ضرب فريق الأهلي الأول لكرة القدم رقماً قياسياً جديداً وتاريخياً سيدخل حيز التنفيذ بعد (20) يوما عندما يكمل الفريق الأول عام كامل دون خسارة في مسابقة الدوري وهو ما يعزز حظوظ الأهلاويين ويزدهم ثقة في فريقهم في إمكانية كسر حاجز الحظ العاثر وتحقيق بطولة الدوري التي عصت على الفريق قرابة الثلاث عقود ولا يزال ذلك الكين الشامخ قلعة للكؤوس رغم الغياب الطويل الذي يحاكي غياب ليفربول الإنجليزي عن بطولة الدوري الانجليزي أقوى دوريات العالم بينما يعد الدوري السعودي أقوى دوريات الشرق الأوسط والقارة الآسيوية . كانت الخسارة الأخيرة للفريق الأهلاوي في بطولة الدوري أمام فريق الهلال في (16) يناير الماضي بهدف وحيد في الرياض ومن يومها انتفض الأهلي ولم يسجل أي خسارة في البطولة في باقي جولات الموسم الماضي الذي توج فيه فريق النصر بطلاً وهذا الموسم الذي مضى منه ثلاثة عشرة جولة وانقضى الدور الأول كاملاً وختمه الفريق الأهلاوي بتعادل مثير أمام غريمه التقليدي ومنافسة اللدود فريق الاتحاد وقدم الفريق الأهلاوي خلال هذا الموسم مستوى فني عالي وتنظيم تكتيكي قل نظيره بين الفريق السعودية جعلته وصيفاً للمتصدر خلال فترة الشتاء ويذهل الفنيين والمحليين والنقاد بالطريقة التي يلعب فيها الفريق وصعوبة التسجل في مرماه وصعوبة هزيمته حتى في المباريات الخمسة التي خرج فيها الفريق متعادلاً في الدوري مباريات ( نجران – الهلال – الشباب – الفيصلي – الاتحاد ) كان الفريق هو الأقرب للفوز والأفضل فنياً وتكتيكياً وكانت تعادلات أشبه بالخسارة للفريق رغم قوة المنافسين إلا أن الفريق الأهلاوي كان الأفضل والأقرب للفوز . قصة الأصلع ( البداية ) مع نهاية الموسم الرياضي الماضي أعلن الأهلاويين عن فسخ عقد المدرب السابق البرتغالي فيتو بيريرا بالتراضي نظير ظروف شخصية للمدرب وهو ما اعتبرته الأغلبية الساحقة في الشارع الأهلاوي بشرة خير للفريق نظير عدم اقتناعها بنجاح المدرب مع الفريق ولعدم ظهور شخصية البطل معه وخسارتهم لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين في المباراة النهائية التي شهدت افتتاح ملعب مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الرياضية بمحافظة جدة ( الجوهرة المشعة ) وخلال فترة الصيف تأخرت الإدارة الأهلاوية في إعلان أسم المدرب الجديد للفريق ولكن كان لهذا التأخر نتائج كبيرة باختيار مدرب بشكل دقيق ومناسب ويتكيف مع إمكانيات الفريق الفنية واستطاعت أن تجلب السويسري كريستيان جروس صاحب الإمكانيات العالية وصاحب الخبرة التدريبية الطويلة والذي بدأ مشواره في التدريب عام 1988م مع نادي فال السويسري لينتقل بعد ذلك لتدريب نادي جراسهوبر إذ استمر معه لمدة أربعة مواسم حقق معه خلالها لقبين للدوري وكأس سويسرا ليصبح بعد ذلك من أهم المديرين الفنيين في بلاده كما درب جروس نادي بازل السويسري لمدة عشرة أعوام قاد خلالها النادي لتحقيق أربعة ألقاب للدوري ومثلها للكأس كما وصل معه في 2006م إلى الدور ربع النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا وله تجربتان تدريبيتان خارج سويسرا كانتا مع ناديين عريقين هما توتنهام الانجليزي وشتوتجارت ا?