بفوز السبسي برئاسة تونس حزِنَ عربٌ و فرح آخرون. حزِنَ من علّقوا آمالاً على الثورات، فانتخابُه يطلق رصاصةَ الرحمة على (الربيع العربي) و أحلامه وأوهامه. وفرح من اعتبروا تونس استعادت النظام العربي السابق بعد أن فجّرتْ تَقويضَه. كلاهما مُخطئٌ في زوايا من تقييمه. فلا (الربيع الدموي) زال. بل سيتشكل بأثواب جديدة إذا عاد الاستبداد والظلم الاجتماعي لسابق عهوده. ولا استرجاع النظام السابق بأشخاصه وقواه يعني ممارسة ذاتِ القوة والسلطان الذي كان سائداً. كلاهُما يُغفِلُ حقيقةً جديدةً مفروضةً عليهما..هي أن ناس اليوم غير ناس الأمس..وشعوبَ غدٍ غيرها اليوم. من ينجح في حسن التعامل مع هذه الحقيقة ينجو وتنجو بلاده..ومن يعِشْ على عضلاتِ الماضي سيَسحقُه واقع جديد يتشكّل. Twitter:@mmshibani