يزخر أدبنا العربي بصفحات مشرقة من أدب الحرب،فقد لعب الشعر دوراً مشّرفاً في الحروب لايقل عن دور الفرسان فكان الشعراء يحرضون على القتال ويشجعون المقاتلين ببث روح الحماسة والحمية بذكر الأمجاد السابقة وعند إنتهاء المعركة يقومون برثاء الشهداء وكانت القبائل سابقاً تحتفل وتعتز اذا ظهر فيها شاعر واشتهر وذاع صيته لأنها تعرف بأنه سيذود عنها بشعره وسيوثّق تاريخها بإشعاره فهولا يقل أهمية عن المؤرخ حيث كان الشعراء في السابق يحفظون الأحداث والمواقع بإشعارهم و يسردون المعركة بشكل مفصَّل ويضعون في القصيدة اسماء المدن والمناطق وما وقع من أحداث مهمة وهناك احداث كثيرة في التاريخ لم تصل إلينا الا عن طريق الشعر. فأين شعراء وقتنا الحالي من هذا الأدب؟. فالشعر اليوم فقد رونقه،وقلت هيبته،فأصبح بضاعه كاسدة في متناول الجميع. لماذا لانعيد للشعر جماله وقيمته ونحن الان في ظروف واحداث تستحق أن يكون للشعر موقف ريادي فيها؟. لماذا لايقف الشاعر مع نفسه وقفة صدق ويطبق رسالته كشاعر من شعراء هذا العصر الذي يعج بالاحداث التاريخية التي تستحق ان تحفظ وتوثّق بأبيات تصل الى اولادنا وأحفادنا سيما وان التاريخ ربما يحرّف او يضيع فالشعر هو الوثيقة التي يصعب على المؤرخين تغييرها والتلاعب بها. مللنا من الشعر المستهلك والعبارات المكررة وقصائد العشق والهيام نحتاج الى موروث شعري يحترمنا الجيل القادم عندما يطلَّع عليه. نحتاج الى ثورة شعرية تغيّر نظرة المجتمع للشاعر فالجهاد بالقلم أقوى تأثيراً على الأعداء من الجهاد في ساحة المعركة الى متى ونحن نتكئ على تاريخ من سبقونا؟. لماذا لانصنع لنا صفحات بيضاء يحفظها التاريخ؟.. همسة: عَدِمْنَا خَيْلَنا،إنْ لم تَرَوْهَا تُثِيرُ النَّقْعَ،مَوْعِدُها كَدَاءُ يُبَارِينَ الأسنّة َ مُصْعِدَاتٍ، عَلَى أكْتافِهَا الأسَلُ الظِّماءُ حسان بن ثابت