ردة فعل بطيئة من قلبٍ ممتلئ بالدعاء.. نافذةٌ تطل على الأموات بعد أن استقر بهم المصير قدرٌ جميلٌ أن ترتفع لتشاهد دارهم .. سكنهم بعد أن استداروا من بطن أنثى .. مقابر وبقايا دعاء ومكانٌ يتسع ولا يضيق وأن أومأ برأسي مرددةً يا سبحان الله هنا يتساوى كل شَيءٍ ، هنا تختفي الفوارق والطبقات ، هنا شقيٌ وسعيد .. هنا رأس مالك ، غناك ، جاهك ،عملك الصالح وبدون شعورٍ، شهقةٌ تفتق منها صدري وعلى نحيبي فالمكان لم أسمع عنه ولا أعرف أدق تفاصيله إلا من الصور والحكايات جُلت بِبصري في كل زواياه رأيت مكاني لا زال فارغًا بين ساكني القبور.. تحرك كل شيءٍ في داخلي بين ذاكرة تحمل الألم ومشاعر تحلم بالأمل تذكرت نحن السابقون وأنتم اللاحقون وبحثت عن زاد رحلتي إلى حفرةٍ هنا كان العذاب بلا موت تجسيدًا بليغًا لما أنا فيه .. تذكرت (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) فهل الموت ينتظر رحلة التعديل ! .. يتساقى الموت كساقية ويدور مع الزمان، ليس له سيقان ، ولا يجلس أمامك متقرفصًا بل يرسل لك كل ليلة رسالة أن أعمل فالموعد قريب .. الموت يركض معك ركض التتابع بإثارة حولك مقبرة وكفن وصلاة بلا ركوع أو سجود ومجموعة تبكي وأخرى تدعي سيتركونك وحيدا مع عملك في قبرك سيكون الختام قبرًا يسرق الأحباب محاط برطلٍ من تراب ...!! * بدرية الظفيري - السعودية