في معرض الكتاب الدولي الذي اقيم في الدار البيضاء قبل شهرين. وشاركت خلاله في ندوة عن حقوق المرأة. لفت انتباهي حجم حرية النشر من خلال العديد من الاصدارات لمثقفين ومثقفات مغاربة.. وسعدت بوجود اصدارات سعودية ايضا. كان من ضمنها كتاب الصديق العزيز الروائي الشاب يوسف المحيميد "الحمام لا يطير في بريدة" كان معرضاً بكل محتوياته ورواده بكثافة عالية يعكس الوجه المشرق لذلك البلد الذي وان غاب عن التعريب لفترة طويلة من الزمن السحيق. الا انه قد اصبح اكثر اشراقاً يخطف الاضواء بفعالياته ونشاطاته الثقافية وانتاجه للمكتبة المحلية والعربية. هناك قرأت كتاب فاطمة اوفقير الذي اصطحبته مع مجموعة من الاصدارات.. اضافة الى الروائي حسن اوريد. وهو شاب بدأ يلفت الانظار. ويفرض نفسه على الساحة طرحاً وابداعا. غير ان فاطمة اوفقير وهي زوجة الجنرال اوفقير الذي كان قد انتحر بعد ان كان وزيراً للداخلية كان متهماً بمحاولة فاشلة ضد الملك الحسن الثاني وامضت فاطمة في السجن 19 عاماً. اصدرت بعد اطلاق سراحها بعشرة اعوام كتابها الذي تضمن مذكرات تضمنت طرحاً صريحاً وجريئاً بكثير من الاسقاطات والاعترافات وجلد الذات مع محاور من ادانة شخصيات سابقة في السلطة في تلك المرحلة واذا كان من الصعب استعراض كل ما ورد في كتاب فاطمة اوفقير "حدائق الملك" في اشارة الى اماكن السجن الذي قبعت فيه زوجة الجنرال. الا ان الملفت للانتباه. هو حجم حرية النشر في المغرب العربي. وان وصل الى نقد رموز في السلطة تهتز لهم المنابر..وعبارات الكلام!!