عندما يشرف أحد أبنائك على الهلاك من مرض – ما – ولا تجد أمامك نجاةً له إلا باجراء عملية جراحية ضخمة تستغرق ساعات طويلة فلا تملك إلا الموافقة على هذه العملية الجراحية بكل ما يحيطها من أخطار.. تقوم بذلك وأنت مرغم لكي يعيش "ابنك" سالماً من كل الأمراض التي اصيب بها.. تماماً هذا هو ما تقوم به المملكة تجاه "اليمن" فهو أصيب بكثير من الأمراض التي كانت سوف تهلكه فلابد من عملية جراحية سريعة وشديدة الدقة.. لا كما راح معظم الاعلام يسوق ذلك باسلوب بعيد عن منهج بلادنا الذي تحرص عليه.. وهو ما كتبه الزميل داود الشريان يوم أمس في زاويته بالزميلة الحياة. إن أخذ الاعلام الى مناحي بعيدة عن هدف الحرب فيه اضرار بمستقبل العلاقات بين الشعبين الجارين.. تلك الجيرة التي لا يمكن أن نلغيها لأنها من أساسيات الجغرافيا وتبعيات التاريخ.. فلابد أن نتنبه الى ما يذاع وينشر عن ظروف هذه الحرب التي أراها كالعملية الجراحية التي تجد نفسك لابد من القيام باجرائها لانقاذ من تحب من خطورة المرض الذي يعاني منه.. أما أخذ الأسباب الى نواحي ضبابية وتكهنات غير واقعية كأننا نقدم للاعلام الآخر المتصيد لنا "قماشة" واسعة يقوم بتفصيلها على حسب ما يروق له من تخيلات فاسدة دامية.. لتأخذنا الى فضاءات من الضياع واللاشيء. إن القيام بترسيخ تلك العلاقة الأزلية بين الشعبين أمر غاية في الأهمية لمستقبل الأيام.