مشكلة الغلاء تتفاقم في كافة مستلزمات الحياة اليومية تحول الى غول يلتهم دخل الأسر، ولم يعد يفرق بين سلعة ضرورية وأخرى ترفيهية، لذا ليس غريباً أن يشعر رب الأسرة في بعض الاحيان بالعجز لأنه فشل في توفير احتياجات زوجته وأولاده من مستلزمات المأكل والمشرب والملبس، والنتيجة ظهور سلبيات لا حصر لها منها التهديد الصريح للاستقرار الأسري وإصابة ذوي الدخل المحدود بالعديد من الأمراض وفي مقدمتها السكري ظاهرة ارتفاع الأسعار دمرت الكثير من العلاقات الأسرية، وحمل البعض التجار المسؤولية، لجهلهم بتقسيم الدخل على نحو أمثل وصعوبة تكيفهم مع المشكلات، فيما ألقى آخرون المسؤولية على أرباب الأسر فأين الحقيقة؟. يؤكد علي مفرح الغامدي في هذل السياق ان غلاء الأسعار يدخلنا في متاهات كثيرة ومتشعبة إلا أن ما يمكن أن نثبته على الواقع ان القضية أصبحت حديث المجتمع، وانعكست آثارها على ترابط الاسر وأصبحت السبب الرئيسي لكثير من القضايا الأسرية سببها غلاء المعيشة وارتفاع اسعار المواد الغذائية وإيجار المسكن انعكست على حياتهم الاسرية واشار الغامدي ان ارتفاع الاسعار ما زال يلقي بظلاله الثقيلة التي تكدر صفو الحياة الاسرية موضحا ان المحلات بين الأحياء الشعبية تستغل ضعف الرقابة وترفع الاسعار ورب الاسرة يدفع مضطراً. وبين ان المعيشة أصبحت صعبة في ظل الغلاء وان الأسر محدودة الدخل تضطر الى ان تلجأ الى الديون التي تكسر ظهر رب الاسرة ويرى رشيد هندي مقيم في محل تجاري ان ارتفاع الاسعار تفرض من بلد المنشاء للسلعه وبالتالي يكون سعرها مرتفع يشعر به المستهلك وتوقع حسب اقوال الموزعين للبضائع ان في الايام القادمة سوف تشهد بعض السلع زيادة نسبة في الاسعار وبعض السلع بشكل اسبوعي تتفاوت الزيادات. واعتبر عبدالله السفري ان غلاء الاسعار هي منغصات شهرية يصعب توفيرها سيما الأساسية منها ويشعر رب الاسرة بالدونية في ظل عدم الوفاء بمستلزمات المنزل في ظل ضعف الراتب وكثرة الالتزامات من ايجار سكن واقساط اخرى وخلافه وبالتالي تبدأ الامراض النفسية وحمل السفري الجهات المسؤلة في وزارة التجارة وحماية المستهلك كل مايحدث لعدم الرقابة المستمرة على المحلات وضبط مؤشر البيع لينعم الجميع بحاية كريمة بعيده عن النكد والسقوط في مشاكل الديون. ويوضح يحي الشريف باحث اجتماعي ان تأثير غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار يصيب الشخص بأمراض نفسية بالغة لكثرة الضغوط ومن أهمها الضغوط الاقتصادية حيث يصبح الفرد أكثر عرضة للاكتئاب والقلق النفسي وتتكالب عليه جميع الضغوط مشددا ان الفرد لابد ان يتكيف مع الظروف وبمقدور جميع الأفراد بمختلف حالاتهم الاقتصادية ان يغيروا حياتهم وفق ما تقتضيه الظروف وتقسيم الميزانية على الاحتياجات الضرورية. وأشار الشريف ان تأثير غلاء المعيشة البالغ على الحياة الأسرية واضح للكثير من العائلات والأسر في المجتمع، موضحا ان حل المشكلة في يد الأسرة نفسها حيث لابد من الاقتصاد في المعيشة. وأوضح ان غلاء المعيشة له أثر سلبي في ترابط الأسرة ينتج عن ضعف أو انعدام ثقافة الاستهلاك لدى أفراد المجتمع مشيرا إلى ان الأسرة لابد ان تتكيف مع الأوضاع الاقتصادية فما يصرف في فترة الرخاء مختلف عما يصرف في فترة الشدة او حين يملك الفرد مصدر رزق اقل من السابق. ويبين علي الشمراني ان تأثير الغلاء قد يمتد إلى تغييرات العيد في الأثاث والديكور بمعنى أنها سلسلة من المصروفات التي تؤدي في النهاية إلى إفلاس الزوج أو على الأقل عصبيته في تعامله مع أهل بيته وعندما تتأثر الأسرة كما هو واقع الآن من جراء ارتفاع الأسعار، فهذا التأثر المتمثل في ضيق اليد وكثرة الاحتياجات وعدم قدرة رب الأسرة على تلبية حتى الاحتياجات الأساسية لأسرته يؤثر تأثيراً بالغاً في الأسرة وإحساسها بنوع من القهر ويدخل رب الأسرة في مشاكل مستمرة ومتواصلة لا حصر لها، وهذا بلا شك يؤدي إلى نوع من القلق الاجتماعي العام وليس مقصوراً على بيت واحد أو أسرة بعينها، إنما يمتد ليشمل كافة الأسر ذات الدخل المحدود وهي الأسر التي تمثل الأغلبية كما هو الحال في أي مجتمع. وقال أصبحت حياة الإنسان البسيط لا تطاق في ضوء الارتفاع المذهل في أسعار السلع على اختلافها، فكيف به أن يجابه الحياة والأمور متعثرة، والغلاء ينهش جسد الرواتب الثابتة .