مصطفى قاسم عباس مزجتُ حبري بدمعٍ في الدّجى جارِ وجئتُ أنظُم في عَلياكَ أشعاري ومقلتي نحو ذاك البدرِ ناظرةٌ لما تبدّى تغنّت كلُّ أسفاري فمن محيّاكَ ضوءُ الشمس مُقْتَبَسٌ وذكرُكُمْ ضوَّع الدنيا بأسرارِ وكم تذكرتُ أطيافاً تُعاودني حيناً , وليلاً أنادي : أين سُمَّاري ؟ غابوا وغُيِّب في النسيان ذكرُهُمُ فما بقلبيَ من خلٍّ ولا جارِ ...مضوا, وأنستنيَ الأيامُ طيفَهُمُ لكنّ طيفك في قلبي وتذكار أتت حشودٌ من الذكرى مُخَيّلتِي .... لكنْ تلاشت , وهامتْ فيكَ أفكاري وإن شوقيَ يوم البين أرّقني فهل ألاقي بهذا الدهر أقماري ؟ حزني كثكلى , أنيني لا يُفارقني لكنَّ طعمَ الأسى يجري بمقدارِ والسُّهد سامرني , والهم يُمطرني هذا هو الحال في حِلي وأسفاري يهمي هُياميَ غيثاً كاد يُغرقني وإنها يا إله الكون أقداري تطاولتُ كلماتي , وانتشى قلمي وكيف لا ؟ وأنا مدْحي لمختارِ محمدِ المصطفى أرجو شفاعتَهَ عسى بَمدحيَ تُمحى بعضُ أوزاري نظرت للقبة الخضراء منتشياً وروضةُ المصطفى حُفَّتْ بأزهارِ تزهو بساكنها , تسمو بجيرتهِ ِ فإنها جنةٌ تجري بأنهارِ أرضُ البقيعِ سماءٌ في تلألُئِها فاعجب لأرضٍ غدت كالكوكب السّاري أرضُ البقيع غدت في الدهرِ أوسمةً لمَنْ تحلّوْا بإيمانٍ وإيثارِ هم خيرُ صحب بخفّاقي منازلُهم أنعِم بِمن هاجروا, أكرِم بأنصار ! بمكةٍ هام قلبي في صبابتِهِ وفي المدينة كم أرنو لأنوار ! فارقتها , ودموعُ العين ساجمةٌ كأنها سُحُبٌ سَحّتْ بأمطارِ ...أظلُّ أحيا مع الماضي وما حملت تلك اللياليَ من طُهْرٍ وأسرارِ واليومَ في شَغَفٍ أدعوك خالقَنا في كل نجوى بليلٍ أو بأسحارِ بأن أكحلَ في أنوار مسجدها عيني , وتصدحَ في الآفاق أطياري وأن يكون الثَّرى فوقي , وتربَتُهَا تَحُفُّني , وجواري خيرُ أنصارِ شَفِّعْ نبيَّك ربي إن دُفنتُ بها في يوم حشريْ , فأنت الواحدُ الباري