مؤامراتها ضد ظهور ذلك النور الذي تخشى ان يخرج الارض من حلكة الظلام الى شمس الحق والعدل .. كانت قريش بكل ما تملك من قوة في قدراتها المادية والقبلية .. تحاول ايقاف هذا السيل الهادر لهدم كل ما بنته طوال تاريخها من جبروت وظلم وتشفي .. كانت في تلك الليلة نائمة في وداعة وان كان يحيطها خوف بعد ان فشل شبابها من تسديد ضربتهم الواحدة ضد ذلك الملتحف بردائه فانكشف لهم انه غير الذي يريدون. ومن يومها راحت قريش تبحث عنه راسلة فرسانها في كل الاتجاهات للوصول اليه .. كان هو في ذلك – الغار – وصاحبه يراقبان جهد قادة قريش للحصول عليه .. كانت قريش يملأ عيونها الحقد وبفيض من نفوسها الكره له ولدعوته ليبقى في ذلك الغار لثلاثة ايام لينحدر من ذلك الجبل بعد ان أوهمهم بانه بعيد عن ما قصده من اتجاه في الجبل في شرق جنوبمكة والمقصد شمالها نحو «يثرب» ليقطع تلك الصحارى في ثبات وعزيمة .. ليجد في طريقه تلك السيدة ام معبد ليعيد الى شاتها التي يبس ضرعها لتصبح ذات غزارة في اللبن .. لتبدو احدى معجزاته وفي تلك الظهيرة .. بدأت ملامح وصوله الى تلك الواحة الخضراء. عندما شاهد ذلك الفلاح من على إحدى الباسقات ذلك الركب المنتظر فصاح يا ابناء «قيلة» هذا صاحبكم قد أقبل .. ليخرج كل من سمع ذلك النداء هاجزين. طلع البدر علينا من ثنيات الوداع .. وجب الشكر علينا ما دعى لله داع لينيخ ركابه في دار ذلك العوفي الاوسي عمرو ابن الكتم .. وليقيم اول مسجد اسس على التقوى ليضع صلوات الله عليه اول مداميك الحياة الصحيحة على النهج الصادق ليبدأ في تكوين هذا الدين الحنيف الذي يظلل كل الفضاءات ليصبح اسمها المدينةالمنورة بديلا – ليثرب -. رئيس التحرير