وأضاف: لابد من تفعيل دور جمعية حماية المستهلك لتقوم بدورها في التصدي لارتفاع أسعار السلع مع ضرورة توحيد أسعار جميع المنتجات ووضع تسعيرة معينة، يلتزم بها الجميع. ونوه إلى تزايد حجم المصروفات على كاهل رب الأسرة في ضوء عدد أفراد أسرته المكونة، لافتا إلى أن الادخار للمستقبل أصبح مستحيلاً في ظل الظروف الحالية إجمالاً. أما ابراهيم الزبيدي أكد أن الغلاء من أخطر أسباب التفكك الأسري لأنه يزيد من ضغوط الحياة على الفرد والمجتمع وغلاء المعيشة جعلت الأب يخرج منذ الصباح ليعمل ويوفر مطالب أسرته ومصروفات بيته، منوها إلى أن خروج الأم للعمل أفقد الأسرة تجمعها المفترض وحياتها الاجتماعية وأصبح البيت أشبه بطاحونة يفر الجميع من تحت أضراسها. مشيران موجة ارتفاع الأسعار التي يعاني منها الناس بمثابة "فتيل مشتعل" يهدد الحياة الزوجية، لأن الأزواج والزوجات، خاصة حديثي العهد بمسؤوليات الأسرة، غير مهيئين نفسيا وسلوكيا لمواجهة هذه المتغيرات وغير مستعدين لتغيير نمط حياتهم إلى شكل يتناسب مع الواقع الجديد، مما أوقع أرباب الأسر في مأزق بسبب عدم تمكنهم من الوفاء بمتطلبات أسرهم. ويشير مصلح الزهراني أن بعض الأسر بالعكس تسهم بقدر كبير في غلاء الأسعار بالبذخ في الأعراس والولائم والتركيز على الكماليات دون الضروريات والمطاعم التي تعلم الترف والاسراف على غرار مطاعم الوجبات السريعة وعن تأثير الغلاء مباشرة على الأسرة لفت الى أن وجود مقدمات لا بد وأن يؤدي الى نتائج، فالضغط المعيشي المادي وتكاليف الزواج من سكن وسيارة وتكلفة حفلات الزواج وغلاء المهور مقدمات تؤدي في النهاية الى الطلاق، معتبراً أن الديون سبب رئيسي يترتب على الغلاء يؤدي للطلاق. وأوضح أن متطلبات الزوجة ومصروفات الابناء وعجز الأب عن الوفاء بهما يجعل الحياة مستحيلة فيقع الطلاق، واعتبر أن الزواج والسفر والسيارة والسكن أو المنزل من أسباب ثقل الكتف بالهموم وأن الاسرة إذا تمكنت من عبور هذه المطالب الخمسة فإنها تعد قوية ولكن الواقع يشهد سقوطا للبعد في كمائنها. وأضاف: يجب على الأسر ان تتربى على النظر على من هم دونها لا لمن هم أعلى منها ويبقى ترتيب الأمور وتحقيق الطموحات ولكن في ضوء الامكانات. وقال: على الأسر أن تعي ان الغلاء ظاهرة عالمية ولا ننكر أسبابها المحلية وأن نعي أن الغد لن يكون الأفضل وأن نربي أبناءنا على أن القناعة كنز لا يفنى اضافة الى تغيير السلوكيات غير الصحيحة تجاه ضرورة السفر والترشيد منه والبذخ في الولائم والأعراس وتوفير الاحتياجات وأنه إذا وجدت سيارة فهي كافية دون سيارتين وضرورة البعد عن المظاهر الزائفة. ويضيف في هذا الجانب زين العبدلي صاحب بسطات في شعبي الكيلو السابع ان بعض النسوة الافريقيات ومن فتره طويلة يجلبن بعض المعلبات التي قاربت على نهايتها واصبحت غير صالحة للاستهلاك الادمي ويعرضونها للبيع كالحليب والتونه وكذلك الشمبوهات وكافة انواع ادوات النظافة وسط بيئة سيئة للغاية تهدد بامراض لمن يستهلكها وتجد اقبال من البسطاء اصحاب ذو الدخل النحدود التي طردت نار الغلاء ولم يجدوا سوى مقتنيات السوق الشعبي. ووصف العبدلي ان في الحراج هناك الاشياء التي تباع وهي بحالة جيدة مثل القدور والصحون والملاعق واشياء اخرى تخدم لفترات طويلة وليس منها ضرر للناس وباسعار في متناول ايدي الجميع واعتبر ان السوق مصدر رزق لكثير من المواطنين لكنه بحاجة الى تنظيم وابعاد الوافدين الهاربين من كفلائهم الذين وصفهم بالمنغصات اليومية في الحراج.