بعدما كنا نطرب لجزالة الحرف الشعري لذاته,وبعدما كنا نتبع نهجه البلاغي ونسلك كل فج شعري مميز لأجله، باغتنا بلا استاذان نهج شعري متطحلب خلف قطيع القبلية الجارفة,لا لأجل الفخر لذاته كوصفه نوعاً شعريا متداول,بل لإثارة الطائفية (النتنة) ودغدغة الجاهلية المنبوذة منذ دخول فجر الإسلام. وكأن لاهم لنا إلا التصفيق لفارس قبيلة أعظم مايملكه من سلاح الفروسية المزعومة سيارة فارهة وبطولات نقدية متمرسة. أو لا قضية تشغل الساحة الشعرية سوى الانجراف خلف التقسيم الشعري القبلي،وكأنما وجد الشعر لذلك النوع فقط. وقد يلحظ المتابع النهم للساحة الشعرية تلون أغلب المسابقات الشعرية بطابع القبلية أكثر من الانشغال بفحوى القصيدة وجزالتها. لاينكرالمتتبع للأدب العربي منذ نشأته وجود هذا النوع من الشعر ولكننا لو أعدنا تصنيفه نجد أن هذا النوع يكثر في عصر الجاهلية وفي الأدب الجاهلي على وجه الخصوص,ولكن وجوده في تلك الحقبة كان وجوداً متزامنًا مع ظروف تاريخيه معينة,وبلا قبلية وتضاريسية مفرطة.. تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدنا فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ ولو أمعنا القراءة لوجدنا إن كل لونٍ من هذا النوع هو أقرب للحماسة لا إلى القبلية المفرطة،بينماتجد التسلق عند الفئة الحالية للنيل من هرمية الشعر في الساحة ومحاولة لتغيير ترتيبها،حتى انك تجد ولائهم للشعر(القبلي)إن صحت التمسية أكثر من ولائهم لأي نهج شعري ولو كان في حب الوطن. لذلك أصبح يغزونا هذا المنهج متجاهلين جزالة الحرف العربي وذائقته. فهل هو الإنبطاح في معممة الجاهلية؟..أم وهو انجراف القطيع للانتماء اللا عقلاني؟..أو هو شعر لإثارة الفتنه وشحن النفوس؟.. أم هو لا اكتراث بالحصيلة أوالمكنوز؟.. والمؤكد ان ألإجابة الأقرب هي عدم الفهم والامتثال لقوله صلى الله عليه وسلم(دعوها فإنها منتنه).