في الأثر "أطيلوا السجود، فما من عمل أشد على إبليس من أن يرى إبنَ آدم ساجداً لأنه أُمر بالسجود فعصى". حكمةٌ بالغة في علاقة العبد بربه، أن يغيظ عدوّهما أشد إغاظة. و لك أن تتخيل مقدار إكرام الله لك إن أغظْتَ عدوه. إكرام لا حدود له. لذا كانت للسجود مواقع لا تنتهي، لم تكن للركوع مثلاً الذي فيه تعظيم الرب. فهناك سجود الصلاة و سجود التلاوة و سجود الشكر و سجود التطوع في أي وقت و بأي صفةٍ ذِكراً لله. و زاده الله في الصلاة تشريفاً، ففي كل ركعة قيامٌ و ركوع و جلوسٌ و (سجدتان) لا واحدة. أي ضِعف الحالات الأخرى. للسجود لذةٌ و أي لذة. لا يتذوّقُها إلّا محبّه. و لا غَروَ، فأقرب ما يكون العبد لربه و هو ساجد. و حريٌّ بتلك الدرجة العليا من القرب أن يكون مقامها أرفع و أسمى. أدمِنوا السجود يرتفع مقامكم..و يسمو ذِكركُم..و تَزدهي أحوالُكم.