة بما يستلذ ويأمل فيقول: ان تأملت صمتك قلت هذا(الكلام) وان تنامى الحديث العذب قلت(ارحبي) القصيدة روضةُ عشقٍ وارفة والشاعرُ بلبلٌ صدّاح أطربَ الذائقة و هزَّ أوتارَ الفؤاد وأنبض قيثارة الروح. بالأمل وقفي بيني وبين الكلام واغمسي ريش حزنك في دمي واكتبي اكتبي لين اجف من الخطا والملام لو تعذرت خوف وقلت ماني نبي وانزعي الدمع مني نزعة الانتقام وان قدرتي على حطب الضلوع احطبي الندم سقم..من يقبل بمر السقام والتعب خطف..من يقدر لخطف اتعبي اكتبي..بين حرفك والجروح انسجام ما ورا الضيق راحة والجفا وش يبي وانضحي للخزامى والنفل والثمام قبل ما تمحل الضحكة بوجه الصبي كان للحزن قيمة في قلوب الانام شفت حزنك غناي وفضتي واذهبي وكان صرتي على الرمضا حمامة سلام طربشي بركة الخافق وله..واشربي كل صبحٍ ترسب تحت جفنك ونام لا رمشتي..ركض من كحل عينك ظبي وكل حزنٍ تشكّل في ثيابك غمام كن برقه على الاكمام يحبي حبي وانتي رموشك اغصان ودموعك يمام ارعدي واستهلي وامطري واعشبي شكّلي طينة الظلما بنور الزحام لا تخلينها سودا،سواد العِبي ولا تمرين فالواقع مرور الكرام ولا تسورك جدران المكان الغبي قلبك اكبر واجل من الرضا والخصام ونجمك اشهى والذ النور في مرقبي واحتراق القوافي عنك برد وسلام كل ما لاذ بعيونك سهر كوكبي معك اذم التلاشي لو يصب المنام خمر الاحلام،في جفني ويدبي دبي ومنك سحر التناقض له بصدري مقام وان ظهرتي قلق عمري معك يختبي ان تأملت صمتك قلت هذا(الكلام) وان تنامى الحديث العذب قلت(ارحبي)