عرف الناس في بلادنا الاذاعة منذ انطلاقها في الحجة 1368ه 1949م وارتبط الناس بالمذياع في منازلهم وتنقلاتهم وتطورت برامج الاذاعة على مدى نصف قرن وان شهدت فترات تراجعت فيها ربما كان سبب ذلك تعليمات يرتبط بها الاذاعي تعود لرؤية ربما شخص واحد سواء "الوزير" او غيره ورغم ذلك كثير من الناس لازالوا يستمعون للاذاعة الى اليوم سواء من جدة او الرياض او القرآن الكريم رغم الاثر الكبير للتلفزيون بقنواته المتعددة والتي تنقل الخبر صوتاً وصورة.. لازلنا نتذكر الدور الكبير للاذاعة أواخر الثمانيات الهجرية وتعلق الناس بها وتجد البيت به اكثر من جهاز راديو للاب والام يشاركهم تلك الفترة في بعض البرامج الابناء.. اتذكر ما يطلبه المستمعون وافراح الشعب وقراءة اسماء الناجحين في المدارس بجميع مراحلها واعتماد الناس على الاذاعة التي تنشر النتائج قبل المدارس تلك الفترة خاصة المراحل الاخيرة.. اتذكر في الطريق للاذاعي القدير بدر كريم رحمه الله وله برنامج في اول التسعينات الهجرية "تحية وسلام" ويتواصل فيه الاسر مع ابنائهم الدارسين في الخارج وكان برنامج ما يطلبه المستمعون يذاع قبل المغرب ويقرأ رسائل الناس التي تصل عبر البريد لاختيار ما يختارونه من "اغاني" واتذكر "البكاء والدموع" وصوت الفرح والسرور لمن ينتظر سماع اسمه في نتائج المدارس والمعاهد وفرحة الاسرة بنجاح الابناء والعكس.. اتذكر "يوميات "أم حديجان" للفنان العلم عبدالعزيز الهزاع وصوت القارئ سعيد محمد نور من السودان رحمه الله وهو يقرأ سورة "مريم" يوم الجمعة وحديث السيد علوي مالكي بصوته الشهير صباح الجمعة ايضا.. تلك الفترة كان للاذاعة اهمية كبيرة واستقطبت الناس كعامل "ثقافي" ومصدر اخباري مع التحفظ تلك الفترة وعدم تطوير للمادة الا انها كانت بدايات جميلة وكان للراديو مكان الصدارة في البيت لجميع الاسر سواء من يهتم بالثقافة او من يعتمد عليها مصدراً للسرور ومتابعة البرامج الشعبية. اذاعة اليوم اذاعتنا اليوم والتي احرص عليها خلال وجودي خارج المنزل في الطريق من مكة الى جدة او الطائف خلال رحلتي الذهاب والعودة تجد فيها ما يستحق ان تستمع اليه من برامج خاصة "المتخصصة" واستضافة المستمعين لكن لا تجد فيها حوارات ثقافية كافية او مساحات اخبارية وتعليق على الاحداث بمهنية وبشفافية لازالت تحت ضغط "التعليمات" رغم ان بعض ما يمنع لا تجد له اسباباً بل هي ظنون ومخاوف لدى القائمين على الاذاعة او المراقب او مدير الاذاعة نفسه. مع التطور الاعلامي اليوم يتطلع الناس لبرامج وفقرات متنوعة يواصلون بها الارتباط بالاذاعة طوال العام وفي المناسبات والاحداث الداخلية والخارجية وان نبتعد عن البرامج المستهلكة والضعيفة والتي لا ترتقي لقيمة الاذاعة التي تسمع في الداخل والخارج فهناك برامج ظهرت من "المجاملات" لاصحابها وكأن الامر تغطية الفترة وساعاتها دون الدخول في مضمون ما يقدم.. برامج الاذاعة يجب ان يعاد تقييمها وفلترتها من قبل متخصصين وقدرات اعلامية واذاعية واعية صاحبة خبرة ورسم اطار جديد لها ورفع يد الممنوع عنها واختيار ادارة واعية لها في الوزارة وجدةوالرياض اذا اردنا ان نظل بجوار المذياع وعدم اعتباره من مخلفات الماضي.