إنقضت ستة نسخ من شاعر المليون ومعها أحداث وقصائد ومواقف ومشاهد متفاوتة ومتباينة،ويبقى أهم الأحداث كلها وهم الشعراء،فمن بقي منهم في ذاكرة الجمهور و من رحل،ومن هم أكثر الكاسبين من وراء شاعر المليون؟..مائتان و ثمانٍ و ثمانون مشاركاً هم الشعراء الذين شاركوا في النسخ المنطويةِ..ومع استثناء النسخة السادسة لحداثتها و قربها من الذاكرة، فإن المتابع ربما يقع بين(أذنيه) للوهلة الأولى شاعرين الى ثلاثة شعراء،ومع ضرب الذاكرةِ بالذكرى!ربما يرتفع العدد الى خمسة وهذا كثير..بالنسبة لي لا أذكرإلا أربعة أسماء فقط.. ثلاثة منها إاستفاد استفادة فعلية،و رابعٌ فائدةً تاريخية..وتفاوتت استفادة المتبقين من شاعرٍالى آخر..وربما أكثر الأربعة بقاءً و استفادةً الشاعر(يوسف العصيمي)،هذا الشاعر الذي جاء من المجهول و من الظلمات الى النور والشهرة و سطعت شمسه في شاطئ الراحة،والذي كسب تعاطفاً مجتمعيا ورسمياً لم يكن ليحصل عليه مهماعمل من(المستحيلات)،بل تجاوز الأمر الى تحقيقه أحلامٍا قديمة و طويلا متوارثة من أبٍ عن جد.. فوصل الى بلاط الملوك و شاع ذكره و حقق أحلامه،شاعرٌ شارك في البرنامج ب (جنسية) و خرج منه ب (جنسية)..و في الأخير أبقى اسمه في ذاكرة الجماهير بشكلٍ دائم حين تربع على منبر الجنادرية فأصبح أحد شعرائها.. ثم يأتي الشاعر ناصر الفراعنة..هذا الشاعر الذي قلب الموازين و سبب حراكاً إعلامياً غير مسبوق..حضر بكاريزما خاصة،وبأسلوبٍ خاص، حتى عرفته(الجن) قبل الإنس، و شاع ذكره و انتشر..وحققت مقاطعه في اليوتيوب أرقاماً عالميةً و قياسيةً جعلت الإعلام الغربي يتحدث عنه و عن ما فعله و يفعله في شاطئ الراحة،حتى أصبح العلامة الفارقة في نسخة شاعر المليون الثانيه،وأصبحت قصيدته (ناقتي يا ناقتي)هي الأعلى حضوراً و الأكثر ترديداً بين جميع فئات المجتمع الخليجي و العربي و حتى في(شرق آسيا)..و ثالثهم هو محمد بن فطيس المري..ذلك الشاعر الهادئ الجميل جاء لشاعر المليون لا يهدف لشيء سوى المشاركة،باسمٍ غير معروف و لايحمل من الشهرة سوى اسم والده حمد بن فطيس، الرجل الإعلامي الشهير و أحد أهم أعمدة الإعلام الشعبي في منطقة الخليج على مدى ثلاثة عقودٍ متواصلة،و كان شاعراً مقدراً خليجيا و في بلده قطر..محمد بن فطيس ضربت شهرته الآفاق كونه أول شاعر يحصل على البيرق..وكذلك لقوة المنافسة الشرسة و الدراماتيكية مع زميليه يوسف العصيمي و شاعر المحاورة تركي الميزاني.. فضرب اسمه في ذاكرة المتابعين الى هذه اللحظة رغم قلة حضوره بعد شاعر المليون..و أخيراً(غازي المغيليث)..الذي لم يحقق وهجا إعلاميا كبيرا بين الجماهير رغم شاعريته الفذة و المتميزة.. إلا أنه سجل اسمه في التاريخ الأدبي و تداوله الأكاديميون خارج أسوار شاعر المليون و تحت الأضواء بعيداً عن الضوضاء كثيراً،وكتب اسمه بمدادٍ من ذهب باختراعه بحراً سابعاً في الشعر النبطي أطلق عليه رسمياً و أكاديميا (بحر المغيليث) من خلال قصيدته الأشهر (دمعتينٍ مريميّه)،و سُجل هذا(البحر)باسمه رسمياً من خلال أكاديمية الشعر النبطي في أبو ظبي..حاولت جاهداً أن استنفر الذاكرة بشاعرٍ خامسٍ وضع له بصمةً فارقةً في مسيرة شاعر المليون فاستسلمت الذاكرة أمام كل المحاولات..هذا يعطيني انطباعاً أن شاعر المليون رغم المكنة الإعلامية الضخمة التي يمتلكها إلا أنه فشل في تخريج شعراء يتسيّدون الساحة الشعبية.. فمن(خرّجهم) إما فائزون ب (البيرق)أخذهم الغرور عن الساحة الشعبية و جعلتهم يترفعون حتى عن الشعر ذاته! وإما شعراء أقل مستوى إن لم يكونوا في نفس مستوى الشعراء الآخرين..بل أن المشاهدات تقول إن الساحة يتسيدها حالياً شعراء لم يمروا على شاطئ المليون،وإضافةً الى ذلك فإن شاعر المليون أثبت أنه لا يكتشف أسماء جديدة، فأغلب الذين تم اختيارهم هم شعراء(أمسيات)وأصحاب (شهرة)سابقة، وغالبيتهم كانوا نجوم شباك للأمسيات(الرسمية)والخاصة.. رتويت: يا حمود راحوا ربعنا جموع و افراد خمسين و اللي عوّدوا منهم اثنين