هنا أو هناك يولد الحب في بقايا الزوايا غير انه لا يولد وحيدا وكيف له أن يتوحد بحالته المتلألئة في ساحات وليالي الشعر. للحب عقد مبرم مع حروف الشعر وأهازيجه, لا تولد حالة حب ألا ومعها إحساس شاعر يخترق مداراتها. أو أننا لايمكن أن نحتسي كوبا من الحب بدون قطعة حلوى شعرية. أيتها الليالي المعتقة بطعم الحرف وأواني الكلمة, يا ذلك المتلازم لكل شيء يبعث الحياة, أيها المفتاح لكل تعبير مفعم بإلتواء المعنى وموسيقى الحس. منذ أن بدأنا نقرأ للحب، سمعنا قصيدة نقلها لنا الراوي, حتى أن تاريخ الشعر نقل لنا تلك القصص الملهمة والحروف الشعرية المفعمة بالحب. للشعر مزيج تناغم صادق مع الحب, لم يكن لينجح هذا التناغم إلا لأن للشعر قدرة هائلة على نقل الحس على صورة موسيقى هادئة تكتسح القلب أولا. ينام النائمون وليالي الشعر ملقاة على شواطئ العشاق, وموانئ الكلمة, تبحر بهم في خضم هائل وتعود لقلوب لا يسكنها سوى الحس المرهف: فؤادي بين إضلاعي غريب ينادي من يحب فلا مجيب يهيم بجمال المحب وروعة لقيآه ويلقي بأروع الحروف ليطرب العمر معها: أيبكي حمام الأيك من فقد ألفه واصبر مالي عن بثينة صبر عندما وصف الشعر بأنه ديوان العرب وناقل تاريخ الأجيال وتواترها, لم تكن هناك كلمة ابلغ من أن يوصف الشعر بغير ذلك. أنحسبه علم يدرس؟.. أم تاريخ يروى؟.. أيملك شيئاً في فلسفة الشعوب واختراع الكلمة؟. أنه باختصار تمازج بين العقل والروح والفن والإبداع أنه ترياق للروح مما تشكو منه الروح.