محمد عبدالواحد .. مات .. رسالة ايقظتني من مضجعي وتسمرت في مكاني بين مصدق ومكذب للخبر … هل مات ابا منصور هل انتهت تلكم الضحكة المجلجله في اروقة الصحافة .. مات محمد عبدالواحد وترك في صدورنا غصة وجرحا عميقا لايندمل بسهولة .. قبيل بضعة ايام هاتفته لأزوره قبيل سفري قال لي ان لديه مراجعة بسيطة في المستشفى وكان يضحك كعادته ويستعيد معي ايام وذكريات مضت .. لم يكن محمد يعترف بالمرض وكان يقسو على نفسه كثيرا بيد أن المرض لم يمهله طويلا .. رحل محمد ذلك القلب الكبير الذي عانى من ويلات الأيام ومن ظلم الزملاء في بلاط صاحبة الجلاله .. كان يقاتل من أجل كلمة الحق. شكا لي ذات مساء من سلطة ذالك الاقطاعي الذي منع الصحف من نشر مقالاته بقوة الإعلان ومنعته بعض الصحف حتى من الدخول إليها كل ذلك لأن هذا التاجر لم يقبل بنقد محمد عبدالواحد لمشاريعه التي أغلقت عن الفقراء نسمة البحر فكانت سلطة المال أقوى بكثير من سلطة القلم . وعاود محمد الكتابه ولكن هذه المرة من شرق المملكة وتحديدا في جريدة اليوم حين احتضنه الزميل الرائع محمد الوعيل وأعطاه حرية القلم وكان ذلك وفاء منه لرجل في قامة محمد عبدالواحد .. .. اليوم ابكيك بحرقة ياابامنصور ابكيك ليس لاني فقدتك فحسب بل لأنك كنت أنت من ينصح بخبرته ويمنح بتواضعه ليزيح عن كواهلنا الم السنين ومواجعها. ابكيك أيها الصديق وفاء وابكيك حزنا وابكيك وجع في اقفاصنا الصدرية لايمكن له أن يندمل. . ولن نخلد ذكراك بقلم أو نعي لأنك أكبر من أن يتجاهلك البعض الذي استمات في محاربتك في كل محفل .. لانك بقيت جاثما على صدورهم ومرعبا لهم .. لقد كانت وحتى وانت في السبعين من عمرك كتله متحركه من العمل الصحفي والميداني لم يكن يهدأ لك بال .. عرفتك في نصرة المظلوم ومساعدة البسيط ..و قبيل نحو خمسة وعشرين عاما لم يكن لقائي بك عابر بل امتدادا لصداقة وعشرة عمر .. اليوم انعي نفسي أولا بفقدانك وانعي كل إعلامي حر بفقدان محمد عبدالواحد الرفاعي صاحب القلم الحاد في صولة الحق.. وداعا محمد فالقلب يعتصر الما على فقدانك والعين تدمع حسرة ونحن نواريك الثرى. . اللهم تغمده بواسع رحمتك فقد مات في شهر الرحمة. مدير تحرير جريدة المدينة سابقا .. مستشار اعلامي