كانت ليلة أرادها "قينان الغامدي" ليلة اخوانية عندما جمع أولئك الرفاق الذين جمعهم هم واحد هو العمل في الشأن العام وفي حمل الرأي – على أسنة أقلامهم – مغتنماً أمس - قينان – ترجل صديقه الذي أدخله المجال الصحفي معه أقصد الدكتور عثمان محمود الصيني أول رئيس تحرير للزميلة مكة ترجله من العمل على كرسي جريدة مكة والذي بادره زميل دراسته "الدكتور" سعيد السريحي طالباً منه قص طرفاً عن حياته الدراسية والعملية. بعد تردد قال عثمان: كنا في بداية دراستنا الاكاديمية بعض الزملاء الدكتور عالي القرشي، سعيد السريحي، الدكتور عاصم حمدان.. حيث كان الواحد فينا طموحه أن يكون مضيفا في طائرة لأنه لم يكن على أيامنا مجال إلا التدريس وإلا ما يُدرس بعد تخرجه عليه أن يدفع ما صرف عليه خلال الأربع سنوات التي درسها فكان أقصى طموحنا أن نبحث عن مدرسة جديدة للعمل فيها.. تحولت الأمور بعد ذلك هذا الدكتور عالي أحد أهم النقاد، الدكتور عاصم حمدان من المؤرخين والكتاب المعروفين والسريحي كان هو أول الدفعة لأربع سنوات كنا "نفحط" لكي نلحق به دون جدوى.. وبدأنا في المجال الأكاديمي ولفينا على جميع الجامعات كانت كلية الشريعة غير معروفة وذهبنا وعادلنا شهاداتنا في القاهرة وبعد ذلك دخلنا مرحلة اخرى هي مرحلة الحداثة التي دفع ثمنها "السريحي" في نيله "للدكتوراه" أما أنا بعد خلصت الرسالة شكلت لجنة للمناقشة وأرسلت الى كلية الدعوة ومكثت هناك 8 شهور.. على أن الدكتورين عالي وعاصم اهتما بالشأن الأكاديمي بالاضافة الى اهتمامهما بالكتابة. اما سعيد فقد بدأ في الصحافة منذ الأيام الأولى للحداثة وهو الذي اشعل الساحة الثقافية وقتها وهو الذي ورطني في – النقد – كما ورطني في الصحافة قينان الغامدي الذي بدأت معرفتي به عندما كان محرراً ومراسلاً لجريدة عكاظ في الطائف وكانت لديه القدرة على القيادة حيث كان رئيساً لاتحاد الطلاب عندما عاد للدراسة وكان ذلك الاتحاد من الاتحادات النادرة أيامها وكان لهم دورهم وتواصلهم مع العميد مباشرة. وقد كان عملي مع الصحافة من بعيد ثم اصبحت مستشاراً لجريدة "البلاد" و"الوطن" وملحق التراث في المدينة والبلاد وعكاظ كل ذلك عن بعد لم يكن في ذهني أن أكون صحفياً حيث كنت استاذاً مشاركاً في الكلية. كلمني ذات يوم قينان وأنا في الطائف قال:" أنت شغال في عدة شغلات لماذا لا تجمعها في شغلة واحدة وتأتي للعمل معي في الوطن" قلت له: لا أعرف.. كلمني بعد ذلك الدكتور فهد العرابي وكان رئيس مجلس الإدارة وكان قينان رئيس تحرير الجريدة التي لم تصدر بعد فقلت له أنا لا أعرف شيئاً في الصحافة إلا أن تريد أن تضحك الناس علي.. وكان يومها الوسط الصحفي تندر على حكايات أحد رؤساء التحرير "رحمه الله" الذي ما كان من الوسط الصحفي وكانت له نوادر مضحكة.. فقلت لقينان تريدني مثل ذلك الرئيس. ذهبت الى أبها أنا وخالد المطرفي وواحد كان المدير الفني اسمه أسعد. وكان أول اجتماع لنا مع سمو الأمير خالد الفيصل فقلنا له هل تريدنا مثل الشرق الأوسط والحياة فقال أكثر من ذلك.. لم ننم تلك الليلة لكن بعد ستة شهور من الصدور تجاوزنا ما كنا نخشاه من الصحف. الآن كل واحد من الزملاء أخذ مجاله لكن الذي أعتقده أن طموحي في الأساس كان أقل بكثير مما وصلت إليه. هنا توقف عثمان عن الكلام المباح بعد أن اتت اشارة قينان بتناول وجبة العشاء.