لماني كل تلك السيرة الكبيرة والمرصعة بالذهب وتحقيق لبطولات الدوري جعلت الأهلاويين يترقبوه واستطاعوا جلبه لفريقهم وكانت النتيجة نجاح كبير وباهر في فترة وجيزة ليس فقط في النتائج وحسب لكن اشتمل ذلك المستويات الفنية وقدرة الفريق الفائقة على احتواء كل المنافسين وصعوبة التسجيل في مرمى الفريق حتى باتت هزيمة الأهلي في بطولة الدوري أمراً مستحيل واستمر هذا الأمر حتى حقق الفريق رقماً قياسياً مع جروس بالوصول لسنة كاملة دون خسارة ولعل توقف الدوري بسب مشاركة منتخبنا الوطني السعودي في بطولة أمم آسيا امتداد فترة التوقف لمد شهر عجلت من هذا الرقم يحث يصل الأهلي لإكمال السنة دون خسارة خلال منتصف فترة التوقف الحالية فكان لذلك الأصلع الدور الكبير في تحقيق هذا الانجاز الرقمي المهم بفضل حنكته الفنية وخبرته في إدارة المباريات وتيسيرها لمصلحة فريقه وقرب اللاعبين منه وحسن اختياره لعناصر الفريق وتعامله في التدريبات والمباريات وتنظمه الدفاعي والتكتيكي العالي ونهجه الفني السليم مما ساعد فريقه على تحيقي أرقام عاليه هذا الموسم وجعل الفنيين والمحللين يتغنوا به ولعل أبرزهم ما ذكره قائد الأهلي السابق ونجم التحليل في القناة الناقلة لدوري عبد اللطيف جميل للمحترفين محمد عبد الجواد عن جروس أنه مدرب ذكي في تغيراته ويعرف يدير المباريات بشكل السليم . نتائج مميزة حقق الفريق الكروي الأول نتائج أكثر من رائعة خلال بطولة دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين واستطاع أن يضرب ستة والأربعة في أكثر من مناسبة ويسجل معدل تهديفي ونقطي عالي مغاير للأعوام والمواسم السابقة ورغم أن الفريق يعتبر في المركز الثاني وبفارق خمسة نقاط على المتصدر فريق النصر إلا أن الأهلي حقق أرقام مميزة له عن كل المواسم واستطاع أن يصل إلى النقطة (29) بالدور الأول وأن يسجل (26) هدف في ثلاثة عشرة مباراة بمعدل هدفين في كل مباراة واستطاع أن يسجل مهاجمه المميز السوري عمر سومه رقماً وقوياَ في صدارة الهدافين برصيد (15) هدفاً في منتصف الدوري فقط بينما لعب الفريق الأهلاوي (13) مباراة فاز في ثمانية مباريات وتعادل في خمسة ولم يخسر وهو الفريق الوحيد في البطولة الذي لم يخسر أي مباراة ولم يسجل في مرماه سوى (9) أهداف ليكون ثاني أقوى دفاع بعد فريق الشباب . وذلك يكون الملكي هو المميز بالأرقام وما أبعده عن صدارة البطولة سوى الحظ العاثر في العديد من المباريات التي تعادل بها الفريق خاصة في مباريات ( نجران والشباب والاتحاد) حيث أضاع المهاجمين فرص سهلة وكان الحظ معانداً لفرقة الرعب لتسجيل الانتصار وتصدر دوري هو الأحق به من حيث المستويات الفينة الراقية والأرقام القياسية المميزة . جدة كذا أهلي وبحر ويبقى الداعم الأول والرئيسي للفريق الأهلاوي في كل زمان ومكان وتحت أي ظروف هو جمهور خط النار أو جمهور المجانيين تلك الجماهير التي تقف خلف فريقها الأهلاوي وتدعمه وتوقيه وتشد من أزره وهي اللاعب رقم (12) التي خصصت لها فانلة في الفريق أسوة بما تقدمه الأندية الأوروبية الكبيرة لجماهيرها فذلك المجانيين أجوائهم شبيه بما تقوم بها الجماهير الأوروبية فهي صاحبت التيفو في الملاعب السعودية والتي تتألق دائماً بأفكارها وطريقة تشجيعها في الملعب فهي الجماهير التي تملك جمهور ومعجبين بهم ولعل ما قامت به في مباراة الديربي الأخيرة أمام الاتحاد على ملعب مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الرياضية ( الجوهرة المشعة ) من عمل تيفوا فني وراقي كتبت في كلمات قالها رمزهم الأول الأمير الشاعر الكبير عبد الله الفيصل رحمة الله ( جدة كذا أهلي وبحر ) يبرز مدى دعم هذا الجمهور لناديه الذي ينافس بقوة هذا الموسم على تحقيق بطولة طال انتظارها لعقود وما ساعد على إظهار مدى براعة واختراعات تلك الجماهير ولوحاتها الفنية الراقية هو وجود منشئة رياضية راقية بحجم ملعب الجوهرة التي سطرت خلالها جماهير الأهلي أروع وأكبر الدعم للاعبين فريقها .
