*في بلاد الحرمين – مهبط الوحي ونبع الرسالة يجد كل مسلم مايوحي بخصوصية هذه البلاد دون مايبذل جهد في تلمس إسلامية هذه الدولة ؛فقبل عيد الفطر الماضي بعدة أيام ظهر مفتي عام المملكة بخطاب يقتضي التنبيه ببذل زكاة الفطر لمن يثبت أنه أهل للعطاء والحذر كل الحذر من تقديمها لأيد ٍطائشة تهز هذه الشعيرة العظيمة من خلال التمثيل والتحايل في أخذها ثم بيعها بأبخس الأثمان . *هذه الدعوة من المؤسسة الدينية الرسمية والتي تبرهن حرص الهيئة على إيضاح أدق التفاصيل في أحكام هذا الركن وبهذا يكون دار الإفتاء قد أدى دوره كما ينبغي بتلك الرسالة ؛ وترك لنا مساحة التفاؤل بقيام عمل نوعي وجهد مستثنى من جمعيات البر ولكن الرجاء كان أشبه بحلم من يبحث عن جودة للحوم البقر في نيودلهي عاصمة الهند . جمعيات تعمل حسب الأمزجة والهوى ؛هيكلة هشة ونظام مترهل يحكم تلك الجمعيات الخيرية ,والداء الأعظم عدم وجود كفاءات متفرغة لأداء هذه المهمة على أكمل وجه ؛ ويأتي قبل ذلك وبعده إهمال الوزارة المشرفة ليدق المسمار الأخير في نعش العمل الخيري لجمعيات البر الخيرية في السعودية. في كل عام يُصدم الشارع العام السعودي بتناقض الواقع على الأرض بما يفترض أن يكون عليه العمل ؛ فمع كل موسم تظهر المتاجرة الصريحة والعلنية عندما تعطى الزكاة بحسن نية للعمالة ومن يدعون الحاجة ويظهرون على الفقر والفاقة ومن ثم يتسابقون إلى المتاجر لبيعها بمبالغ زهيدة وإعادة تدويرها في مظاهر مستفزة بصراحتها ووضوحها ناهيك عن عصابات وافدة تدعي إيصال الزكاة لمراكز خيرية ثم تتناقها على الأرصفة بشكل أشبه مايكون بعمليات غسيل الأموال ؛ كل ذلك بعد نفاذ طرق من أراد إبراء الذمة في كيفية بذلها للقنوات الرسمية التي تضمن بإذن الله إيصالها لمستحقيها . زكاة الفطر تحتاج استثناء من الجمعيات الخيرية بعمل مضاعف لاسيما المدن الكبرى والتي ينتفي فيها عامل الترابط الإجتماعي غالبا ؛ ولاسبيل إلا بذلها لطرق مجهولة إن لم تتلقفها المؤسسات الخيرية الرسمية ؛ وليست تلك عقبة عندما يتم تغطية جميع الأحياء بفروع مؤقتة تحت غطاء رسمي من عمد الأحياء لضمان تحقيق الهدف الأسمى من الزكاة . بقلم : عبدالله محمد الشهري