كان أبي في شبابه رجل حرب كما يقولون.. كان دائماً يتباهى بآثار الرصاص الموشوم على جانب فخذه الأيمن ؛ وخلف ظهره أمام تساؤلاتنا وذهولنا ونحن أطفال ؛ قائلاً بصيغة المزح كي يُثير تعجّبنا قبل إعجابنا : " أنا رجل لا يموت ولا يُهزم"…! مُشيراً إلى ارتفاع سقف عضلاته وهو قابضٌ يده.. مات أبي.. بأصغر إصبعٍ في رجله الأيسر .. صدقتنا مقولته حينها..وصادق موته في حينه كان والدي صاحب عنفوانٍ أفقده حياته مات غاضباً..ثائراً..رافضاً..لأيّ نقص. مات أبي .. هادئاً كما تحتضر الصقور وحيداً كسيفٍ مسلول غادر قبل فجر يوم العيد ؛قبل طلوع النور بعد أن دفع حياته ثمناً لإصبع ..! الأديبة : مريم محمود @MeMe_Mahmod1