لمّا أراد المتنبي ان يفخر بقدرته الأدبية كتب: أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ ولمّا أراد(فهد عافت )أن يفخر بموهبته،قام بوضع المتلقي فيما يعرف ب(متاهات القول)،وعكس الصورة الشعرية بالاحترافية الكامنة في نصه،ولمّا كان الشعراء من قبله يصفون جسد المرأة بالشعر،جاء فهد في(النص)موقع الجدل وأحدث ثورة شعريّة بين مؤيد ومعارض،وأراد فرد عضلاته الشعرية المتناهية على اللغة وذلك من خلال كتابة الشعر بجسد الأنثى،والغالب دائماً ان الشعر(وسيلة) للوصول الى (غاية)وهوالوصف،ولكن( عبقري الكلمات)جعل(الجسد) وسيلة الى الشعر(الغاية)،وهذا اذا ماتم النظر اليه أدبياً فهو إجادة وريادة،وأما إجتماعياً كما أوضحنا في المقال الأول فهو مما يتنافى(أخلاقيا)مع المنطق،ولو ان المنطق كان حاضرا بقوة من خلال ماكتب. لو وعى حافظ إبراهيم كاتب القصيدة على لسان اللغة العربية التي تقول منها: رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي لو وعى لقام بتبديل كلمة العقم بكلمة أشد وقعاً في وصف المرأة حين قراءة نص المذكور آنفاً،مع التحفظ على كلمة(عداتي) واستبدالها بمصطلح يليق بحب كاتبنا للغة،ان الغاية في الشعر لا تبرر الوسيلة في إمتطاء مطية الجسد،أياً كان الهدف المنشود،وان اكثر ماقد يؤثر على مسيرة الشعراء هو(شطحاتهم)التي هم في غنى عن متاهاتها،وان القرآن الحكيم وهو المرجع الأبدي لكل النصوص المكتوبة اذا ما تم وضعه كمقياس وبوابة عبور للبلاغة والإعجاز كان(حشيماً)في التعاطي مع مسميات الجسد ومُقلاً في ذكره والتطرق له ، فكان التعبير(سوءاتهما)شاملاً ووافياً،ولما كان الوعد فيه(وأن لا تعرى)فعلام يستهون ذكر العُري بنو آدم وقد سترهم المولى. وختاماً نوجه لأستاذنا القدير فهد عافت ومن خلال صفحة (ملامح صبح) التحية والتقدير والاحترام،وهو الرائد من رواد الأدب الحديث، وصاحب الصدر المتسع كاتساع المدى حباً والفضاء إحتراماً.